مجازر سورية وروسية تواكب تراجع النظام أمام المعارضة


تواصلت المعارك في مختلف المناطق السورية، خصوصاً في العاصمة دمشق ومحيطها، وفي الوسط وفي الشمال، كذلك سُجّل سقوط عدد من عناصر “حزب الله” في حماة، وارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الروس في بلدة حمورية بريف دمشق إلى 18 قتيلاً على الأقلّ. وفي ريف حماة الشمالي، سعت قوات النظام السوري بعد أيام من المعارك، والتي حققت خلالها قوات المعارضة مكاسب مهمة على الأرض، إلى استيعاب الصدمة، والقيام بهجمات معاكسة بالاعتماد على سلاح الطيران، خصوصاً الروسي، وذلك مع وصول المعارك إلى النقاط الصعبة، والتي تتمترس فيها قوات النظام منذ سنوات وعملت على تحصينها بشكل جيد. وقد أكد “جيش العزة” مقتل عناصر من “حزب الله” اللبناني في المعارك. وأضاف في حسابه الرسمي على موقع “تويتر”، أمس السبت، أنه “قُتلت مجموعة كاملة من عناصر حزب الله والمرتزقة الإيرانيين، كانوا يحاولون التقدم إلى معرزاف”، الواقعة بريف حماة الشمالي الغربي، متحدثاً عن تصدي مقاتليه لهجماتٍ عديدة، شنتها قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في مناطق سيطرته شمال غربي حماة.

وفي وقتٍ أعلنت فيه “هيئة تحرير الشام” انسحاب الفصائل من قرية كوكب لـ”أسباب عسكرية”، ذكرت “الفرقة الوسطى” التابعة للجيش السوري الحر، أن “معركة صدى الشام مع قوات النظام التي أعلنت فصائل عدة انطلاقتها قبل يومين في الريف الغربي لحماة، توقفت بشكل مؤقت”.

وشنّت الطائرات الحربية غاراتٍ كثيفة في المواقع التي تقدمت إليها المعارضة المسلحة منذ أيام، واستهدفت الغارات بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بلدات وقرى بلحسين وعقرب وخطاب واللطامنة وطيبة الإمام وحصرايا ومناطق أخرى في هذا الريف”. وأضاف أن “الاشتباكات العنيفة تواصلت بين حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش النصر وأجناد الشام وجيش النخبة وفيلق الشام والفرقة الوسطى من جهة، وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محور قريتي معرزاف وكوكب بريف حماة الشمالي”. كذلك استهدفت غارات نفذتها طائرات حربية روسية بصواريخ “ارتجاجية”، ليل الجمعة السبت، سجناً في إدلب، شمال سورية، ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، بينهم 15 من السجناء وأحد الحراس.

في دمشق، ارتفعت حصيلة المجزرة التي خلّفتها غارات طيران النظام في بلدة حمورية بريف دمشق، أمس، إلى أكثر من 18 قتيلاً، ونحو 70 جريحاً، بينهم عناصر من فرق الإنقاذ. وتمكنت قوات النظام من إعادة السيطرة على مجمل المناطق التي فقدتها خلال الأيام الماضية، بعد انطلاق المعارك في شرق دمشق. وذكرت مصادر ميدانية لـ”العربي الجديد” أن “قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها أعادت السيطرة على منطقة كراجات العباسيين ومعامل النسيج، في المنطقة الواقعة بين حيي جوبر والقابون، وذلك بعد هجوم شاركت فيه نحو عشر دبابات ومدرعات إلى جانب كاسحتي ألغام، وعشرات الجنود وأفراد المليشيات وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي عنيف على المنطقة”.
في الرقة، قُتل ثلاثة مدنيين وجرح ثمانية آخرون جراء قصف جوي يرجح أنه لطائرات التحالف الدولي على قرى بمحافظة الرقة، بينما أعلنت ” قوات سورية الديمقراطية” سيطرتها على بلدة الكرامة بريف الرقة الشرقي، فيما استمرت الاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) عند المدخل لشمالي لسد الفرات.
وأفادت مصادر محلية أن “غارات للتحالف استهدفت قريتي الجبلي وزور شمر، قرب بلدة الكرامة، الواقعة على بعد 20 كيلومتراً شرق مدينة الرقة، ما أسفر عن مقتل مدني وجرح ستة آخرين، فيما طاولت غارة أخرى الحي الأول ومرآب المركبات ومنطقة الفيلات في مدينة الطبقة غرب الرقة، ما أسفر عن مقتل رجل وزوجته وإصابة طفليهما”.
وكان قصف مدفعي لـ”قوات سورية الديمقراطية” قد أسفر مساء الجمعة عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاث نساء وطفلين، وجرح سبعة آخرين في الحي الأول في مدينة الطبقة. واستهدفت غارات عدة حي الثكنة وقبالة الملعب في حي البدو، وأسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح خمسة آخرين.

