(أجيال الغد) تخرّج دفعتها التعليمية الأولى في الغوطة


جيرون

دفع الوعي بأهمية التعليم وضرورة التركيز عليه، “فريق شباب الغوطة التطوعي” الذي ينشط في الغوطة الشرقية إلى بذل كل ما يملك من طاقات لاستكمال المشروع التعليمي، الذي باشر به منذ نحو ثلاثة أشهر، عبر مبادرة (أجيال الغد) المخصّصة لرعاية الأطفال المتسربين عن التعليم، التي شارفت على تخريج الدورة التعليمية الأولى لمنتسبيها خلال الأيام المقبلة.

حول هذه التجربة الاجتماعية الجديدة، قال عبد المالك عبود، منسق الفريق، لــ (جيرون): “المشروع التعليمي يسعى إلى ترميم الفجوة العلمية عند الطلاب، تلك الناجمة عن انقطاعهم لفترة طويلة عن الدراسة، ليستطيعوا الالتحاق بمدارسهم النظامية بعد إتمامهم الدورات التي تقدمها سلسلة مدارس (أجيال الغد)، إذ سيكون هناك اختبار تقييم يشرف عليه مختصون من مديرية التربية والتعليم في محافظة ريف دمشق، لتحديد مستويات الطلاب وفرزهم في مدارس التعليم النظامي، بحسب مستواهم العلمي الذي وصلوا إليه، ومع نهاية الشهر الحالي تنتهي الدورة التعليمية الأولى، التي استفاد منها نحو 80 طالبًا، وسيعلَن عن بدء الدورة الجديدة بعد مرور نحو 15 يومًا على انتهاء الدورة الأولى”.

يتخلّل المشروع العلمي وجود أنثوي عالي المستوى، إذ يقوم بتنفيذ الخطة التعليمية وبتنسيق مع مديرية التربية والتعليم، إطار (كادر) من المعلمات بخبرات عالية في مجال التعليم وطرق التعامل مع الطفل، بحسب أهالي طلاب منتسبين للدورة.

وأضاف عبود “في البداية كانت صعوبة إشراك النساء في العملية التعليمية، بظن المجتمع السوري لا يحبّذ عمل المرأة، لكن الجدية والالتزام في العمل أسهما في تغيير وجهات النظر”، مشيرًا إلى همّة المرأة في مثل هذا النوع من المبادرات ورغبتها في العمل والتطوّع.

يطمح الفريق إلى التوسع في الملف التعليمي، لتغطية عدد أكبر من الطلاب المتسربين، وتضمين الطلاب الذين لا تتاح لهم فرصة الذهاب إلى المدارس بسبب بعدها، علمًا أن عدد الأطفال المنقطعين عن مدارسهم في الغوطة الشرقية تجاوز الخمسة آلاف.

على الرغم من كل المعوّقات والصعوبات التي تعترض سير العمل المدني في الغوطة الشرقية من قلة الدعم، والحصار، والقصف الدوري، إلا أن المشاريع وبحسب عبود، مستمرة وعلى رأسها التعليم العلمي والمهني، لافتًا إلى “مساع لتنظيم دورات تدريبية لتعليم اللغات، لما لها من أهمية وانعكاس إيجابي على الواقع العملي للأفراد. ولزيادة دعم المرأة ونشاطاتها سيتم تنظيم دورات متعددة تستهدف النساء، مثل دورات تعليم الخياطة والصوف والغزل وغيرها ليتم بعدها توفير فرص عمل للسيدات في معامل ألبسة وبذلك نُقدّم لهنّ الفائدة والعمل معًا”.

أكدّ منسق الفريق أن “الأفكار مستمرة ولن تتوقف، والطاقات الشبابية تتزايد كل يوم، وتُصقل معها التجربة والخبرة، ففي البداية كانت خبراتنا في المشاريع الخيرية والتعليمية بسيطة ومتواضعة، لكن مع مرور الوقت، تراكمت المعارف، وأصبحنا أكثر دراية بالمشروعات التي تحتاجها الغوطة الشرقية وبسبل تنفيذها”.

وكان “فريق شباب الغوطة التطوعي” الذي باشر أعماله أواخر 2015 قد أنجز العديد من الفاعليات الإغاثية والمرتبطة بفصل الشتاء ومنها إطلاق حملة (بدنا دفا) للموسم الرابع، التي توزع سلّات الحطب والألبسة الشتوية للعائلات الفقيرة، كذلك وزع الفريق 100 سلّة غذائية على العائلات الأكثر عوزًا في مدينة دوما خلال الشهر الأخير من العام الماضي، وبحسب عبود، “فإن ما نفذه الفريق في هذا المجال لا يرتقي إلى مستوى الطموحات إلا أن ضعف الإمكانيات وعدم انسجام مشروعات الفريق مع سياسة بعض الداعمين يحول دون تنفيذ (الغوطة التطوعي) كل ما يصبو إليه”.




المصدر