تفاصيل.. هكذا نفذت مقاتلات فرنسية ضربة جوية على معقل لـتنظيم الدولة في سوريا

30 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2017
4 minutes

“المهمة 153، تستهدف شمال غرب مدينة الرقة شمال سوريا.. إنه جسر” هذه آخر التعليمات التي أعطيت لثلاثة من طياري المقاتلات الفرنسية “رافال” الذين كانوا على وشك الإقلاع من الأردن في مهمة نحو معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.

وإذا كانت المعارك في مدينة الموصل، شمال العراق تدور رحاها من شارع إلى شارع، فإنها في الرقة، الهدف القادم لحملة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لا تزال تدور عبر الضربات الجوية.

ويلخص ضابط المخابرات الفرنسي الوضع في منطقة الرقة للطيارين الثلاثة بينما كانوا يستعدون للانطلاق في مهمتهم من قاعدة جوية في الأردن، “في الوقت الحالي هناك استراحة، الأكراد يستفيدون من الوضع لتعزيز مواقعهم، وداعش أيضا”.

وأضاف مستكملا الصورة “الروس أبلغونا أيضا بتوجيه ضربات محتملة في المنطقة. لذا فإنه من غير المستبعد رؤيتهم”.

وفي هذه الليلة من المقرر أن تشن ثماني مقاتلات أميركية وبريطانية وفرنسية من التحالف الدولي غارات على عشرين موقعاً من أجل عرقلة حركة مسلحي التنظيم الجهادي عند مداخل ومخارج مدينة الرقة.

ومنذ يومين يركز الطيارون الفرنسيون بشكل كامل على مهمتهم: سوف يقومون بإسقاط قنبلة زنة 1000 كلغ – التي تعد أضخم قنبلة فرنسية – لتدمير الجسر بشكل كامل.

ويتم تحديد الأهداف عبر أشعة الليزر، وهي طريقة تصبح بالغة الصعوبة إذا ما كانت الأجواء ملبدة بالغيوم.

تركيز عال

ويقول أحد الطيارين الثلاثة ويلقب باسم “باسبارتو”، “نحن نركز على مهمتنا منذ مساء أمس، وسنطير بثقة وباندفاع بعد أن قمنا بكل تدريباتنا اللازمة من أجل اتمام مهمات من هذا النوع”.

ولا يكشف العسكريون الفرنسيون في الأردن كامل هوياتهم حرصاً على سلامتهم وسلامة أسرهم ولكل منهم اسم حركي.

وتبين أن الهجمات الدموية التي ضربت فرنسا في السنوات الأخيرة تم التخطيط لها من الرقة.

ويقول القائد الفرنسي العقيد “جان لوك” الذي لا يعطي اسمه الكامل لأسباب أمنية “لقد فقدنا أكثر من 200 شخص (في باريس ونيس)”.

وقبل الانطلاق يراجع الطيارين الثلاثة “شوف”، “أنجيلا” و “باسبارتو” مهتهم وكل ما يمكن أن يعترضهم في الجو.

وتم التحقق من الهدف من قبل أجهزة استشعار مخابراتية متعددة تجوب المنطقة ومن قبل المقاتلين الحلفاء، وطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع وتنصت تابعة للتحالف الدولي قبل ثلاثة أيام.

وقد أعطي الضوء الأخضر لمقاتلات الرافال التي تتخذ من الأردن مقرا لها، بأن تحلق لأقل من 40 دقيقة فوق الرقة لتنفيذ مهمتها.

تنفيذ المهمة

ومع نشر 14 مقاتلة من طراز “رافال” في الأردن والإمارات العربية المتحدة، فإن القوات الجوية الفرنسية تقود واحدة من أهم الحملات الجوية لها منذ الحرب العالمية الثانية.

وقد قامت المقاتلات الفرنسية بأكثر من 3300 طلعة جوية و 700 ضربة منذ خريف عام 2014 انطلاقا من القاعدة الجوية الأردنية، ما يمثل 60 بالمائة من من الجهد الجوي الفرنسي ضد “تنظيم الدولة”، والذي يتضمن كذلك انطلاق مقاتلات من حاملة الطائرات “شارل ديغول”. ومن هناك تنطلق المقاتلات الفرنسية ليلاً ونهاراً، دون كلل.

وفي ذلك اليوم، انطلقت طائرات “الرافال” عند الساعة 21،00 بالتوقيت المحلي باتجاه مدينة الرقة، انطلاقاً من الصحراء الأردنية قبل أن تعود إلى قاعدتها عند الساعة 23،50 قبيل منتصف الليل بعد أن ألقت قنابلها .

ويقول “انجيلا” وهي تنزل من قمرة الطائرة “الطقس كان قلقنا الكبير. ولكن في النهاية لم تكن هناك غيوم في سماء المنطقة، كانت الغيوم على بعد عشرين كيلومتراً (…) ونحن راضون تماماً”.

من جهته، قال “باسبارتو” “لقد كانت مهمة خاصة، نشعر بالرضا لتمكننا من القيام بالمهمة. لقد كان هناك تفاعل مع البريطانيين والأميركيين (…) كل شيء سار بشكل جيد للغاية”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]