فيتالي تشوركين .. دبلوماسي تألق بـ”وهج” المحرقة السورية
21 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
عماد أبو سعيد – المصدر
توفي “أمس” 20 شباط / فبراير 2017 فيتالي تشوركين ممثل روسيا الاتحادية في الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن.
وفاة تشوركين المفاجئة بأزمة قلبية، والذي اعتبره ميخائيل غورباتشوف آخر الرؤساء السوفييت “مثالاُ للرجل الروسي الأصيل”، حظيت باهتمام دولي واسع، حيث أعلنت الأمم المتحدة دقيقة صمت حداداً على وفاته، على أن يتم تأبينه في جلسة غير نظامية، في حين رأى المندوب البريطاني في مجلس الأمن “ماثيو رايكروفت” في تغريدة على حسابه على تويتر: “أن اجتماعات مجلس الأمن المقرر عقدها هذا الأسبوع في الأمم المتحدة بشأن الأزمة السورية والأوكرانية، لن تكون كسابق عهدها”.
ولعل المندوب البريطاني كان محقاً، إذ أن الراحل سطع نجمه دولياً “بفضل المحرقة السورية” وعلى حساب خراب سورية ودماء أبنائها، ولا شك أن صورته “المكررة” رافعاً يده “بالفيتو” في مجلس الأمن حماية لـ “بشار الأسد” ستبقى عالقة في أذهان السوريين المنكوبين لسنوات طويلة قادمة.
نعم تألق الراحل في مجلس الأمن دفاعاً عن القتلة، إلى درجة اعتبر فيها “الإعلام الروسي” أن عبارات أطلقها “الدبلوماسي الفذ والخطيب المفوه” تحت قبة مجلس الأمن أدخلته التاريخ، واحدة “نحن الشعب” تتعلق بالاستفتاء على “القرم” الذي قال كلمته بالانفصال عن أوكرانيا، وأخرى “باهتة” في سياق مواجهة كلامية مع المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، فيما استحوذت سورية على العبارات المتبقية، وجميعها خالية من “إبداع” مفترض تخيلته “البروباغندا” الروسية، وحاولت تسويقه على ” أنها عبارات مأثورة أدخلت تشوركين التاريخ” بحسب “لايف نيوز”.
تحت عنوان “الوعظ في الكنيسة والأشعار في المسرح”، أورد” لايف نيوز” أنه: خلال إحدى الجلسات في مجلس الأمن الدولي وجه نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين التهم ضد روسيا وزعم بأن قواتها تقصف السكان المدنيين في سوريا فرد عليه تشوركين بالقول: “إذا كنا بحاجة إلى مواعظ، سنذهب إلى الكنيسة، وإذا أردنا أن نسمع الشعر، فسنذهب إلى المسرح. أما من موظفي الأمم المتحدة، ولا سيما قادة الأمانة العامة للأمم المتحدة، وعندما تتم دعوتهم لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، فنحن ننتظر تحليلا موضوعيا لما يجري. من الواضح أنك فشلت في ذلك”.
وتحت عنوان “توقفوا عن دعم الرعاع” ذكر “لايف نيوز”: “وجه المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت الانتقاد الشديد إلى روسيا وطالب بوضع حد للهجمات المزعومة ضد المدنيين في سوريا، فرد عليه تشوركين بالقول:” فعلا توقفوا فورا عن دعم الرعاع في مختلف بقاع العالم – توقفوا عن دعم المتطرفين والإرهابيين ومختلف عشاق زعزعة استقرار الأوضاع في هذه الدولة أو تلك. توقفوا عن التدخل في شؤون الدول الأخرى ذات السيادة، واتركوا هذه العادة الاستعمارية، ودعوا العالم وشأنه”.
لكن ما لم يقله “لايف نيوز” أن العبارات وصفتها الوحيدة أنها وقحة ونارية، ما كان تشوركين ليجرؤ على التلفظ بها لم لم يكن في البيت الأبيض رئيساً من نمرة باراك أوباما، ويبدو أنه من حسن حظ تشوركين أنه غادر الحياة بالتزامن مع مغادرة “أوباما” لمنصبه، بيد أن “لا شماتة في الموت”، وهي بدورها عبارة لم تعد مأثورة.
ولد الدبلوماسي الروسي الراحل في 21 / شباط / عام 1952 قبل يوم واحد من نفس يوم رحيله في موسكو، وتخرج في 1974 من القرن الماضي من جامعة العلاقات الدولية في الاتحاد السوفيتي حيث بدأ حياته الدبلوماسية.
عمل تشوركين ما بين عامي 1990 – 1992 رئيس قسم الإعلام التابع لوزارة الشؤون الخارجية للاتحاد السوفياتي، وتسلم منصب نائب وزير الخارجية الروسي من الفترة 1992 وحتى 1994 ثم عين في الفترة بين 1994-1998 سفيرا فوق العادة للاتحاد الروسي لدى مملكة بلجيكا، وفي الفترة من 1998 – 2003 سفيرا فوق العادة في كندا
ومنذ أبريل/نيسان 2006 عين تشوركين ممثلا دائما لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، وممثلها لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، واستمر في منصبه حتى وفاته، يتقن تشوركين اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
[sociallocker] [/sociallocker]