تجمع (عمّرها) في مضايا… نشاطٌ كبيرٌ رغم التحدّيات
12 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
محمد كساح: المصدر
يتذكر ابن بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق “إبراهيم عباس” أيامه التي قضاها عضواً في تجمع “عمرها”، حيث كان واحداً من ثمانية أشخاص نشطوا في تنفيذ مشاريع تنموية وأنشطة ثقافية، انتهى دورها عشية فرض الحصار على المنطقة.
وقال “إبراهيم” متحدثا من تركيا حيث يقيم حالياً “كنا ثمانية أشخاص، أسسنا التجمع لنباشر بعمل متواصل في التنمية وغرس الوعي، حتى أننا أطلقنا مجلة نصف شهرية (مجلة الغد)، كان هدفها نشر الثقافة والوعي داخل المنطقة وخارجها”.
وفي عام 2015 وعشية الحصار على مضايا أصيب “عباس” برصاص أحد القناصين، وكانت حالته خطرة، حيث أصابه القناص في بطنه، وخلال فترة العلاج تعرض المكان الذي يقيم فيه للقصف ما أدى لإصابته مرة أخرى، وأشار “عباس” إلى أن التجمع تكفل بعلاجه، بالتعاون مع منظمة السراج، وقد غادر البلدة ضمن عملية إخراج الجرحى إلى إدلب.
خلية نحل
يعمل أفراد تجمع “عمرها” في بلدة مضايا بريف دمشق بنشاط ملحوظ، لكن مع بدء الحصار الكامل على البلدة في 2015 اقتصر عمل التجمع على تقديم الإغاثة لأهالي البلدة البالغ عددهم حوالي 40 ألف نسمة.
وقال “أبو عمار حمادة” الذي يدير التجمع، في حديث لـ “المصدر”، إنهم أسسوا التجمع بداية عام 2014 حيث كانت تلك الفترة زاخرة بمشاريع تنموية أطلقها التجمع.
وأوضح “حمادة” أن أنشطتهم في تلك الفترة “مشاريع مدرة للربح، وذلك لتصب في الحقيبة الإغاثية التي يقدمها التجمع، ونفذنا على سبيل المثال مشروع تربية أبقار ومشروع تربية أغنام، ومشروع خلية نحل، بالإضافة لتنفيذ مشروع تعليمي عبارة عن معهد مهتم بتدريس طلاب الابتدائي ورياض الأطفال”.
وبالنسبة لدعم التجمع أشار “حمادة” إلى أنه يأتي عن طريق منظمات خارجية، موضحاً أن أكثر المنظمات الداعمة للتجمع هي منظمة السراج والتنمية.
وأشار إلى أنه في بداية الحصار تمكن التجمع من العمل الدؤوب، خصوصاً في مجال تقديم الحليب للأطفال الرضع، وأردف “ما زلنا قائمين على ملف تقديم الحليب للأطفال حتى الوقت الحالي، على الرغم من الحصار المطبق على البلدة”، كما نفذ التجمع مشروعاً زراعياً مكّن الأهالي من استغلال أي مساحة ترابية ليزرعوا فيها الخضار في ظل الحصار المفروض.
مجلة الغد
“مجلة الغد” تعتبر إحدى المنجزات الهامة لتجمع “عمرها”، حيث تأسست المجلة مع بداية عمل التجمع، وأصدرت قرابة 27 عدداً، وكانت المجلة تطبع وتوزع داخل مضايا، إضافة لنشر نسخة إلكترونية عنها.
وتحدث “أبو عمار حمادة” عن المجلة قائلا “كنا نصدر مجلة نصف شهرية، هدفها الأول نقل الصورة في مضايا والزبداني وبقين للعالم الخارجي بطريقة مهنية، إضافة لسعينا إلى توعية الناس هنا، لكن مع بدء الحصار توقفنا عن إصدار المجلة، وذلك بسبب اعتقال اثنين من كوادرها، واستشهاد آخر، وإصابة اثنين آخرين”.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]