مجازر يرتكبها "لواء الأقصى" بحق مدنيين ومقاتلين من المعارضة.. وناجٍ يروي تفاصيل الإعدامات


براء الحسن - خاص السورية نت

أعلنت قيادة تنظيم "جند الأقصى" قبل نحو شهرين حلّ التنظيم بعد خلافات داخله، انتهت بانضمام معظم الكتائب المتواجدة فيها في ريف إدلب الشماليّ إلى "الحزب الإسلامي التركستانيّ" و"جبهة فتح الشام" التي انضوت مؤخراً في كيان جديد أُطلق عليه "هيئة تحرير الشام"، وبقاء فرع "جند الأقصى" بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي الذي أطلق على نفسه اسم "لواء الأقصى" حيث كان المسؤول الشرعيّ للواء شرعيّاً قَدِم من مناطق سيطرة "تنظيم الدولة"؛ مازاد فكر الغلوّ لدى أفراد اللواء، وهو ما دفع اللواء إلى ارتكاب مجازر فاق ضحاياها 200 شخص.

إعدامات متفرقة مجهولة
 

مصدر في الدفاع المدنيّ بمدينة خان شيخون والتي كانت من ضمن مناطق سيطرة اللواء أكد في تصريح لـ"السورية نت" بأنّه "عثر على أكثر من 25 جثة في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة اللواء، بدءاً من العام الجديد، حيث عثرت فرق الدفاع في الثاني من شهر كانون الثاني على جثة في تل جعفر قرب خان شيخون، وبعدها بفترة عثرت على جثتين مجهولتي الهوية في نفس المنطقة".

وأضاف أنه "في الخامس من الشهر نفسه عثر الدفاع المدني على ثلاثة جثث بمحيط خان شيخون تبين أنها من مدينة تفتناز شمال إدلب، وفي السابع من شهر شباط عثر على جثة أخرى في محيط خان شيخون تبيّن أنها عائدة لنازح من صوران حماة، كما عثر على جثتين غرب بلدة حيش شمال خان شيخون، وانتشل أيضاً ثلاثة جثث من أصل نحو عشرة كانت مرمية في بئر مياه شرق مدينة مورك تبيّن أنهم من  قرية معرة حرمة، كما أُبلِغ بوجود سبع جثث في مزارع بين مدينة مورك وبلدة التمانعة لم تستطع فرق الدفاع الوصول إليهم بسبب القتال بين  الأقصى وهيئة تحرير الشام".

إعدامات لمقاتلي "جيش النصر"

وطالت إعدامات "لواء الأقصى" مقاتلين من الجيش السوري الحر، إذا أكد مدير المكتب الإعلامي في "جيش النصر"، محمد رشيد، لـ"السورية نت" الأنباء التي تواترت حول إعدامات ميدانية نفذها مقاتلو "لواء الأقصى" بحقّ مقاتلين بينهم ضباط.

وذكر المصدر بأنّ "الأقصى" اعتقل 72  من أفراد جيش النصر خلال رباطهم على جبهات قوات النظام في مدينة طيبة الإمام وبعضهم خلال تواجدهم في مركز للجيش بمدينة كفرزيتا، وآخرين على أطراف خان شيخون، قبل أن يقوم عناصر اللواء بتصفية ميدانية لمعتقلي الجيش برفقة آخرين، وتمكن أحدهم من الفرار والوصول إلى مناطق سيطرة جيش النصر".

وروى المصدر نقلاً عن الناجي من المجزرة تفاصيل المجزرة التي ارتُكبت على أطراف خان شيخون بالقول: "اعتُقِلت على حاجز للواء شمال خان شيخون، واقتادوني إلى أحد سجونهم حيث التقيت بنحو 70  من جيش النصر بينهم ضباط الذين كانوا أكثر عُرضة للتعذيب من باقي المعتقلين".

وشرح تفاصيل ماجرى في يوم المجزرة بالقول: "جاء أحد مسؤولي السجن وذكر بأنّ هنالك دورة شرعية للسجناء من يحضرها سيُفرَج عنه، عندئذ استبشرنا بالخروج، حيث بدؤوا بإخراجنا على دفعات، كل دفعة من ستة إلى سبعة أشخاص، وعقب خروج كل دفعة كنا نسمع أصوات إطلاق نار، وهو ما أثار حفيظتنا، ولدى سؤالنا لمسؤول السجن عن سبب الإطلاق كانت إجابته غير مقنعة وعند التأكيد على السؤال لم يُجِب مطلقاً، حينها أيقنا بأنهم سيقومون بتصفيتنا أيضاً".

ويشرح كيف تمكن من النجاة من التصفية بالقول: "اتفقت مع صديق لي على أنه في أول إطلاق للنار نستلق على الأرض ونجعل أنفسنا كالميتين إن بقينا أحياء، حيث كنا معصوبي الأعين، وجلسنا جاثيين على ركبتينا وعند إطلاق النار مرت الرصاصة من طرف أذني فاستلقيت وإذ أني وقعت بحفرة كانت تضم جثث العشرات ليتبين لي بأنهم وضعوني على أطرافها".

