"ارتفاع مخيف".. مركز حقوقي يوثق أعداد القتلى المدنيين في معارك غربي الموصل


المرصد العراقي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إن هناك "ارتفاعاً مخيفاً" في عدد القتلى المدنيين في معارك الجانب الغربي لمدينة الموصل شمال البلاد، مشيرا إلى أنه وثّق مقتل 29 مدنياً، الأحد الماضي، بسبب قصف جوي للتحالف الدولي.

وفي تقرير أصدره اليوم ، قال المرصد، وهو مؤسسة غير حكومية تعنى بتوثيق الانتهاكات ضد المدنيين، إن "أعداد القتلى المدنيين في الجانب الغربي من مدينة الموصل ارتفعت بشكل مخيف في وقت تشتد فيه المعارك وتتسارع عمليات النزوح باتجاه المخيمات وتزداد معاناة المدنيين".

وأضاف المرصد أنه "وثق مقتل 29 مدنياً في حي الفاروق أمس الأول، بسبب قصف طيران التحالف الدولي الذي استهدف أماكن إطلاق نيران استخدمها تنظيم (داعش) من داخل الأحياء السكنية".

وأشار إلى أنه "تلقى معلومات الجمعة الماضية تفيد بمقتل 439 مدنيا في الجانب الغربي لمدينة الموصل، ومعلومات من مصادر أخرى تشير إلى مقتل 700 آخرين لكن لم يتم التأكد منها على اعتبارها معلومات قادمة من مناطق سيطرة (داعش) التي يصعب الوصول إليها".

ونقل المرصد عن سكان محليين من داخل حي الفاروق بالجانب الغربي للموصل قولهم إن "(داعش) يستخدم أسطح بعض منازل المدنيين مكاناً لإطلاق الصواريخ على القطعات الأمنية العراقية، مما يدفع طيران التحالف الدولي إلى استهداف تلك المنازل".

وأفاد السكان أيضا- بحسب المرصد- بأن "(داعش) أجبر السكان في المناطق التي ما زالت تحت سيطرته على إزالة أبواب منازلهم وتهديم الجدران الفاصلة بينها، بالإضافة إلى هدم الجدران الخلفية للمنزل لتسهيل مرور عناصر التنظيم بين الأزقة".

ونقل تقرير المرصد عن ناشطين وعمال إغاثة من الموصل قولهم إن "(داعش) والقوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي استخدموا النيران بكثافة عالية خلال اقتحام المناطق الشعبية بالموصل".

وأضاف التقرير نقلا عن السكان أن "المنازل التي سقطت على ساكنيها قتلتهم ومن لديه سرداب أو قبو حالفه الحظ وبقى تحت ركام منزله ينتظر الإنقاذ عبر المناشدات التي يرسلها إلى أقاربه، ومن ينفذ شحن هاتفه النقال مات جوعا أو اختناقا في سردابه وفوقه أطنان من الأنقاض".

سكان محليون من داخل أحياء الموصل القديمة في الجانب الغربي، قالوا للمرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "المعارك الآن على تخوم المدينة القديمة المتهالكة، فبعض الأزقة الضيقة فيها تعود إلى مئات السنين وفيها كثافة سكانية عالية والبيوت صغيرة جداً ومع كل انفجار تسقط كقطع الدومينو".

ولفتوا إلى أن "العشرات قتلوا بالقصف أثناء جلب المياه من الآبار في السرجخانة والعطشانة والفاروق القديمة والميدان و17تموز والرفاعي وكل المناطق التي تشهد عمليات عسكرية".

ونشر تقرير المرصد العراقي لحقوق الإنسان صورا تظهر منازل مدمرة بالكامل نتيجة المعارك في الجانب الغربي لمدينة الموصل.

يذكر أن القوات العراقية وبمساندة التحالف الدولي كانت قد، أطلقت في السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الموصل من سيطرة "تنظيم الدولة"، وبعد نحو ثلاثة أشهر من القتال تمكنت من استعادة الجانب الشرقي للمدينة.

فيما بدأت القوات العراقية في الـ19 من الشهر الماضي عمليات اقتحام الجانب الغربي لمدينة الموصل (المعقل الرئيس لتنظيم الدولة) وتمكنت من العديد من الأحياء والقرى والمواقع والأهداف الإستراتيجية داخل المدينة إضافة إلى مطار المدينة وقاعدة عسكرية قريبة وقرى ومناطق في الأطراف.

وقبل انطلاق العمليات العسكرية كانت التقديرات تشير إلى أن نحو 800 ألف شخص يعيشون في النصف الغربي للموصل نزح منهم حتى الآن أكثر من 111 ألفا، بينما يعاني البقية من أوضاع إنسانية صعبة للغاية نتيجة شح الغذاء ومياه الشرب والخدمات الأساسية.




المصدر