أهالي دمشق يتحايلون على نقص المياه بالتيمّم


رزق العبي: المصدر

في أسبوعها الرابع، لا تزال “دمشق” عطشى، أربعة أسابيع وسكانها بصمت، يتعثرون في تأمين المياه، ويُقنع البعض نفسه أن “الإرهابيين” يقطعون عنهم المياه، ويتعاملون مع أنفسهم بكذبة كذبوها وكذبها معهم النظام، فقط من أجل أن يستمروا في صمتهم.

ومع انقطاع المياه عن المدينة، بعد قصف طائرات النظام نبع الفيجة بعشرة براميل متفجرة، والتي أدت إلى تدمير المضخات، والعنفات، والخزانات، التي تنقل المياه بالأنفاق الفرعية إلى دمشق، بات الأهالي في ظل هذه القلة يعتمدون على شراء “صناديق المياه”، والتي تشرف “المؤسسة العامة الاستهلاكية” التابعة لحكومة النظام على بيعها، مستغلة في ذلك أزمة المياه، والتي أثبتت تورط “النظام” بها، لجني أموال كبيرة على حساب سكان دمشق.

وبحسب ما نقل موقع “يوميات قذيفة هاون في دمشق” الموالي للنظام، فإن مدير فرع دمشق “للمؤسسة العامة الاستهلاكية” وسام حمامة، صرح قبل أيام بأن “مبيعات المؤسسة من صناديق المياه (650 ليرة للصندوق الواحد) وصلت منذ بداية أزمة المياه التي أصابت محافظة دمشق”، نتيجة ما أسماها “الاعتداءات الإرهابية” على مجرى نهر بردى ونبع الفيحة وصلت إلى أكثر من 150 ألف صندوق، حيث تقوم المؤسسة حسب تصريح “حمامة” بتوزيع الصناديق عبر 25 سيارة على أحياء العاصمة، وذلك وفق جدول يومي.

وهذه الأرقام أثارت غضب الشارع الدمشقي، متهمين الجهات المسؤولة “النظام وأزلامه” باستغلال الأزمة لكسب منافع مادية من الأهالي.

“عبد الهادي لبابيدي” وهو أحد سكان العاصمة، علق على الموضوع، قائلاً: “الله لا يسامحكون يارب، 150 ألف صندوق يعني 150 مليون (هاد إذا كان مو اكتر) الشعب ناقصو تنهبو منو أكتر من هيك، مصروف العالم عم يروح ما بين كهربا وبطاريات وتدفئة وغاز وضرايب وتليفون وانترنت…يادوب عم يزيد شي للأكل واللبس كمان بدكون تحملونا عبء مصروف الشرب! والله هزلت”

أما “هلال هلال” فتساءل: “أنا بدي أفهم إذا راتب موظف تقريباً 30000 ل.س وأجار البيت 250000 بيت متواضع وعطرف المدينة 5000 مواصلات خالصين راتب، والباقي شلون بدو يدبر؟! كيف عايشين ماعم افهم؟!”.

ولكن في ظل هذه الأزمة، وجد تجار الحروب، فرصتهم في التلاعب على هذا الشعب “المسكين” رغم صمته، حيث كشف أحد أهالي العاصمة، عن تزوير مصادر المياه، وتعبئتها بمياه أنهار أو آبار إتوازية، وعلق “عبدو طلال” على ذلك: “انتوا جماعة كذابين هي المي من مياه النهر من الربوة ومختومة في المعمل لصالح بعض المسؤولين الوسخين…بدكون تطفشونا والله قاعدين فوق رؤوسكم والحق هو المنتصر” لكن يبقى السؤال، ما هو الحق الذي يتكلم عنه الدمشقيون؟!

وبحسب ما أوضح مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقرير له مع بداية أزمة المياه في دمشق، فإن السكان يضطرون لشراء مياه الشرب من باعة خاصين، ولا توجد هناك أي إشراف على جودة المياه وأسعارها.

وظهر تسجيل مصور لشخص وهو يعلّم الناس الوضوء بـ (البخاخ)، لتوفير المياه، حيث مثل لهم طريقة الوضوء، ولاقى الفيديو رواجاً لدى الناس هناك، ما دلّ، بحسب ناشطين، على “أزمة غباء”.





المصدر