“عباس” شهيداً .. كان يشتم قبل الثورة “الرئيس” وأمه بـ “سيجارة”



كومنت: حسان الوضاح

عباس.. تجاوز عمره الثلاثين عاماً إلا أن دماغه -لسبب خلقي أو مرضي- ظلّ لطفل دون الخامسة.
لا يوجد أحد في قريتي “تيرمعلة” لا يعرف عباساً الذي كان يمضي وقته متجولاً فيها، وعندما يشعر بالجوع أو العطش يطرق باب أقرب بيت فيلبى.. كثيراً ما شاركني الغداء مع عائلتي.

في يوم ما، وقبل الثورة بسنوات، عرض أحد الشباب على عباس قطعة نقدية مقابل أن يسب الرئيس؛ فراح عباس يشتم الرئيس وأمه. أعطاه الشاب النقود راجياً منه السكوت ثم هرب.
أدرك عباس بفطرته أن هؤلاء العاقلين تتوقف شجاعتهم عند ذكر هذا الكائن المسمى الرئيس. وقد استغل ذلك أحسن استغلال، خاصة عندما ينفد منه الدخان الذي يدخنه بشراهة، فكان يطلب من أي شخص ثمن علبة دخان، وعندما يرفض ذلك الشخص يبدأ عباس بجولة من الشتائم التي تطال -فقط- الرئيس وأمه وأباه؛ فيرضخ الشخص لطلبه.


كتبت قصة قصيرة جداً مستوحاة من شتم عباس للرئيس، تخيلته فيها وقد اعتقل بسبب ذلك؛ إلا أن تنظيم الأسد طالماً برهن على أنه أكثر وحشية من تصوراتنا عنه.
كان عباس قد نزح مع أهله وأهل القرية إلى الرستن بعيد بدء القصف الروسي عليها أواخر العام 2016. وفي يوم 2 شباط 2017 استشهد عباس إثر قصف أسدي للرستن.

Image may contain: 1 person

“فيسبوك”




المصدر