القصف يحوّل دير الزور إلى (مدينة أشباح)
7 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
سعيد جودت: المصدر
منذ بدأ تنظيم “داعش” عمليته العسكرية الأخيرة في دير الزور ضد قوات النظام وميليشياته بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني الماضي، ازدادت وحشية النظام وحلفائه على محافظة دير الزور، وخاصة أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم، ما اضطر الأهالي إلى ترك منازل باحثين عن مكان آمن.
واستخدمت قوات النظام جميع الأسلحة لتدمير ما بقي صامداً من المباني السكنية في أحياء المدينة وبنيتها التحتية، لتهجير أبناءها وتقتل من بقي فيها، حيث نفذت مقاتلات النظام الحربية والقاذفات الروسية ما يزيد 1650غارة جوية على محافظة دير الزور، واستخدمت الصواريخ الارتجاجية، وخصوصاً في استهدافها لحي العمال المحاذي للجبل المطل على المدينة، بعد أن استطاع عناصر التنظيم بسط سيطرتهم عليه وحرمان النظام من استخدامه، باعتباره أحد أهم المواقع الاستراتيجية التي تشرف على أحياء المدينة وتؤمن شريان الحياة والإمداد لقوات النظام بين أحيائه ومواقعه العسكرية، وخصوصا المطار.
واضطر القصف العنيف أهالي دير الزور ضمن مناطق سيطرة التنظيم إلى النزوح إلى خارج المدينة، بعد أن فتكت بهم لعبة الموت، وراح ضحية القصف الهمجي ما يقارب 200 مدني.
وكانت وجهة هؤلاء الأولى هي قرى وبلدات الريف الشرقي، باعتباره أكثر أمناً وأقرب إلى المدينة، ومعها أصبحت مدينة دير الزور مدينة لا يمكن وصفها إلا بـ (مدينة الأشباح)، فهي خالية من المدنيين، وينتظر القدر الغامض مصير الأهالي النازحين من أحياء المدينة في رحلة البحث عن مأوى، مع قلة توفر السكن في أرياف دير الزور وانعدام المخيمات أو دور السكن الجماعي، وانعدام المنظمات الإغاثية، الأمر الذي اضطر بعضهم للعودة إلى منزله ضمن المدينة، منتظراً قدراً قد يحمل بين ثناياه موتاً جماعياً لعائلته.
وأكد أحد المدنيين النازحين في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، رفض الكشف عن اسمه، لـ “لالمصدر” ارتفاع أسعار إيجار المنازل في قرى وبلدات الريف الشرقي، إن وجدت، بينما اختار بعض المدنيين الخروج من المدينة، وقرروا اجتياز رحلة المجهول نحو مناطق الشمال، وربما عبوراً إلى تركيا، ومعه بدأ دور المبتزين من سماسرة التنظيم حول أسعار سفرهم عبر طرق التهريب، حيث تراوحت أسعار التهريب بين 500 و800 دولار أمريكي لكل فرد من العائلة، ذهاباً من دير الزور ووصولاً لقرى عزاز، بالإضافة إلى تكلفة أخرى لدخول الأراضي التركية لمن شاء.
ويضطر المدنيون ممن لا يملكون المال للسفر أو حتى لاستئجار مسكن بسيط في الأرياف، للبقاء تحت سماء تحمل معها يومياً عشرات الغارات القاتلة.
[sociallocker] المصدر[/sociallocker]