من كوثر البشراوي إلى وزير الخارجية .. “تونس” تعود إلى حضن الأسد



ناصر علي – المصدر

أول دول الربيع العربي، والتي أبكت السوريين ثورتها تعترف على لسان وزير خارجيتها بنظام الأسد وما أسمته الدولة السورية. يقول وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي في تصريح في حوار مع وكلة الأنباء التونسية، إن بلاده تعترف بنظام الأسد، وأنهما يتعاونان في ملفي الاهاب والسجناء التونسيين في سورية.

أراد السوريون أن تكون ثورتهم نظيفة وهادئة وتحظى بنفس النتائج التي حصدها التوانسة بسرعة من فرار للديكتاتور، وعودة للحياة الطبيعية في البلاد لا تؤثر على استقرارها، واقتصادها، ولا تحصد أرواحاً بريئة خرجت لتقول لا لنظام فاسد جائر.

تعاطفوا مع الثورة التونسية سراً عندما كان النظام يتجسس على هواتفهم وحساباتهم، وعندما خرجوا بمظاهراتهم الأولى رددوا نفس الشعارات من الحرية إلى إسقاط النظام، ولكن النظام أرادها حرباً، وصراعاً مسلحاً أوصل البلاد إلى الفشل والانهيار.

في كل هذا تمنى السوريون تعاطفاً من دول الربيع سواء في مصر وتونس اللتان خرجتا سريعاً إلى معركة سياسية، ولكنهما انتهيتا إلى ثور مضادة خطفت منجزات الشارع لصالح نفس الأنظمة وإن بوجوه جديدة باستثناء فترة قصيرة في تونس كان المنصف المرزوقي رئيس الدولة وحيداً في صف ثورة السوريين، ولقيت تصريحاته حول ديكتاتورية وإجرام نظام الأسد انتقادات كبيرة.

كوثر البشراوي كانت المرحلة الثانية من عودة التوانسة إلى حضن الأسد فعبرت الإعلامية الشهيرة عن وفائها وحبها لسورية الممانعة عندما وضعت حذاء الجندي القاتل على رأسها، وانهالت عليه بالقبل.

على الأرض انتشر (المجاهدون التوانسة) على كامل الأرض السورية، وحملوا معهم هتافات القتل والذبح التي لم ترفعها الثورة المسلحة السورية، وصاروا شرعيي الموت والفتوى، ولم تخلو قرية من فصيل يقوده تونسي أو على الأقل في صفوفه يفتي ويجاهر بالفتوى.

أما الطامة الكبرى فهم من جاؤوا على خلفية الرايات السود، وعندما ظهرت داعش كان الشباب التوانسة عماد قوتها، وبلغ عددهم حسب احصائيات أمنية متعددة بالآلاف، وهكذا توسعت الحرب في سورية على قاعدة الإرهاب، وصارت النصرة وابنتها داعش القوتان الأبرز في الصراع السوري، وساهمتا بشكل كبير في دفن الجيش الحر واختطاف فصائله.

اليوم يعود علمانيو تونس إلى العلماني الأكبر بشار الأسد ونظامه، ويتفاهمان على محاربة الإرهاب من باب التوانسة المجاهدين، وهؤلاء شركاء اليوم هم من صنّعوا هذه التنظيمات لمحاربة ثورة الشعب السوري، والصاق التهم والافتراءات بثوار البلاد الذين هم من أبنائها الخارجين للدفاع عن قراهم وأهليهم.

علمانيو العرب اليوم يتحدون في مواجهة الإرهاب الإسلامي، ويقدمون الطاعة للعالم على أنهم مختلفون ومدنيون، بينما هم على الأرض يمارسون أبشع أنواع القتل والتهجير.

اليوم أغلب شباب تونس الذين درسوا على حساب الشعب السوري، واحتلوا مقاعد الدراسة في بعثات البعث السوري التونسي يشبّحون باسم الأسد على السوريين المتواجدين في تونس، صفحاتهم مليئة بالتأييد الأعمى لجيش القتل. تونس التي فقدت في السنوات الأخيرة رصيدها السياحي الذي كان من أهم روافد اقتصادها تحاول عبر تصدير مفاهيم محاربة الإرهاب إعادة التوازن لاقتصادها المتهالك في ظل نقمة صامتة شعبية، وأوضاع معيشية مزرية لمواطنيها …. اليوم من الباب السوري.




المصدر