يوم وضعت ذات الحمل حملها… هذه حكاية (إبراهيم) الذي وُلد في قبره تحت الأنقاض


محمد كساح: المصدر

بينما كان فريق الدفاع المدني في حي القصور بمدينة إدلب يبحث خلال الأنقاض التي خلفها قصف مقاتلات روسية على بناء طابقي أدى لانهياره التام تفاجأ الجميع بوجود طفل صغير تحت الركام. كانوا قد قطعوا ساعات طويلة في البحث عن إحدى النساء، وحين وجدوا الطفل تبين للجميع أن المرأة ولدت تحت الأنقاض.

يوم الثلاثاء، السابع من شباط نفذت مقاتلات حربية روسية و أخرى تابعة للتحالف الدولي 9 غارات متوالية على مناطق سكنية في مدينة إدلب أدت لانهيار مبان مؤلفة من عدة طوابق وتسويتها بالأرض.

ووثق نشطاء راقبوا الحدث سقوط قرابة 30 قتيلاً بينهم العديد من النساء والأطفال جراء الغارات التي وقعت قرابة الساعة الثالثة والنصف من فجر ذاك اليوم.

وخلال حديثه لـ “المصدر” قال الناشط الصحفي “مطيع جلال” الذي كان في موقع الحدث عقب تنفيذ الغارات، إن فريق الدفاع المدني عملت لساعات متواصلة في إخراج الضحايا.

وأضاف أن فريق الدفاع “بذل جهوداً جبارةً في البحث عن امرأة حامل”، وكان أخوها مصراً على إيجادها، “ولكن بعد ساعات من البحث رأينا طفلا صغيرا جدا لكنه مكتمل الأعضاء، وبالقرب منه وجدنا الامرأة التي كانت ميتة أيضاً لقد ولدت طفلها خلال الغارات”.

عشية الغارات كانت المرأة على وشك وضع طفلها “إبراهيم”، ويقول “جلال” إن العائلة كانت في انتظار المولود الجديد وقد أطلقت عليه اسم ” إبراهيم ” قبل ولادته، ولكنّ الأمّ شاهدت أمراً من هوله وضعت حملها وفاضت روحها.

ويضيف الصحفي الذي كان الشاهد الأول على عملية انتشال إبراهيم وأمه من تحت الأنقاض “لما وجدنا الطفل انتابنا جميعا شعور بالذهول، تفاجأنا حقاً لأن أخو المرأة لم يخبرنا بوجود طفل… لقد كنا نبحث عن امرأة فوجدنا طفلا صغيرا .. أنا لا انسى تلك اللحظات .. لا انساها أبدا”.

دامت عملية البحث 12 ساعة بالضبط، ووصف “مطيع جلال” مكان الحدث بأنه عبارة عن بناءين كبيرين دمرا بالكامل. مضيفا “لقد أصابنا الذهول شعرنا بصدمة كبيرة لوجود طفل يخرج من بطن أمه تحت الركام، لكن إلى القبر مباشرة”.





المصدر