on
أوضاعٌ مأساوية جنوب حماة وغيابٌ شبه تام للمنظمات الإنسانية
فؤاد سليمان: المصدر
يعيش ريف حماة الجنوبي أوضاع إنسانية سيئة في ظل غيابٍ شبه تام للمجالس المحلية والمنظمات الحقوقية والإنسانية حيث يقدر عدد السكان بـ 40 ألف نسمة تتوزع على محورين كان أهمها بلدتي عقرب وحربنفسة.
وتعيش تلك البلدتين أوضاعاً إنسانية صعبة جداً من الجانب الإغاثي، بحسب الناشط الإعلامي حكم أبو ريان الذي قال لـ “المصدر”: تتعرض بلدتي عقرب وحربنفسة لقصف جوي ومدفعي من قبل قوات النظام في القرى الموالية والقريبة منهم ما أدى لدمار هائل يقدر بنسبة 70% في بلدة عقرب و بنسبة 90% في بلدة حربنفسة.
وأضاف “أبو ريان” قدر عدد سكان بلدة عقرب في مطلع عام 2013 بـ15 ألف نسمة، ونتيجة للتصعيد العنيف على البلدة تهجر الأهالي من البلدة، فمنهم من اختار الشمال السوري ومنهم من نزح للقرى القريبة، ليبقى في البلدة ما يقارب خمسة آلاف شخص، بينما تؤوي بلدة عقرب نازحين من مناطق عدة من الريف الشمالي لحمص ولا توجد أي منظمة تدعم النازحين إلا مؤسسة شام الخيرية
وأضاف “أبو ريان” بأن مجلس المحافظة يدعم المجلس المحلي لبلدة عقرب والجمعيات الخيرية نادرة في المنطقة ونوه أن مؤسسة شام الخيرية الوحيدة العاملة في المنطقة حيث تقوم على رعاية الأيتام ودعم مادة الخبز.
وعن الوضع الطبي، وصفه الناشط في البلدة بأنه “سيء” حيث لا تحوي البلدة على أي نقطة طبية أو غرفة تمريض، ما يضطرهم إلى اسعاف الحالات الطارئة إلى المشافي الميدانية في منطقة الحولة، وأقرب مشفى تبعد عن المنطقة حوالي 3 كم، ويزيد خطورة نقل الحالات الطبية إلى الحولة استهداف الطريق من حواجز النظام، فيما توجد عدة صيدليات في البلدة، تؤمن بعض الأدوية بأسعار غالية بسبب الحصار المفروض على البلدة من مطلع عام 2013
ونوه “أبو ريان” للحملة الشرسة التي تتعرض لها البلدة من تكثيف للغارات الجوية والقصف بالمدفعية الثقيلة من القرى الموالية والقريبة منهم منذ شهر ونصف على التوالي ما زاد في معاناة الناس.
ولا يختلف الحال كثيرا في ريف حماة الجنوبي الشرقي الذي يضم قرى الجنان الشيخ عبداللهو والجرنية وتقسيس والجومقلية، إذ تعاني تلك القرى من نقص كبير في مقومات الحياة كالخبز والماء والأدوية الطبية في ظل غياب المجلس المحلي لبلدة تقسيس.
فقد تحدث رئيس مجلس تقسيس المحلي “أبو أشرف” لـ “المصدر” قائلاً: هذه البلدات والقرى تتبع لمدينة حماة من الجهة الجنوبية وعملنا في السنوات الماضية على مشاريع عدة كان أهمها في شهر رمضان الماضي، إذ قمنا على توزيع وجبات إفطار تقدر ب 250 وجبة يومياً وكانت تلك أخر مشاريعنا بسبب استقالة بعض أعضاء المجلس المحلي.
وأضاف “أبو أشرف” أن المجلس المحلي معلق حالياً بسبب الانتخابات في مجلس المحافظة ونوه أيضا المجلس قائم حالياً على رئيس المجلس فقط. مشيراً إلى غياب تام للمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية في القطاع الجنوبي الشرقي.
طبياً، يقول رئيس المجلس المحلي إن الوضع الطبي في القطاع الشرقي مذرٍ للغاية بسبب حصار النظام لهم وإقامة حواجز على الطرقات الرئيسية والفرعية لمنع دخول الأدوية والمواد الغذائية حيث قدر عدد الصيدليات في المنطقة إلى 7 صيدليات معظمها فارغة من الدواء إلإ صيدلية واحدة تحوي على بعض الأدوية ولكن بأسعار مرتفعة جداً مع افتقارٍ للعيادات الطبية وغرف التمريض مما يؤدي إلى نقل المرضى للمشفى الميداني لريف حمص الشمالي الذي يبعد عنهم 25كم تقريباً والطريق خطر بسبب استهدافه من قوات النظام المتمركزة في جبل تقسيس ليزيد من معاناة الناس أكثر فأكثر.
أما “أبو رأفت النعيمي” رئيس المكتب الإعلامي لمجلس قرية تلول الحمر فقال: إن قرية التلول الحمر قرية صغيرة تقع غرب مدينة السلمية تبعد عنها 12كم تقريباً، يعيش أهلها معظم أوقاتهم في الملاجئ تحت الأرض بسبب القصف المدفعي والجوي على تلك القرى بالإضافة للمعاناة من قلة العمل وقلة الموارد المعيشية مع غلاء فاحش في الأسعار من المواد الطبية والتموينية ويوجد في القرية عدد من النازحين من قريتي دلاك وعيدون، وعدد من أهالي قرى الرمليه وزباده والجرنيه، وأوضح أن معظم أهالي القرية قد نزحوا للشمال السوري.
وذكر أن المجلس المحلي يقف عاجزا عن تلبية اﻷهالي وأن أعضاء المجلس هم متطوعين لخدمة القرية دون راتب أو داعم.
حصار وجوع وخناق يتعرض له الريف الجنوبي لمدينة حماة في ظل الحصار المفروض عليه من أكثر من خمس سنوات.
المصدر