بعد انقطاع التلاميذ عن المدارس, تجارب خجولة لإعادة بعث التعليم في ريف حماة


بلغ عدد المدارس المدمرة في سورية حوالي 3800 مدرسة, منها 450 مدرسة مدمرة بشكل كامل نتيجة أعمال القصف الممنهج, والتي طالت هذه المؤسسات على اختلاف امتداد الأراضي السورية, حيث يعتبر قطاع التعليم هو أحد القطاعات التي تضررت بشكل كبير نتيجة تبعات الحرب الدائرة في سورية منذ ما يقارب ست سنوات, وقد تناقلت العديد من وسائل الإعلام العربية والدولية صوراً عديدة ومقاطع فيديو توثق عمليات القصف والاستهداف والتي قام بها النظام السوري بحق المدارس ودور التعليم.

وتم توثيق عدد من المجازر البشعة التي ارتكبها طيران النظام عندما قام بقصف عدد من المدارس في وقت الدوام الرسمي للتلاميذ, سبّب هذا الأمر حالة قطيعة كاملة أو شبه كاملة في بعضها من قبل التلاميذ عن مدارسهم, لكن تقوم اليوم بعض التجارب المحدودة لإعادة إحياء حب التعليم في نفوسهم ولو بأقل الإمكانيات.

تحدث الشاب “عبد الرحمن” لمراسل في ريف حماة الشمالي عن تجربة صغيرة كهذه بالقول:” قمنا نحن الأهالي في قريتنا الصغيرة بجمع مبلغ يسير من التبرعات المحدودة, والغاية تعليم الأطفال لأنهم بدون مدارس منذ فترة طويلة, وعدم توفر وسائط النقل التي تقوم بإيصال الأطفال إلى المدرسة التي افتتحتها مديرية التعليم الحرة في البلدة المجاورة, فقمنا ببناء بيت صغير, وتوليت أنا وزميل آخر لي من أهل القرية مهمة تعليم الأطفال مبادئ القراءة والحساب فقط, فنحن لسنا معلمين سابقين”.

تجارب ضرورية لكنها خجولة:

تجارب خجولة وبدائية لإعادة إحياء التعليم لدى الأطفال الصغار كهذه التجربة المتواضعة التي يتم تفعليها في أحد المراكز البشرية الصغيرة في ريف حماة الشمالي, حيث قام الاهالي بمبادرة جماعية تهدف إلى جمع بعض التبرعات من أجل افتتاح مدرسة صغيرة ضمن ما توفر لديهم من إمكانيات بسيطة, حيث قاموا ببناء بيت صغير كي يتمكنوا من جمع أبنائهم داخله بهدف تعليمهم مبادئ القراءة والحساب, هذه المدرسة الصغيرة لا تحوي كادراً متخصصاً من المعلمين من أصحاب الخبرة, وإنما هم من المتبرعين من أبناء القرية لأداء هذه المهمة كما ذكرنا سابقاً, ويجب من الجهات المعنية والقائمة على هذا الموضوع متابعة المسألة وخصوصاً أن التلاميذ الصغار يطالبون بالعناية بتجربتهم ويطرحون مشاكلهم كما قالت الطفلة الصغيرة هبة والتي تبلغ من العمر 9 سنوات لمراسل :
“انقطعنا عن التعليم, وأنا كنت في الصف الثاني وقد فرحت كثيراً عندما قام أهل القرية بافتتاح هذه المدرسة الصغيرة, ولكنها تفتقد للكتب وللمعلمين وللضوء والتهوية, وحتى التدفئة غير موجودة, ألسنا من أطفال هذا العالم ومن حقنا أن نتعلم؟!”.

ونحن بدورنا نؤكد أن هذه المدرسة “البدائية” تفتقد لكل مقومات التعليم في المدارس, فلا مقاعد ولا كتب ولا مناهج, إضافة لانعدام التدفئة ومصادر الضوء والإنارة, في ظل صعوبات كبيرة في نقل هؤلاء التلاميذ إلى المدارس المجاورة البعيدة, ولكن وبرغم كل هذه الصعوبات نثمن هذه الجهود المتواضعة من قبل الأهالي الذين يحاولون بعث روح التعليم في أطفالهم الصغار رغم ضعف الخبرة والإمكانيات, وننتظر من الجهات المعنية رعاية هذه التجارب وتطويرها, فهل من مجيب؟.
- فادي أبو الجود.




المصدر