روسيا تسعى لتغيير وفد المعارضة السورية لـجنيف وتعمل على تحجيم برنامج المفاوضات
28 يناير، 2017
غابت الكتل السورية المعارضة الرئيسية عن الاجتماع الذي عُقد أمس في العاصمة الروسية موسكو بدعوة من وزارة الخارجية الروسية “سيرغي لافروف”.
وقالت مصادر في المعارضة السورية إنها ترفض بشدّة أن يقوم وزير الخارجية الروسي بتحديد برنامج عمل مؤتمر جنيف ولن تلتزم بما قال، فيما نفت الأمم المتحدة نيّتها تأجيل مؤتمر جنيف 4 .
وتسعى موسكو من خلال دعوتها لأطراف من المعارضة السورية للاجتماع لتغيير تركيبة الوفد السوري المعارض الذي سيشاركك في مؤتمر جنيف 4، وتسعى لأن يضم معارضة مُقرّبة لها ترفض الكتل السورية المعارضة الرئيسية ضمهم لها وتشدد على ضرورة ضمهم لوفد النظام.
كما تسعى روسيا لإقناع المعارضة السورية أن توافق على أن يكون هدف مؤتمر جنيف المقبل هو مناقشة مسودة دستور لسوريا اقترحته روسيا قبل أيام على المعارضة المسلحة التي رفضت استلامه.
ما يعني حسب مصادر معارضة، أن روسيا تحاول سحب بساط الشرعية عن وفد الهيئة العليا للمفاوضات، وتحاول تغيير مسار مؤتمر جنيف 2 عبر قصره على مناقشة الدستور بعد أن كانت مهامه تشكيل هيئة حاكمة انتقالية بصلاحيات كاملة.
وغابت أبرز تكتلات المعارضة السورية عن الاجتماع، وعلى رأسها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، و”الهيئة العليا للمفاوضات”، فيما حضرها رئيس “الجبهة الشعبية من أجل التغيير والتحرير” قدري جميل، وممثلون عن “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي و”وحدات حماية الشعب الكردية”، والقيادي في “تيار بناء الدولة” لؤي حسين، وجمال سليمان وجهاد المقدسي ورندة قسيس وآلان مسعد وغيرهم، وغالبيتهم العظمى من المقربين من موسكو أو المتوافقين معها على استراتيجيتها في سوريا.
وكان “الائتلاف” و”الهيئة العليا للمفاوضات” قد أعلنا رفضهما تلبية الدعوة التي تلقياها من موسكو لحضور الاجتماع، بسبب ما قالت إنه “نية موسكو تشكيل وفد معارض جديد يُمثّل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف”، و”تغييب أو نزع الشرعية عن الهيئة العليا والائتلاف”، وشددت على أن مصير المحاولات الروسية الفشل.
وأعلنت مصادر كردية تابعة لصالح مسلم، رئيس “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي، والمشاركة في الاجتماع، أنها تلقّت وعوداً حاسمة من موسكو أن يتم تعديل وفد المفاوضات في جنيف 4، وأن يكون هناك ممثلون لـ”الإدارة الذاتية الكردية” و”حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي في جنيف، وشددت على أن الأكراد سيتخذون “موقفاً عدائياً” هذه المرة إن لم يتم إشراكهم في جنيف المقبل، وفق قولها.
يتزامن هذا مع إعلان وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” عن تأجيل مؤتمر جنيف 3 من 8 فبراير/شباط المقبل لنهايته، لكن الأمم المتحدة أدلت بتصريحات مناقضة لتصريحات وزير الخارجية الروسي، وأعلنت أن إرجاء مفاوضات جنيف حول سوريا غير مؤكد، مشيرة إلى أن موفدها الخاص إلى سوريا “ستافان دي ميستورا” سيزور نيويورك الأسبوع المقبل لبحث الأمر.
وحول إعلان وزير الخارجية الروسي تأجيل مؤتمر جنيف، قال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة “آكي” الإيطالية للأنباء إن روسيا “تحاول استفزاز الولايات المتحدة للتدخل في المفاوضات المتعلقة بسوريا، والتي قاطعتها واشنطن حتى قبل توقف الرئيس السابق باراك أوباما عن ممارسة مهمه، وهي بالإعلان عن تأجيل مؤتمر جنيف 4 تعتقد أنها ستدفع الولايات المتحدة لإبداء رد فعل، سلبي أو إيجابي لا يهم، المهم بالنسبة للروس أن يعود الطرف الأمريكي لإشراكها في تداول الملف السوري”.
وأضاف: “من الصعب تغيير مرجعيات الحل السياسي في سوريا، فجنيف سيستند لقرارات أممية واضحة ومُتفق عليها، واقتصار المؤتمر على مناقضة مشروع دستور قدّمته روسيا أمر لن يكون مقبولاً، وتغيير تركيبة وفد المعارضة السورية أمر ممكن، لكن ضمن حدود ضيّقة، ولن يتم تغييره جذرياً، قد يكون من المقبول إضافة بعض الأطراف، لكن لن يكون هنا تغيير كامل، ولن يصبح الوفد مكوّن من جماعات موالية لموسكو فقط، وفق الرؤية الأمريكية والأوروبية”.
وتعتبر المعارضة السورية أن موسكو “تراوغ” في مسألة المرحلة الانتقالية وفي مسألة تكوين وفد المعارضة، وتسعى لطرح مشروع دستور لصرف النظر عن “القضية الأساسية” للمعارضة السورية وهي “تغيير نظام الحكم عبر هيئة حاكمة انتقالية تستلم كل الصلاحيات التنفيذية والتشريعية في المرحلة الانتقالية”.
[sociallocker] [/sociallocker]