مزارعو الحسكة يحضرون لموسم الخضراوات في ظل ارتفاع أسعار البذار والمحروقات


سمارت-أحلام سلامات

بدأ المزارعون في قرية الكرامة بريف مدينة عامودا الغربي بالحسكة، التحضير لموسم زراعة الخضراوات، وتجهيز مشاتل زراعة بذور البندورة والخيار والبصل وغيرها، في ظل ارتفاع أسعار البذار والمحروقات.

وقال المزارع، فؤاد سليمان، في حديث إلى "سمارت" إنهم يواجهون مشاكل في زراعة المحاصيل الصيفية، خاصة الخضراوات، تتمثل في ارتفاع أسعار البذار والسماد والمازوت، فضلاً عن عدم توفر أسواق لتصريف المنتوجات صيفاً، في ظل انحصار المحاصيل ضمن المحافظة فقط.

وأشار "سليمان" أن أجور العمال والتسويق مرتفعة أيضاً، إذ تبلغ أجرة الساعة الواحدة من العمل 150 ليرة سورية حالياً، فيما كانت أجرة "الوردية" (6 ساعات) سابقاً تتراوح بين 150 و200 ليرة، كما ارتفع سعر لتر المازوت من ثماني ليرات إلى 35 أو45 ليرة، وفي حال فقدانه يبلغ سعر اللتر الواحد 100 ليرة، نافياً تلقيهم أي دعم من "الإدارة الذاتية" الكردية أو أي جهات أخرى.

بدوره، أوضح المزارع، فرهاد حسن، أنهم سيجهزون نحو 200 ألف كيس بذور لزراعة البندورة، وستين ألف من بذور الخيار، بحيث تتم زراعة نحو ألفي كيس لكل دونم من الأرض الزراعية.

فيما قال المزارع، علي تيجو، إنه يملك عشر مزارع في ريف عامودا، ويعمل على تعبئة أكياس السماد والبذار، لبدء الزراعة خلال الأيام القادمة، ومن ثم سقايتها ونقلها إلى الأرض لزراعتها، مشيراً أنه يعمل على زراعة 75 دونم من البندورة ونحو 25 من الخيار، و30 من البصل.

وأوضح "تيجو" أنهم يعانون من عدم توفر مادة المازوت لتشغيل محركات المياه، عقب تخصيص "الإدارة الذاتية" خمسين لتراً منه، والتي تعتبر كمية قليلة، مضيفاً أن أسعار البذار تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغ سعر كيس بذور الخيار 85 ألف ليرة، بعد أن كان 15 ألف، كما سجل سعر كيس بذور البندورة 25 ألف ليرة، بعد أن كان ألفين و500 ليرة، الأمر الذي أدى لارتفاع تكاليف الإنتاج.

من جانبه، أشار المهندس، محمد شويش، إلى تراجع "كبير" في قيمة المردود والناتج الزراعي في الحسكة، مضيفاً أن أسعار مادة المازوت، التي يعتمد عليها المزارعون في تشغيل محركات المياه، ارتفعت، وفقدانها زاد من صعوبة ري الأراضي، إضافةً إلى فقدان السماد وارتفاع أسعاره، الأمر الذي يساهم في انخفاض الإنتاج وتراجع الزراعة، خاصةً الحبوب.

وأضاف "شويش" أن سعر طن السماد بلغ 300 ألف ليرة، بعد أن كان يتراوح بين 9 و11 ألف ليرة، مبيّناً أنه نتيجة ارتفاع الأسعار أدى إلى عدم توافق أسعار المبيع مع تكاليف الإنتاج، كما أن دخول الخضراوات من خارج المحافظة وبأسعار أقل من تكلفتها، زاد من معاناة المزارعين.

وتراجعت الزراعةفي محافظة الحسكة وريفها لهذه السنة نتيجة للارتفاع الكبير بمستلزمات الزراعة، حيث ارتفعت الأسعار مقارنة مع السنة الماضية، ما زاد من أعباء الفلاحين، كما تراجع إنتاج الخضار المحليةبعد الجفاف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وشح مياه الري الناجم عن انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخضروات.

وشهدت محافظة الحسكة، في منتصف كانون الأول 2016، فقدان للمحروقاتوارتفاع بالأسعار إن وجدت، بعد قرار من "الإدارة الذاتية" الكردية بمنع بيعها مباشرةً للأهالي وحصر العملية بالجهات التابعة لها، حسب جولة لمراسل "سمارت" بالأسواق.