«واشنطن بوست»: 10 حكايات عن القتل العنيف والغامض لمعارضي بوتين


لا يموت كل معارضي الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في ظروف مشبوهة، إلا أن عددًا كبيرًا من المنتقدين لسياسات  «بوتين» قتلوا في ظروف غامضة. أدى حادث إطلاق النار في وضح النهار على روسي طلب اللجوء إلى أوكرانيا، إلى تكهنات بمشاركة «الكرملين».

الرئيس الأوكراني «بترو بوروشينكو» وصف إطلاق النار في كييف على «دينيس فورونينكوف»، عضو الحزب الشيوعى الروسي السابق، الذي بدأ انتقاد «بوتين» بشدة بعد فراره من روسيا عام 2016، وصفه بأنه «عمل من إرهاب الدولة من جانب روسيا».

قوبلت تصريحات الرئيس الأوكراني بانتقاد حاد من المتحدث باسم الرئيس الروسي، الذي وصف الاتهام بأنه اتهام«سخيف». على مر السنين، رفض الكرملين دائمًا فكرة القتل السياسي بازدراء.

ومع ذلك قال جينادي غودكوف، وهو عضو برلماني سابق، ومسؤول في جهاز الأمن السابق، قال في مقابلة مع صحيفة «موسكو تايمز»: «لدي انطباع – آمل أن يكون ذلك انطباعًا فقط – بأن ممارسة قتل المعارضين السياسيين بدأت تنتشر في روسيا».

تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية لـديفيد فيليبوف مدير مكتبها بالعاصمة الروسية، رصد حالات قتل بعض المعارضين الصريحين لـ«بوتين»، الذين قتلوا أو ماتوا في ظروف غامضة.

بوريس نيمتسوف (2015)

Embed from Getty Images

في التسعينات، كان «بوريس نيمتسوف» نجمًا سياسيًا لـ «الإصلاحيين الشباب» في روسيا في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي. أصبح «نيمتسوف» نائبًا لرئيس الوزراء، وكان ينظر إليه لفترة من الوقت باعتباره مرشحًا رئاسيًا محتملًا، إلا أن «بوتين» خلف الرئيس السابق «بوريس يلتسين» في عام 2000.

أيد «نيمتسوف» بشكل علني اختيار «بوتين» لمنصب الرئاسة، لكنه تحول إلى معارض مع تراجع الحريات المدنية في عهد «بوتين» وتراجع دوره في نهاية المطاف إلى هامش الحياة السياسية الروسية.

قاد «نيمتسوف» مسيرات شاسعة في الشوارع احتجاجًا على نتائج الانتخابات البرلمانية لعام 2011 وكتب تقارير عن الفساد الرسمي. تم اعتقاله عدة مرات في الوقت الذي قام فيه الكرملين بقمع التجمعات المعارضة. وفي فبراير (شباط) 2015، وبعد ساعات من دعوة الجمهور إلى الانضمام إلى مسيرة ضد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، أصيب «نيمتسوف» بأربع رصاصات في ظهره من قبل مهاجم مجهول بالقرب من ساحة الكرملين، وما زال القاتل طليقًا بالرغم من التحقيقات.

بوريس بيريزوفسكي (2013)

Embed from Getty Images

يعتقد أن «بوريس بيريزوفسكي» الذي أصبح لاعبًا أساسيًا في دائرة «يلتسين» الداخلية في أواخر التسعينات، كان له دور فعال في صعود «بوتين» إلى السلطة، بما في ذلك حملتة الإعلامية لتشويه سمعة نيمتسوف، لكن «بيريزوفسكي» لم يتمكن من ممارسة النفوذ الذي كان يأمله في عهد الرئيس الجديد.

انحسار دوره في عهد «بوتين» دفعه إلى الانتقال إلى المملكة المتحدة، حيث تعهد بإسقاط الرئيس. اتهم «بيريزوفسكي» أيضًا الكرملين بتدبير قتل «ألكسندر ليتفينيكو»، وهو ضابط سابق في المخابرات، قُتل مسمومًا في عام 2009.

