خرج فوجدها على ذمة أخيه… زوجة (الشهيد) تزفّ له مرتان

13 فبراير، 2017

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

لم تكن تعلم بأن القدر سوف يسوقها إلى زوجها مرتين، بعد أن سلّمت مصيرها للواقع، وبدأت تبحث عن حياة أولادها وسعادتهم أينما وجدت، فحياتها لم تعد تعني لها الكثير بعد سماع خبر وفاة زوجها في غياهب سجون بشار الأسد.

جميلة ابنة الخامسة والعشرين عاماً، وزوجة معتقل في سجون النظام، كان خبر وفاة زوجها الذي أنجبت منه ثلاثة أولاد، بمثابة صاعقة قصمت ظهرها مرة ثانية، بعد قصم ظهرها عندما جاءها خبر اعتقال زوجها، وهو في طريق عودته من عمله في مشفى تشرين العسكري في دمشق، حيث كان يعمل ممرضاً هناك.

بحثت والدة المعتقل كثيراً عن مصير ابنها في أغلب معتقلات نظام بشار الأسد، ولم تجد جواباً وخوف الزّوج من الاعتقال كان يمنعه من البحث عن ابنه. دفعت آلاف الدولارات، ووقعت تحت رحمة الكثير من المحتالين، وعاشت على وعود كاذبة لأكثر من أربع سنوات، وباعت مصاغها ومصاغ زوجة ابنها المعتقل، ولم تستسلم إلا بعد تسليم الهوية الشّخصية لابنها المعتقل، والتي اعتبرته شهيداً، تم قتله بسبب موقف إنساني، عندما كان يعالج الجّرحى في ريف دمشق.

كان زواج جميلة من أخ زوجها الأصغر، قراراً صعباً تم الاتفاق عليه مع أهلها وأهل زوجها، وبعد محاولة أهلها سحب ابنتهم بعد وفاة زوجها، وكان زواجها من أخ زوجها من أجل لملمة شمل العائلة بعد وفاة الأب، كي لا يتشرد الأطفال، ومن أجل سترة الزوجة كما كان يقول أقرباؤها، وقبلت بذلك كأمر واقع.

كانت جميلة بين خيارين أحلاهما مرّ، فهي أمام ترك أولادها الثلاثة، وانتظار القدر حتى يسوق لها زوجاً جديداً، وخيار آخر هو الزواج من أخ زوجها، والذي كانت تنظر إليه بمثابة أخ لها، لا بل كانت تناديه أخي ولعشرات المرّات، وفضّلت الخيار الثاني، من أجل أولادها.

بعد أشهرٍ رزقت جميلة بابنها الرابع من زوجها الجديد، وكانت ترى فيهم عذوبة الحياة رغم مرارتها، ولم يمضي العام الثاني، حتى يأتيها خبر، فرحت به قليلاً وبكت له كثيراً.

زوجها المعتقل والذي أمضى خمس سنين متنقلاً في سجون نظام بشار الأسد، يعود لبيته، بينما كانت في بيت أهلها زيارة لعدّة أيام، ويسأل عن زوجته، والتي باتت على ذمة أخيه، سأل كثيراً وكانت الأجوبة غير مقنعة ومختلفة في كل مرّة.

لم يجرؤ أحد على قول الحقيقة، وبعد مقدمات كثيرة، علم الرجل بحقيقة ما جرى مع زوجته، تمنّى أن يعود لمعتقله ولا بأس أن يموت بالصعق الكهربائي أو بتقطيع أطرافه أو بالشبح على أسلاك الكهرباء، أو برمي الجمرات على جسمه وهو يستلقي، كما مات الألاف من رفاقه في معتقلات النظام.

الشيخ “محمد اليوسف” عضو الهيئة الشرعية في الريف الجنوبي لإدلب، والذي تجرأ على إعطاء الحكم الشرعي في قضية جميلة وحيداً… قال: “امتنعت عن الإجابة في اليوم الأول من عرض قضية جميلة علينا، وبعد مشاورات مع أهل العلم والفقه، وصلنا إلى قرار يقضي بطلاق الزوجة من زوجها الثاني وعودتها لزوجها الأول بسبب رغبتها ورغبة زوجها والذي خرج من المعتقل”.

وأضاف الشّيخ اليوسف تم عقد قران جديد مع مهر جديد للزوجة، وذلك بعد طلاق الزوجة من زوجها، ومكوثها مدّة العدّة، والتي هي مدّتها ثلاثة قروء، والتي تتمثل بثلاثة أطهار من الحيض، تبقى فيهما في بيتها.

وكان خيار الانتقال للسكن في مخيمات الشمال السوري حلاً لجزء كبير من المشكلة، والتي تكفلت الأيام بحلّها مع مرور الوقت.

تزيد قصص السّوريين مرارة، كلما زادت محنتهم، وتختلف باختلاف الزمان والمكان، ولكن لا يختلف فيها طمع الدول الكبرى والتي تتناسى محنة شعب كامل، تم الإعلان عن استباحة دمه أرضه، مع أول كلمة نادى بها السّوريين، من أجل الحريّة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]