مصور “الخوذ البيضاء”: المهم أن الفيلم وصل الأوسكار ونقل معاناة السوريين


أعرب خالد الخطيب مصور فيلم “الخوذ البيضاء” الحاصل على جائزة “أوسكار” لأفضل فيلم وثائقي، عن أنه ليس حزينا لعدم تمكنه من حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، وقال ” هذه الأمور ليست مهمة بالنسبة لي، ما يهمني أن الفيلم الذي عملنا عليه وصل إلى الأوسكار ونقل معاناة المدنيين والقضية السورية الى العالم”.

جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به الخطيب للأناضول، أوضح فيه أنه مصور في الدفاع المدني السوري منذ تأسيسه، فضلًا عن مشاركته في أعمال الأنقاذ التي يجريها أصحاب “الخوذ البيضاء”.

ولم يتمكن الخطيب من الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لحضور الحفل واستلام الجائزة بسبب المنع المفروض على مواطني سوريا من دخول الولايات المتحدة الأمريكية.

ويدور فيلم “الخوذ البيضاء”، حول المتطوعين الذين يعملون على إنقاذ أرواح المدنيين من تحت الأنقاض وإجلاء المحاصرين في سوريا.

وذكر الخطيب أنه يتخلى عن كاميرته ويبدأ بالمشاركة في أعمال الإنقاذ عندما تكون أعداد العالقين تحت أنقاض القصف كبيرة، ولفت أنه يتفرغ لالتقاط الصور ومقاطع الفيديو عندما يكون الوضع تحت السيطرة، وينشرها على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إيصال المجازر التي تحصل هناك للعالم بأسره.

وأبدى الخطيب فخره بحصول الفيلم على جائزة أوسكار، وقال بهذا الصدد، ” حصلت على تأشيرة إلى الولايات المتحدة بعد أن تلقيتُ دعوة لحضور الحفل، ولكن في المطار رفضوا سفري لأن جواز سفري غير صالح للتوجه إلى أمريكا، وطلب مني إحضار وثيقة من القنصيلة الأمريكية لحل المشكلة، إلا أن الوقت قد فات على ذلك، ولكن هذا الأمر ليس هاما إنما المهم نقل معاناة المدنيين والقضية السورية للعالم”.

وأشار الخطيب أنه تأثر كثيرًا لدى متابعة الحفل من وراء الشاشة، وأكد أن أملهم من العالم أن لا يقتصر على متابعة الفيلم وإنما الضغط على الساحة الدولية من أجل وقف القصف، وبذل الجهود لمنع سقوط قتلى من المدنيين.

وبيّن أن تركيا تعد أكثر بلد بذل الجهود من أجل القضية السورية، وأضاف أن أصحاب الخوذ البيضاء تلقوا التدريب في تركيا، ونقلوا الخبرة التي اكتسبوها لمتطوعين آخرين في سوريا ما رفع من كفائتهم وزاد من قوة الدفاع المدني.

وأردف الخطيب ” المخرج البريطاني أورلاندو فون إنسيديل طرح قبل سنتين فكرة تصوير الفلم الوثائقي، وقال إن” أصحاب الخوذ البيضاء يتكفلون بمهمة إنسانية هامة في سوريا، ويجب إيصالها إلى العالم”، واجتمعنا عدة مرات في إسطنبول وفكرنا بأن هذا العمل سيكون ذو فائدة وبدأناه”.

ولفت الخطيب أنهم عملوا تحت ظروف غاية في الصعوبة بمدينة حلب، وأن هدفهم من الفيلم تمثل في شرح مدى صعوبة العمل الذي يقوم به عناصر الدفاع المدني، وإيصال المجازر التي ترتكب هناك للعالم.

وشدد الخطيب أن جهودهم التي بذلوها من أجل الفيلم لم تذهب سدى، وقال بهذا الخصوص ” أعتقد بأننا شرحنا للعالم كيف يعيش المدنيون تحت القصف، والعالم بأسره رأى كيف يخاطر أصحاب الخوذ البيضاء بحياتهم من أجل إنقاذ أرواح المدنيين”.

وأوضح أن الخوذ البيضاء أنقذوا حياة أكثر من 82 ألف سوري حتى الأن، ولقي 168 متطوع مدني منهم مصرعه.

من جانبه، أشار مدير التصوير في الفيلم فادي الحلبي أنه بدأ بتصوير مقاطع الفيديو ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي منذ انطلاق المظاهرات في سوريا عام 2011.

وأكد الحلبي أنه عمل لدى وكالات أنباء عالمية، وصور أفلام وثائقية عديدة، واعتبر حصول فيلم “الخوذ البيضاء” على جائزة أوسكار، خطوة هامة للغاية فيما يتعلق بإيصال ما يحدث في سوريا للعالم.

ولفت الحلبي أنه لا يملك جواز سفر لذلك اتخذوا قرارا بذهاب الخطيب إلى الولايات المتحدة، وبيّن أن الفيلم يستعرض القضية السورية بأبعادها الإنسانية.

وتعهد الحلبي بمواصلة العمل على شرح القضية السورية بأبعادها الإنسانية، مؤكدا أنه سيعود إلى سوريا بعد أيام من أجل مواصلة العمل هناك.

تجدر الإشارة إلى أن مخرج الفيلم أورلاندو فون إنسيديل، و المنتجة جوانا ناتاسغارا”، تسلما جائزة الفيلم في الحفل الذي أقيم صباح الإثنين بتوقيت مدينة “لوس انجلوس” جنوب غربي الولايات المتحدة.

ونقل فون إنسيديل رسالة رئيس مجموعة “الخوذ البيضاء” في سوريا رائد الصالح، وجاء فيها: مؤسستنا تعمل وفقًا لنص في القرآن الكريم مفاده: أن تنقذ حياة واحدة كأنك أنقذت البشرية جميعًا”، في إشارة إلى الآية 32 من سورة نوح: “… ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا…”.

وأضاف: “نحن أنقذنا أرواح أكثر من 82 ألف مدني، وأدعو أي شخص يسمعني هنا للعمل من أجل الحياة، ووقف نزيف الدماء في سوريا وكافة دول العالم”.



صدى الشام