ويضيف: "بعدها جاء القتلة ليأخذوا الصور مع الجثث، وبعدها بنحو ساعة لم أعد أسمع صوتهم، ففكت الغطاء عن عيني، ولذت بالفرار حتى وصلت مدينة خان شيخون، ومن ثم الهبيط".

ويوضح بأنّ المعتقل كان يضم مهجعين: "الأول يضم مقاتلي  جيش النصر  ويضم أكثر من 60، والثاني يضم أكثر من 90 هم مدنيون ومقاتلون من الفصائل العسكرية الأخرى كأجناد الشام والفرقة الوسطى وأحرار الشام وفيلق الشام وجيش إدلب الحرّ ومغاوير كرناز وكتائب أخرى صغيرة".

فيما ذكرت مصادر مقربة من هيئة "تحرير الشام" بأنّه تبين لاحقاً بأنّ المهجعين يقعان في منطقة الخزانات على أطراف خان شيخون.

إعدامات خلال المعارك

مصادر عسكرية مقربة من هيئة "تحرير الشام" أكدت أيضاً لـ"السورية نت" أنّ مسؤولين في "لواء الأقصى" أكدوا خلال مفاوضاتهم الأخيرة مع الهيئة بأنّ لديهم 15 أسيراً فقط سيُفرَج عنهم، وهو ماحصل لاحقاً، في حين أنكروا وجود أسرى آخرين، وأوضحت بأنّ المعتقلين تعرضوا للتصفية الميدانية مع بداية الهجوم الذي شنته الهيئة على مراكزهم والذي انتهى بمغادرة من بقي منهم إلى مناطق سيطرة "تنظيم الدولة".

وأضافت المصادر أنّ مقاتلي "الأقصى" اقتحموا دار القضاء التابعة للهيئة في قرية موقة قرب خان شيخون، واعتقلوا 43 عنصراً من الهيئة وأعطوهم الأمان، قبل أن يخرجوهم على دفعات، كل دفعة مكونة من ستّ حتى سبعة أشخاص، وقاموا بتصفيتهم ميدانياً.

كما ذكرت المصادر بأنّ معظم من اعتُقِل خلال الاشتباكات تمت تصفيته من قبل "الأقصى"، حيث أُسِر اثنين من مقاتلي الهيئة خلال الاشتباكات قرب خان شيخون بعدها وجدنا جثثهم بعد تصفيتهم.

شهادة ناجٍ

والتقت "السورية نت" بأحد الأشخاص الـ 15 المُفرج عنهم والذي فضل عدم الكشف عن اسمه وهو مدنيّ من ريف إدلب الجنوبيّ، حيث أكد بأنه "كان يتواجد في المهجع الذي كان يضم مدنيين ومقاتلين من فصائل عدة حيث بلغ عددهم نحو تسعين شخصاً، وبأنّ الشخص المسؤول عن تصفية المعتقلين أعجميّ يعتقد أنه من طاجكستان، وقد بدأ لواء الأقصى بتنفيذ الإعدامات يوم الاثنين الماضي مساءً".

وأكد المُفرَج عنه بأنّه "كان للواء الأقصى أولوية في تنفيذ الإعدامات الميدانية حيث كان للعناصر التابعين لجند الأقصى الذين لم ينضموا للواء الأولوية الأولى في التصفية، ثم أحرار الشام وفتح الشام التي انخرطت في هيئة تحرير الشام الأولوية الثانية، ثم مقاتلي الجيش الحرّ في الدرجة الثالثة، ثم المدنيون رابعاً، حيث أنّ جميع المعتقلين لديهم إما مرتدّ عن الإسلام أو كافر".

وأضاف: "عندما خرجنا نحن الـ 15 من المعتقل، بقي في المهجع تسعة أشخاص أحياء من بين الـ 90"، وأفاد مصدر من مدينة خان شيخون بأنّ التسعة معتقلين المتبقين لدى "لواء الأقصى" خرجوا اليوم من منطقة الخزانات قرب المدينة، ورجّح المفرج عنه عدم وجود معتقلين أحياء آخرين بالقول: "قبل بدء تصفية المعتقلين كنا نسمع أصواتهم بالمعتقل الآخر، ولكن حينما خرجنا لم نعد نسمع أي صوت لهم وهو ما يؤكد أنه تم تصفيتهم، خاصة وأننا في هذه الفترة كنا نسمع أصوات إطلاق للنار وبعدها صوت الجرافة "التركس" تعمل بعكس المعتاد".

وكان اتفاق حصل بين هيئة "تحرير الشام" و"لواء الأقصى" قضى بخروج عناصر اللواء بالسلاح الفردي الخفيف نحو مناطق سيطرة "تنظيم الدولة" شرقاً بسلاحهم الفرديّ، والإفراج عن المعتقلين الأحياء بعد معارك دامت أربعة أيام سيطرت خلالها الهيئة على مناطق واسعة خاضعة لسيطرة اللواء قبل أن يطلب اللواء التفاوض ومن ثم الخروج نحو مناطق التنظيم، ومن المتوقع استكمال خروجهم غداً بعد خروج قسم منهم أمس واليوم.




المصدر