الأسد يزيد اعتماده على "تنظيم الدولة" في الحصول على النفط والغاز.. هذا ما كشف عنه مسؤولون غربيون


قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن تنظيم "الدولة الإسلامية" زاد مبيعاته من النفط والغاز إلى نظام بشار الأسد، مؤمناً له بذلك الوقود الذي يعد عصب الحياة في مناطق النظام، وبذات الوقت مصدراً مالياً للتنظيم الذي تحاول الدول محاصرته مادياً.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نشر ترجمته موقع "هافينغتون بوست" عربي، اليوم الجمعة، عن المسؤولين قولهم إن "مبيعات النفط والغاز لنظام الأسد هي الآن أكبر مصدر تمويل لتنظيم داعش، مستبدلة العوائد التي جمعها التنظيم سابقاً من رسوم نقل البضائع والضرائب على الأجور داخل مناطق سيطرته. وتأتي معلوماتهم من مراقبة طرق تهريب النفط عن طريق الشاحنات، التي تغيرت من توصيل النفط لتركيا والعراق، إلى نقله إلى النظام السوري.

وأشار عموس هوكشتاين، المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، إلى إن "أرباح داعش وإنتاجه للطاقة يدعمها حالياً النظام السوري"، في حين لفت مسؤول غربي إلى أن "تنظيم الدولة" وجد "متنفسه من الضربات الجوية الأمريكية التي تستهدف عمليات تهريب النفط في مناطق وسط سوريا وغربها، حيث يتمتع الجيش الروسي بتواجد جوي كثيف".

وأضاف المسؤول أن "التنظيم استهدافه أصعب في سوريا لأن جيوب المناطق التي يسيطر عليها أصغر". بينما قال مسؤول أوروبي في هيئات مكافحة الإرهاب أن الأسد بات يعتمد على التنظيم بجزء كبير من عمليات توليد الطاقة على الغاز المنتج في تدمر.

وكان نظام الأسد قد خسر مرة ثانية مدينة تدمر الأثرية الواقعة بريف حمص الشرقي الشهر الماضي لصالح "تنظيم الدولة"، وفقد السيطرة على آبار للنفط وحقول للغاز في المدينة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم.

ويعتقد مسؤولون غربيون أن نظام الأسد "تأخر على التنظيم في دفع تكاليف شحنات الغاز. وأضافوا إنهم يشكون في أن داعش فجّر حقل غازٍ سوري منفصل يوم الثامن من يناير/كانون الثاني بهدف إرسال رسالة تُطالب بالدفع".

ويوضح جوناثان شانزر، مسؤول سابق بمكافحة الإرهاب بوزارة المالية الأميركية، أن ساحة القتال قد انقلبت ضد "تنظيم الدولة"، وأن تمويله أصبح ضيقاً معتقداً أن التنظيم تحت ضغط مستمر وأنه يُصارع لانتزاع الضرائب وبيع النفط، وهو ما يجبره على التعامل مع نظام الأسد".

وتنشط تجارة النفط بين الجانبين بشكل خاص في ريف حماه الشرقي وريف حمص الشمالي، ويعود السبب في ذلك إلى أن لهاتين المنطقتين أهمية جغرافية، لكونهما نقطة وصل بين مناطق "تنظيم الدولة" شرق وشمال شرق سوريا، ومناطق قوات نظام بشار الأسد غرب ووسط البلاد.

وقال مراسل "السورية نت" في حمص، يعرب الدالي، في وقت سابق، إن "السماسرة يلعبون دوراً كبيراً في تنفيذ صفقات النفط بين التنظيم والنظام"، وأضاف أن تجارة النفط بينهما إلى تنقسم إلى طريقتين، تختلفان بحسب طريقة الإستلام والتسليم، الأولى تقوم على نقل النفط بواسطة الصهاريج، والثانية من الآبار إلى المصافي بشكل مباشر عبر الأنابيب.

ويجري نقل النفط في الطريقة الأولى من خلال صهاريج وعبر تجار، وسماسرة من الطرفين، وتقدر قيمة الصفقات بمئات الصهاريج التي تخرج من مناطق "تنظيم الدولة" إلى مناطق النظام، في حين  أن الطريقة الثانية لا يزال الغموض يكتنف أجزاءً كبيرة من تفاصيلها.




المصدر