قريباً سوريا الحرة.....!!

يعتقد كثير من العرب والمسلمين أن القوة الحقيقية تكمن في الأموال والأسلحة متجاهلين تماماً الطاقة البشرية الجبارة التي الأصل والمصدر الرئيسي للقوة المادية والمعنوية ، فماذا يمكن أن تصنع النقود بدون إنسان يحركها بتنميتها أو حتى سلبها ، وكيف تستخدم الدبابات والبنادق إذا لم يكن هناك أفراد ومجموعات بشرية مدربة لاستخدامها ، إن المعدات الحربية وجحافل الطائرات العسكرية لا تمثل شيئاً أمام القوة الخفية الكامنة في الإنسان ، وبسبب تلك الحقيقة التي لا يفهمها إلا الكثيرين حل الدمار بكثير من النظم العربية وبعض النظم الأوربية ، والمثل الواضح جلياً الآن على الساحة العربية والعالمية هو النظام السوري الذي لم يستطع أن يحسم المعركة لصالحه برغم كل ما أوتي من أموال وأسلحة وذخائر حربية ، وهذا إذا ما حاولنا تفسيره بجدية ومنطقية من دون عاطفة وحماسية فسنصل بلا شك إلى تلك النتيجة التي لا تقبل القسمة على اثنين ، وذلك لأنها ليست نظرية فلسفية أو ثرثرة عنترية ، بل هي تجربة علمية تخضع للحسابات والتجارب والأبعاد الفيزيائية . إذا كنت تريد معرفة سبب هزيمة النظام السوري فلا تفكر كثيراً وتعول على السياسة والسياسيين ولا تجهد نفسك مع الأدباء والفنانين ، فقط انظر إلى المنطق الذي يقول إن هروب الطاقات البشرية والقيادات العسكرية المؤثرة خارج سوريا لهو السبب الرئيسي لسقوط النظام السوري ، فقد حل الحرس الثوري الإيراني محل القوات المسلحة السورية ، وتم استبدال الكتائب التي كانت تدعم بشار الأسد بسلاح الجو الروسي ، وهرعت القوات البحرية السورية تستغيث تارة بإيران وتارة أخرى بروسيا وتارة ثالثة بالولايات المتحدة الأمريكية متوسلة لاستجداء المعونة من نظام الرئيس اليميني المتطرف دونا لد ترامب . لا أعرف كيف يمكن أن يصل نظام دولة إلى هذه الدرجة من الغباء السياسي فيسمح لقوى دولية متنافرة بالتناحر داخل أراضيه بهذا الشكل المهين ليصبح هذا النظام لقمة سائغة بين تلك الفرق المتناحرة تحركه كيفما تشاء ووقتما تشاء ز على الجانب الآخر تابعنا ما تقوم به المعارضة السورية التي بدت في الآونة الأخيرة أكثر نضجاً واتزانا، حيث تصدر القرارات السياسية بشكل هادئ وتدريجي مما يجعلها تقف على أرض أكثر صلابة أمام المجتمع الدولي رغم التكتل العالمي ضدها ، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى الدعم الشعبي الذي تحظى به المعارضة الثورية السلمية التي تحاول جاهدة استعادة الدولة السورية من أيدي الباطشين والمستبدين وأصحاب الأجندات الخارجية والخائنين . في تلك الحقبة الأخيرة من عام 2016-2017 لاحظنا بالفعل ما تقوم به المعارضة السورية من خطط واستراتيجيات تبدو عبقرية حيث تعتمد على ضرب المقرات الأمنية للنظام السوري في العمق بحيث يتم تجريده من أدواته القمعية التي يستخدمها ضد المدنيين العزل من الشعب السوري مما أصاب تلك القوة الأمنية في مقتل وشل حركتها وعمل على تدمير قوتها المادية والعسكرية . ويحسب حقيقة للمعارضة السورية هذا الفكر العبقري الذي يبدو سهلاً ممتنعاً في حربه الصامتة ضد النظام السوري الفاشي الذي لا يتورع عن ارتكاب المجازر وقتل الأطفال وتفجير المنشآت الحيوية في عناد وجهل غير عادي . أخيرا ، فإن النظام السوري يبدو الآن أمام العالم كله نظام ميت إكلينيكياً ، حيث يحاول المجتمع الدولي بلا طائل أن يضعه تحت جهاز التنفس الاصطناعي ليعيد إليه الروح دون جدوى ، لأن الروح بأمر الله سبحانه وتعالى وإن الله له في خلقه شئون ، ولا يملك الكون إلا صاحب الكون " الله عز وجل " . فلتسقط القوة المادية والأسلحة البيولوجية ، ولتحيا الروح الإنسانية ، قريبا سوريا الحرة ....