on
مستشرق إسرائيلي يقدم رؤية مثيرة لثورة سوريا بعامها السابع
توقف مستشرق إسرائيلي بارز عند التدخل الروسي في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة في دمشق.
وقال إن ذلك التدخل، و”رغم كثافته ووحشيته”، إلا أنه لم يفض إلى حسم المواجهة لصالح الأسد، منوها إلى أن الروس يحققون مصالحهم ببطء شديد جدا.
وأضاف يرون فريدمان، رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، أن الروس لم يتوقعوا أن تواصل المعارضة المسلحة الحفاظ على بقائها “بعد عام ونصف من تدخلهم الوحشي والمكثف”، مشيرا إلى أن التورط على هذا النحو كان خارج حسابات الكرملين.
وفي مقال نشره الأربعاء، موقع صحيفة “يديعوت أحرنوت”، بمناسبة دخول الثورة السورية عامها السابع، وترجمته “عربي21″، عزا فريدمان العجز الروسي عن حسم المواجهة إلى عاملين أساسيين، وهما: ضعف النظام والقوى الشيعية التي تقاتل إلى جانبه، إلى جانب عدم استعداد موسكو لإرسال قوات برية للمشاركة في معارك واسعة خشية تكبدها خسائر بشرية كبيرة.
واعتبر فريدمان أن ما زاد في إحباط الروس، هو حقيقة أن “ضعف قوات النظام والقوى الشيعية الداعمة له وعدم كفاءتها كانا دوما يمكّنان قوى المعارضة من استعادة زمام المبادرة”.
وأضاف: “إن كان الروس معنيين باستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة بنفس الوسيلة والآليات التي استخدموها في السيطرة على حلب، فإن هذا يعني أن الحرب ستتواصل عشرات السنوات”، منوها إلى أن الروس باتوا يدركون أن “القصف الوحشي يحقق إنجازات تكتيكية فقط هي عرضة للتآكل طوال الوقت”.
ونوّه فريدمان إلى أن المعارضة السورية المسلحة “لا يمكن إخضاعها وهي ما زالت قوية رغم السيطرة على حلب”، منوها إلى أنها ما زالت تحتفظ بثلاث مناطق واسعة، وذات كثافة سكانية كبيرة.
وقال إن المعارضة تسيطر على إقليم إدلب، الذي تبلغ مساحته أضعاف مساحة حلب، إلى جانب أن معظم مناطق الجنوب السوري، والمناطق الواقع شرق العاصمة دمشق ما زالت تحت سيطرة المعارضة، ناهيك عن احتفاظها “بجيوب مقاومة قوية” في عدد من المدن الأخرى.
واستدرك فريدمان بأن الإنجاز الأكبر للروس تمثل في توظيف المفاوضات التي دعوا إليها في “أستانة” وجنيف من أجل التضليل وللتفريق بين قوى المعارضة، لا سيما بين الجيش الحر والحركات الجهادية.
وجزم فريدمان بأن الروس لم يتعاملوا بأي قدر من الجدية مع المفاوضات “وهم يعون تماما أنها لن تصل لأية نتيجة، لكن هدفهم الأساس كان العمل على دق أسفين بين قوى المعارضة”.
واعتبر أن الروس نجحوا في مخططهم على اعتبار أن المواجهات التي نشبت بين قوى المعارضة في شمال سوريا تدلل على ذلك.
وأوضح فريدمان أن الروس تمكنوا من استدراج تركيا أيضا لكي تمنح غطاء للجيش الحر، ما كرس الانقسام داخل قوى المعارضة، وأثار القوى الجهادية ضد تركيا.
ونوّه فريدمان إلى أن ضعف النظام والقوات الشيعية المساندة له منح الروس درجة تأثير كبيرة على اتجاهات الأمور في سوريا، على اعتبار أنهم الطرف القادر على الإضرار بالمعارضة المسلحة.
ووصف فريدمان بشار الأسد بأنه “يقبع في ذيل هرم السلطة الحقيقي في سوريا”، منوّها إلى أن حكام سوريا الحقيقيين هم الروس والإيرانيون.
صدى الشام