وذكرت مصادر مطلعة أن “عناصر داعش قطعوا الطريق بين مدينة الطبقة وبلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، وسط استنفار عسكري في مواقعه غربي الرقة، وذلك بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي من المنطقة مع اقتراب المعارك من المدينة، خصوصاً في الجهة الغربية”.
وتواصلت الاشتباكات عند المدخل الشمالي لسد الفرات بين “قوات سورية الديمقراطية” و”داعش”. ونقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادر محلية قولها إن عملية الاقتراب من مباني سد الفرات الرئيسية من قبل قوات سورية الديمقراطية، تلقى صعوبات أهمها، تلغيم المنطقة المحيطة بالسد من الجهة الشمالية بشكل مكثف، كما أن المنطقة مكشوفة ويصعب التحرك فيها”. وكشفت مصادر متابعة أن “قوات قسد لا تبعد عن جسم سد الفرات سوى أمتار قليلة، لكنها تبعد عن العنفات والمباني الرئيسية للسد من 3 إلى 4 كيلومترات من الجهة الشمالية، في حين لا تزال القوات المنفذة للإنزال تراوح مكانها في منطقة الكرين وقرى ومواقع قريبة منها، بعد يومين من تنفيذها العملية.

وأوضحت المصادر أنه “يجري تجهيز مدافع أميركية ومرابضها إضافة لمرابض راجمات الصواريخ، في نطاق التحضير لمعركة الرقة الكبرى بعد استقدام قوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي والقوات الأميركية المرافقة للعملية، لتعزيزات من مقاتلين وآليات، وإدخال التحالف الدولي مئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأميركية، للمشاركة في معركة الرقة”. في أعزاز، في ريف حلب الشمالي، قُتل ثلاث أشخاص وأُصيب عشرة آخرون جراء انفجار سيارة مفخّخة في المدينة. وأفاد “مركز أعزاز الإعلامي” بأن “الانفجار وقع غربي مدينة أعزاز بالقرب من الحديقة العامة عند الدوار الكبير في قلب المدينة”.
وذكرت مصادر محلّية لـ “العربي الجديد” أن “عدد القتلى هو حصيلة أولية، ومرشّح للارتفاع بسبب استمرار أعمال انتشار الضحايا ووجود إصابات خطيرة في صفوف المدنيين المصابين”. وكانت أعزاز قد شهدت انفجارات مماثلة بسياراتٍ مفخّخة ضربت المدينة سابقاً، من دون أن يتّضح سبب التفجيرات أو الجهة التي تقف خلفها، وسط توجيه أصابع الاتهامات لـ”داعش”.

في درعا، تصدّى الجيش السوري الحر، أمس، لهجومٍ عنيف شنّته قوات النظام السوري على محاور عدة في منطقة درعا البلد. وقال الناشط الإعلامي أحمد المسالمة لـ “العربي الجديد”، إن “قوات النظام حشدت عدداً كبيراً من عناصرها المدجّجين بأسلحة ثقيلة ومدرّعات، هاجمت مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلّحة في حي المنشية في محاولة استرداد النقاط التي خسرتها سابقاً”. وأضاف أن “الهجوم تزامن مع قيام مروحيات النظام بإلقاء براميل متفجّرة على أحياء درعا البلد، فيما شنّت طائرات النظام الحربية سلسلة غاراتٍ جوية على المناطق ذاتها. وسقط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين جراء القصف”.



صدى الشام