الترجمة الكاملة لحوار وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” مع صحيفة دير شبيغل الألمانية: ترامب ليس مجنوناً


في ، كثر الحديث عن المخاوف التي تعتري العديد من الأطراف الدولية من سياسة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب. في المقابل، وحسب وزير خارجيتها، ، فإن المملكة تتطلع لتعزيز التعاون والتقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بناء على العديد من النقاط المشتركة.

عادل الجبير : أنا لا أشاطركم هذه المخاوف، بل على العكس نحن متفائلون ونتوقع تعاونا أكثر من ذي قبل، نظرا لأن دونالد ترامب يعد رجلا واقعيا وليس مجنونا يخضع لإيديولوجية معينة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن فريق إدارته، بما في ذلك وزير الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، يتميزون جميعهم بالخبرة والبراعة.

علاوة على ذلك، فإن ترامب سبق وأن أعلن أن الولايات المتحدة، في ظل قيادته، ستلعب دورا محوريا في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، أعرب ترامب عن رغبته في محاربة تنظيم الدولة وتسليط المزيد من الضغوط على إيران. وفي الأثناء، تعتبر هذه المحاور أهدافا مشتركة بين واشنطن والرياض.

عادل الجبير : أنا أستبعد هذه الاحتمالات. هل تذكرون حقبة الرئيس السابق رونالد ريغن في فترة الثمانينيات، حيث كان العالم حينها، وخاصة القارة الأوروبية، يخشى من نشوب حرب نووية؟ لقد نجح ريغن فيما بعد في منع الاتحاد السوفيتي من التوسع، وتوقيع اتفاقية مع موسكو للحد من التسلح. وبذلك أثبت ريغن خطأ كل التوقعات المتشائمة، ويبدو أن التاريخ سيعيد نفسه في فترة ولاية دونالد ترامب.

عادل الجبير : في الحقيقة، لم يكن هذا القرار موجها بشكل صريح ضد السعودية، وتلك الإجراءات تم تعليقها بعد وقت قصير، وقد كانت منذ البداية مرتبطة بفترة محدودة. علاوة على ذلك، تحترم المملكة العربية السعودية حق واشنطن في مراقبة كل من يدخل أراضيها وتؤيد سعيها لتحقيق الأمن في كامل الولايات المتحدة.

عادل الجبير : أكد الرئيس الأمريكي أن قرار المنع لم يكن موجها ضد المسلمين، بل ضد الدول التي تشهد انفلاتا أمنيا تعجز عن التصدي له والسيطرة عليه. مما لا شك فيه، أن القلق يساورنا عندما يتم التعامل مع الإسلام على أنه مصدر للإرهاب العالمي، نظرا لأن الإسلام في الحقيقة دين سلام. خلافا لذلك، هناك أقلية ضالة تستعمل هذا الدين ذريعة لممارسة العنف، لذلك من الظلم أن تكون هناك محاكمة جماعية للمسلمين.

عادل الجبير : في الحقيقة، أنا لم أتعامل مع قرار ترامب على أنه وسيلة لمعاقبة الدول الإسلامية. دعونا نلقي نظرة على دول مثل ليبيا والصومال، بكل بساطة… تفتقر هذه الدول للحكومات وللأجهزة الكفيلة بإدارة الدولة. وبالتالي، فإنه من الطبيعي أن لا تثق واشنطن في مدى قدرتهم على ضمان مراقبة المسافرين في اتجاه الولايات المتحدة. أما بالنسبة لإيران، فهي أكبر داعم للإرهاب في العالم، وبالتالي يجب أن نتفهم دوافع الإدارة الأمريكية لفرض المزيد من الرقابة عليها.

عادل الجبير : طبعا، إن هذا التغيير مرحب به، والعالم يجب أن يستبشر بذلك، لأن النظام الإيراني لطالما تهرب من تحمل تبعات أفعاله منذ سنة 1979، والآن وفي ظل إدارة ترامب، حان الوقت لتدرك طهران أنها يجب أن تدفع ثمن التجاوزات التي تقوم بها ما في المنطقة. ليس من حق النظام الإيراني التدخل في الصراعات القائمة في دول الجوار، وعدم احترام القانون الدولي. إذا كانت إيران تريد أن تعامل على اعتبارها دولة عادية، يجب أن تلتزم بهذه القواعد.

عادل الجبير : لا يمكنني، ولا أريد تخيل هذا الأمر، ولا يمكننا القبول به، لأن الأسد مسؤول عن مقتل حوالي 600 ألف شخص من شعبه. بالطبع من الضروري تفعيل عملية تحول سياسية جذرية والدخول في فترة انتقالية، ولكن هذه العملية لا يمكن أن يقودها بشار الأسد.

عادل الجبير : من المهم أن ندرك أن نظام بشار الأسد لم يستعد قوته، بل إن المليشيات الشيعية الأجنبية، خاصة الإيرانية وحزب الله، هي التي تقاتل في الميدان، ولا يمكن لرئيس أي دولة البقاء في السلطة بالاعتماد على قوات أجنبية وعلى دعم إيران وروسيا، لأن دعم هذه الأطراف لن يستمر للأبد.

عادل الجبير : في الواقع، لم تختر الرياض هذه المعركة ولم تبادر بها، بل حاولنا في البداية مساعدة اليمنيين على الدخول في مرحلة انتقال سياسي، إلا أن الحوثيين حاولوا الانقضاض على السلطة بمساعدة إيران، رغم أنهم يشكلون أقلية في البلاد، وأخذوا يزحفون نحو العاصمة، ولذلك قامت الرياض بالتدخل لحماية الحكومة الشرعية.

عادل الجبير : سأقول لك مرة أخرى، نحن لم نختر هذه الحرب، لقد كانت أمام الحوثيين فرصة للمشاركة في حكومة جديدة، ولكنهم فضلوا الانقلاب للحصول على السلطة بقوة السلاح. وبالتالي، فإنهم يتحملون مسؤولية هذه الحرب وليس السعودية. إن الأوضاع في اليمن مأساوية، ولكننا نقوم بكل ما في وسعنا لإدخال المساعدات الإنسانية للبلاد.

عادل الجبير : في الحقيقة، إن الحوثيين يتعرضون لضغوط هائلة، وقد خسروا سابقا العديد من مناطقهم، كما أنهم يعانون من شح الموارد المالية. لقد عمدوا لنهب البنك المركزي، وصناديق معاش اليمنيين، ولكن كل الخزائن اليوم أضحت فارغة. أتمنى بكل صراحة أن تنتهي الحرب في هذه السنة، حتى نبدأ إعادة إعمار اليمن، فالمملكة السعودية على استعداد للقيام بذلك.

المصدر




المصدر