نتف “ريش” الجعفري .. هل استوعبت المعارضة انها الأقوى في جنيف 4 ؟



هائل سعد – المصدر

يتصرف بشار الجعفري كشبيح  منتصر، وهو ليس كذلك، لا هو  ولا أسده . والواقع أن سلوكه في التكبر صار مبتذلاً، بل أشبه بطاووس منتوف الريش، لكن هذه هي مافيا الأسد عاجزة حتى عن تطوير أساليب وخطاب تشبيحها السياسي والإعلامي.

مطالبة الجعفري بإصدار المعارضة بيان إدانة للعملية التي استهدفت مقري الأمن العسكري وأمن الدولة في حمص، ثم اشتراطه تشكيل وفد موحد للمعارضة يدين الإرهاب للتفاوض المباشر، هي محاولات باهتة لإعادة الأولوية إلى ما يسمونه محاربة الإرهاب، وبالتالي التهرب من استحقاق مناقشة الانتقال السياسي، وهو ما يجب بالمقابل أن يتمسك فيه وفد المعارضة إلى جنيف 4 كأولوية، وتجاهل أي ضغوط لتمييعه أو القفز عليه حتى لو كان الثمن الانسحاب من المفاوضات، وليتركوا منصتي موسكو والقاهرة يشربون المتة مع الجعفري ووفده في جنيف برعاية ديمستورا ولافروف.

سواء أكانت عملية حمص بالأمس من تدبير أجهزة الأسد كما يشير العقيد فاتح حسون، أو من فعل جبهة “فتح الشام” كما أعلنت ، فهي لا تستحق أكثر مما قاله رئيس وفد المعارضة الدكتور نصر الحريري في المؤتمر الصحفي “ندين كل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها كل الجهات الإرهابية، ولو كانت حادثة حمص هجوما إرهابيا فموقفنا واضح “.

 هذا التصريح كاف وزيادة،  خصوصاً أن الأهداف كانت عسكرية وليست مدنية، والحرب لم تضع أوزارها بعد، كما لم يتم الاتفاق على شيء حتى تتحد البنادق وتوجه إلى عدو مشترك.

على وفد المعارضة تحديداً الهيئة العليا للمفاوضات وبالمشاركة مع الفصائل المقاتلة أن تستوعب أنها ليست الطرف الأضعف، وأن الجميع من  تركيا إلى السعودية إلى قطر، هم الذين يحتاجون المعارضة والفصائل، وكل لحساباته الخاصة، بل أكثر من يحتاجهم هي موسكو ذاتها لا نجاز تسوية تضمن مصالحها وموقعها قبل أن تتبلور مواقف جدية من الإدارة الأمريكية الجديدة، ولأنها أيضاً لا تستطيع الاستمرار في حربها داخل سورية لفترة طويلة، أو التورط في حرب استنزاف محسومة بهزيمتها سلفاً مهما طالت.

نعم لن تفلح الحرب على الإرهاب في سورية، ما لم يستبعد بشار الأسد وزمرته من مستقبل سورية، وبأقصر فترة زمنية ممكنة، ولا يجب أن تُمرر  حكومة وحدة وطنية يقودها هو بصلاحياته بل لا يجب القبول ببقاء الجيش الذي أثبت انه جيش الأسد ولا الأجهزة الأمنية على حالها، إنما يجب إعادة هيكلها وتأهيلها لتكون جيشاً وأجهزة وطنية الهوى والعقيدة.

ليس صحيحاً أن المجتمع الدولي يرغب ببقاء بشار الأسد، وحتى لو أراد فهو عاجز عن فرضه على غالبية  السوريين، وأي قبول من المعارضة أو الفصائل المقاتلة بمثل هذا الطرح والغاء بيان جنيف كمرجعية  يعني سقوطهم جميعاً، وانتصار جبهة فتح الشام وكل الفصائل التي تسير على نهجها، ثم أن حزب الله والميلشيات الطائفية التابعة لإيران،  ليسوا أفضل من فتح الشام ، بل هؤلاء وليست “النصرة” هم العدو المباشر للشعب السوري على الأقل حالياً.ً

ما يجب أن يفهمه العالم وأن تكرره المعارضة وتتمسك به، هو أن السوريين الثائرين غير معنيين بمحاربة الإرهاب ما لم تتم إزاحة عدوهم بشار الأسد أولاً وثانياً وعاشراً. فيما  لو أراد المجتمع الدولي بالفعل حلاً مستداماً في سورية.




المصدر