بيان من التيار الشعبي الحر حول مفاوضات أستانا وجنيف


مع اقتراب العام السابع لانطلاقة الثورة السورية دخلت القضية السورية مرحلة بالغة الخطورة بعد الانتكاسات والتراجعات الكبيرة التي حصلت ولاسيما خسارة حلب وتقلبات مواقف تركيا بعد تقاربها مع روسيا ومساعي الأخيرة المحمومة لتصفية الثورة من خلال دق الأسافين بين قواها المقاتلة والسياسية وجرها إلى التفاوض وفق أجندات منخفضة كما جرى في أستانا والتملص من القرارات الدولية المعروفة التي تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب السوري، بل ونشر البلبلة ضمن صفوف قوى الثورة السياسية باصطناع معارضات تريد دسها ضمن وفود التفاوض مثل المنصات التي تكاثرت مثل الفطر كمنصة آستانة وحميم ومؤخراً بيروت إضافة إلى منصتي القاهرة وموسكو السابقتين، وها هي الآن تدفع باتجاه جولة جديدة في جنيف وفق القرار٢٢٥٤ بعد طمس القرارات السابقة له أي بحذف بند الانتقال السياسي وقصر المفاوضات على دستور تريد فرضه بكل وقاحة على السوريين وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات تعيد انتاج النظام الراهن. إن التيار الشعبي الحر في ظل هذه المخاطر الجسيمة يدعو كافة القوى الثورية والوطنية إلى وقفة جادة لمواجهة ما يحاك لفرض حلول استسلامية تُجهض المطالب المشروعة التي ثار الشعب السوري من أجلها، وقفة مصيرية يتلوها عمل لازم يرتكز على الأسس التالية: ⁃ التمسك بأهداف الثورة السورية المتمثّلة بترحيل هذا النظام المجرم وبناء نظام مدني ديموقراطي يضمن الحرية والكرامة والعدالة ووحدة سورية أرضاً وشعباً. ⁃ إن خسارة معركة أو معارك مهما كبرت لا يمكن أن تنهي الثورة أو تكسر إرادة الشعب لأن الشعوب لا يمكن أن تموت وستفرض إرادتها طال الزمان أو قصر. ⁃ التمسك بما حققته تضحيات الشعب السوري من إنجازات على المستوى الدولي متمثلةً بالقرارات الدولية وفِي مقدمتها بيان جنيف لعام٢٠١٢ وقرارات مجلس الأمن التي تضمنته فهي أسلحة قوية ومحرجة يحاول النظام والقوى الإقليمية الداعمة له التملص منها. ⁃ إعادة بناء جذرية للأدوات والمؤسسات والتشكيلات التي تشكلت عبر المسيرة الماضية لتمثيل الشعب السوري الثائر ولمحاربة النظام، وكخطوة عملية أولى ومدخل لتحقيق هذا الأمر أصبح ضرورياً جداً أن تجتمع القوى السياسية والمقاتلة المصرة على ثوابت الثورة على صيغة تجمعها وتمنحها الفعالية وتمكنها من تحقيق التغيير المطلوب. ⁃ إن الذهاب إلى المفاوضات في ظل موازين قوى مختلة أو تحت ضغوط خارجية أو إقليمية معادية تعني الذهاب للاستسلام، ويماثل ذلك التدخل الخارجي في تشكيل الوفد المفاوض ودس عناصر مشبوهة فيه والذهاب إلى التفاوض وفق أجندات غير واضحة أو تتخطى القرارات الدولية التي قبلتها قوى الثورة. ⁃ وأخيراً وليس آخراً فإن أية تسوية أو حلول سياسية تفرض بالقوة أو عن طريق المفاوضات ولا تتضمن رحيل رأس النظام والزمرة الحاكمة المجرمة ولا تتضمن خروج قوى الاحتلال والميليشيات الطائفية التي تحارب إلى جانب النظام لن تكون مقبولة ولن يتوقف النضال قبل طردها. إن التيار الشعبي الحر يعتبر هذه الأسس معياراً لموقفه من أي تطور يحدث في القضية السورية وأرضية للتعامل مع أية قوة سياسية أو مقاتلة تعمل على الأرض السورية سلباً أو إيجاباً، وسيظل على درب النضال لتحرير سورية من نظام الفساد والإجرام وقوى الاحتلال وعصابات الظلام، وعودة المهجرين والاقتصاص لدم الشهداء والمصابين وبناء سورية من جديد وفق قيم الحرية والكرامة والعدالة والديموقراطية الأمانة العامة للتيار الشعبي الحر ٢٠ / ٢ / ٢٠١٧



المصدر