النظام يزجّ بعناصر الأفرع الأمنية للقتال على جبهات درعا


إياس العمر: المصدر

للشهر الثاني على التوالي تستمر قوات النظام والميلشيات الموالية له في محاولاتها السيطرة على حي (المنشية) ذو الأهمية الاستراتيجية في مدينة درعا البلد، وعلى الرغم من الغطاء الجوي الذي وفره الطيران الروسي لم تتمكن قوات النظام من تحقيق أي تقدم في الحي، وعلى العكس تماماً، تمكنت كتائب الثوار في غرفة عمليات (البنيان المرصوص) من السيطرة على ما يقارب من نصف مساحة الحي.

واعتمدت قوات النظام في بداية حملتها على مقاتليها في الفرقة 15 قوات خاصة ومقاتلي ميليشيا (حزب الله) المحليين من أبناء الطائفة الشيعية في مدينة (بصرى الشام)، بحسب القيادي في كتائب الثوار أحمد الزعبي، الذي قال لـ “المصدر” إن النظام وحلفاءه كانوا يعتقدون بان الثوار في درعا وصلوا لمرحلة من الإنهاك أصبحوا فيها غير قادرين على التصدي لأي حملة عسكرية، وهذا ما كاوا يراهنون عليه في معركة حي (المنشية).

وتسبب اعتماد النظام على مقاتلي الفرقة 15 قوات خاصة في الأسابيع الأولى من معركة (الموت ولا المذلة) بخسائر كبيرة حيث تجاوز عدد القتلى من عناصرها 40 قتيلاً منهم (العقيد كامل ريحانة ـ العميد عيسى محمد ـ النقيب سومر خدوج ـ الملازم أول غزوان جبر ـ النقيب مقداد سعيد ـ الملازم أول غدير حمود ـ المقدم أصف ونوس).

وأضاف القيادي الزعبي بأن ميلشيا (حزب الله) لم يكن حالها أفضل من قوات النظام في الفرقة 15 قوات خاصة، فقد نعت الميلشيا خمسة من مقاتليها المحليين ومن ضمنهم قائد مجموعات الحزب في محافظة درعا (خليل المرجي) الملقب بعميد الجنوب أضافة إلى كل من (زكريا بلوط ـ حسن حيدر ـ علي الجوفي ـ سامر المرجي) ، يضاف لهم القيادي بالحرس الثوري الإيراني الرائد (مصطفى زال نجاد) .

وأشار إلى أن الخسائر الكبير في صفوف قوات النظام و ميلشيا (حزب الله) دفع النظام للاعتماد على عناصر فرعي الأمن (السياسي و الجنائي) بدرعا خلال محاولات اقتحام حي (المنشية) المستمرة.

50 قتيل وجريحاً من عناصر الأمن

يوم الأحد الماضي 12 آذار/مارس شنت قوات النظام هجوم جديد على مواقع كتائب الثوار بحي (المنشية) في محاولة لاستعادة النقاط التي كانت قد خسرتها خلال الأسابيع الماضية، بحسب الناشط هاني العمري الذي أفاد “المصدر” بأنها المرة الأولى التي تعتمد قوات النظام فيها على عناصر الأفرع الأمنية خلال السنوات الثلاثة الماضية في محاولة لاقتحام منطقة محررة.

وأوضح أن كتائب الثوار في غرفة (البنيان المرصوص) تمكنوا من التصدي لهجوم قوات النظام حيث أن فرع الأمن السياسي بدرعا نعى ثمانية من مقاتليه خلال اليومين الماضيين وهم (محمد دبل ـ أيهم الحايك ـ مامؤن المحمود ـ حسين عواد ـ حيدر التع ـ باسل الشاطر ـ ماهر حمود ـ روئيل قنبوري) بينما نعى فرع الأمن الجنائي بدرعا النقيب (امين حيد عيسى)، بالإضافة لأكثر من 40 مصاباً من الفرعين، نقلوا إلى المستشفى الوطني الذي ضربت قوات النظام حوله طوقاً أمنياً.

وأشار إلى أن تدخّل عناصر الأفرع الأمنية أتى عقب فشل مقاتلي الفرقة 15 قوات خاصة و ميلشيا (حزب الله) بتحقيق أي تقدم يذكر بأحياء درعا البلد.

750 غارة وبرميلاً متفجراً

عضو الهيئة السورية للإعلام عمار الزايد قال لـ “المصدر” إن الطيران الروسي و مروحيات النظام استهدفت الأحياء المحررة من درعا خلال الثلاثين يوماً الماضية بأكثر من 750 غارة و برميلا متفجرا، استهدفت كلاً من (درعا البلد ـ اليادودة ـ طفس ـ نوى ـ نصيب ـ النعيمة ـ صيدا ـ بصرى الشام ـ الجيزة ـ الطيبة ـ معربة ـ ام المياذن ـ غرز ـ اللجاة)، وأسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات، كما كانت السبب بتهجير أكثر من 10 آلاف مدني من أحياء درعا البلد و بلدة (النعيمة).

وأضاف أن القصف الجوي لم يكن له أي دور على الأرض بل على العكس مقاتلي كتائب الثوار واصلوا تقدمهم، وكان الهدف الأساسي من قصف الطيران الحربي الروسي هو إخراج المرافق الحيوية في المناطق المحررة عن الخدمة حيث أن ثمانية نقاط طبية خرجت عن الخدمة وهي (درعا البلد ـ نصيب ـ اليادودة ـ صيدا ـ النعيمة ـ الجيزة ـ بصرى الشام ـ الجيزة) بالإضافة لاستهداف الطواقم الطبية كما حدث مع الطبيب (حسن الحريري).

الناشطون أيضاً كانوا على قائمة أهداف الطيران الروسي وقوات النظام، حيث أن أربعة ناشطين قتلوا منذ بدء هجوم قوات النظام، وهم مراسلي الهيئة السورية للإعلام (باسل الدروبي ـ ومحمد أبازيد) إضافة إلى مراسل مؤسسة نبأ (عمر أبو نبوت) وعضو المكتب الإعلامي في بلدة بصر الحرير (عبدالله الحريري)، كما أدى استهداف الطيران الروسي لسيارة مراسل قناة الجزيرة (محمد نور) إلى بتر يده.

وتابع الزايد بأن الطيران “لم ولن يحسم معركة على الأرض وهذا ما أثبته الثوار بغرفة (البنيان المرصوص) لكن استهداف الطيران كان للضغط على الحاضنة الشعبية ولاسيما أنه أدى لتعطل دورة الحياة بريف درعا الشرقي، فالمدارس أوقف الدوام فيها والأسواق أغلقت أبوابها بينما علقت المساجد صلاة الجمعة”.





المصدر