الوعر الحمصي… صراع الموت الطبي والتصعيد العسكري


أسامة أبو زيد: المصدر

تقصف قوات النظام برفقة المليشيات التي تقاتل بجانبها حي الوعر المحاصر في حمص بشكل كثيف يومياً، إذ بدأت بحملة عسكرية بربرية ضد المدنيين الذين يتم استهدافهم منذ السابع من فبراير الماضي وحتى اليوم بالطيران الحربي، الذي يلقي الصواريخ الفراغية والقنابل المحمولة بمظلات لتحدث دماراً كبيراً في مكان سقوطها.

وتترافق هذه الحملة مع وضعِ طبيٍّ وصل حدّ الخطورة، كما وصفه الطبيب “أبو المجد الحمصي” لـ “المصدر” من خلال حديثه واصفاً العمل الطبي بأنه أصبح مستحيلاً في هذه الظروف، خصوصاً بعد فقدان أدنى مقومات العمل الطبي سواءً من ناحية المعدات الطبية أو الأدوية المتوفرة.

وتابع “الحمصي”: إن فترة الحصار الطويلة لحي الوعر أوصلتنا كأطباء للعمل في ظروف لا يستطيع أحد تصديقها، فـ (السرنك) الواحد يستخدم لعشرين مصاب، كما نعطي أدوية منتهية الصلاحية وشاش التضميد هي أغطية الأمم المتحدة إضافةً لعجز طبي كبير أمام أعداد الإصابات الكبير التي تأتي إلينا يومياً، ولا نستطيع إنقاذ بعضها إلا بالبتر.

مصير الجرحى والمصابين

بدوره تحدث أحد الأشخاص من داخل الحي لـ “المصدر”، رافضاً الإفصاح عن اسمه “إننا ننقل الكثير من المصابين لحواجز النظام بسبب عجزنا الطبي داخل مشافينا الميدانية، ونضعهم عند حواجز النظام لتسيل دمائهم، ولا تأتي الموافقة بإخراجهم إل لبعد ساعات طويلة وبعد تدخل من الأمم المتحدة والصليب الأحمر وحتى محافظ النظام واللجان الأمنية”.

استهداف المسعفين

قامت قوات النظام خلال الحملتين الأخيرتين على حي الوعر بتوجيه ضربات مباشرة لنقاط الإسعاف والدفاع المدني داخل حي الوعر، وقد أفاد “محمد المحمد” مسؤول الإعلام في فريق الدفاع المدني أن النظام قد استهدف نقاط الإسعاف التابعة للفريق خلال شهر واحد فقط خمسة مرات، مما أدى لخروج 3 سيارات عن الخدمة بشكل كلي.

وذكر “محمد” أن قوات النظام تحاول استهداف سيارات الفريق أثناء تحركها لأماكن الاستهداف من أجل منع وصولها أو إصابة الفريق، إضافة لعمليات القصف التي يقوم النظام بها على طرقات الإسعاف والإخلاء، وقد فقدنا خلال الأسبوع الماضي متطوع في فريقنا نتيجة استهداف سيارة الاسعاف لاستشهاده وإصابة ثلاثة آخرين من المسعفين الذين معه.

يشار إلى أن حي الوعر يعد من آخر أحياء المعارضة السورية في مدينة حمص، ووصل في تفاوضه مع نظام الأسد لطريق مسدود الأمر الذي دفع الجانب الروسي للتدخل من أجل وضع رؤية حل للصراع الدائر، ومن المتوقع عقد لقاء يوم الإثنين القادم يقدم فيه الطرف الروسي طرحه لقوات المعارضة الموجودة داخل حي الوعر.

*أسامة أبو زيد: مدير مركز حمص الإعلامي





المصدر