عثر على جثة «بيريزوفسكي» داخل حمام مغلق في منزله في المملكة المتحدة، فيما اعتبرت الحادثة في البداية انتحارًا. ومع ذلك، لم يتمكن الطبيب الشرعي من تحديد سبب الوفاة.

ستانيسلاف ماركيلوف وأناستازيا بابوروفا (2009)

Embed from Getty Images

كان «ستانيسلاف ماركيلوف» محامي متخصص في حقوق الإنسان، وعُرف عنه تمثيل المدنيين الشيشان في قضايا حقوق الإنسان ضد الجيش الروسي. كما مثل الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم في مأزق قانوني بعد كتابة مقالات تنتقد «بوتين»، بما في ذلك مراسلة صحيفة «نوفايا جازيتا» «آنا بوليتكوفسكايا»، التي قتلت في عام 2006.

أطلق النار على «ماركيلوف» من قبل مسلح ملثم بالقرب من الكرملين. كما تعرضت «أناستازيا بابوروفا»، وهي أيضًا صحافية في «نوفايا جازيتا»، لإطلاق نار مميت عندما حاولت مساعدته. وقالت السلطات الروسية إن جماعة نازية جديدة كانت وراء عمليات القتل، وتم إدانة عضوين بالقتل.

سيرجي ماجنتسكي (2009)

Embed from Getty Images

توفي المحامي «سيرجي ماجنسكي» في مقر الشرطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009 بعد تعرضه للضرب المبرح، وحرمانه من الرعاية الطبية. كان يعمل لدى رجل الأعمال البريطاني الأمريكي «ويليام براودر» للتحقيق في قضية غش ضريبي واسعة النطاق. تردد أن «ماجنتسكي» اعتقل بعد كشفه أدلة تشير إلى أن مسؤولي الشرطة كانوا وراء هذا الاحتيال.

في عام 2012، أدين «ماجنتسكي» بعد وفاته بالتهرب الضريبي، وضغط «براودر» على الحكومة الأمريكية لفرض عقوبات على المشتبه بهم في حادث مقتله.

ناتاليا استيميروفا (2009)

Embed from Getty Images

كانت «ناتاليا استيميروفا» صحفية حققت في عمليات الاختطاف والقتل التي أصبحت شائعة في الشيشان. وهناك، شنت قوات الأمن الموالية لروسيا حملة قاسية للقضاء على المسلحين الإسلاميين المسؤولين عن بعض أسوأ الهجمات الإرهابية في البلاد. وعلى غرار زميلتها الصحفية «آنا بوليتكوفسكايا»، فقد نشرت «استيميروفا» عن المدنيين الذين كانوا محاصرين بين هذين القوتين العنيفتين.

اختطفت «إستيميروفا» خارج منزلها، وأطلق النار عليها عدة مرات – بما في ذلك رصاصة في الرأس – وألقيت جثتها في غابة قريبة. ولم يدن أي شخص بقتلها.

آنا بوليتكوفسكايا (2006)

Embed from Getty Images

كانت «آنا بوليتكوفسكايا» مراسلة صحفية روسية عن صحيفة «نوفايا جازيتا»، التي اتهمت في كتابها «بوتين روسيا» زعيم الكرملين بتحويل البلاد إلى دولة أمنية. كتبت على نطاق واسع عن الاعتداء في الشيشان.

أصيبت «بوليتكوفسكايا» برصاصة قاتلة وأدين خمسة رجال بقتلها، ووجد القاضي أن مقتلها تم باتفاق مقابل 150 ألف دولار تكفل بهم شخص لم تكشف هويته. نفى «بوتين» أي تورط للكرملين في مقتل «بوليتكوفسكايا»، قائلًا: إن «موتها في حد ذاته أكثر ضررًا للسلطات الحالية -في روسيا وجمهورية الشيشان- من أنشطتها» .

ألكسندر ليتفينينكو (2006)

Embed from Getty Images

توفي «ألكسندر ليتفينينكو»، وهو عميل سابق في جهاز الاستخبارات الروسي (كي بي جي)، بعد ثلاثة أسابيع من شرب كوب من الشاي مليء بمادة البولونيوم القاتلة في فندق في لندن. وجد تحقيق بريطانى أن «ليتفينينكو» قد مات مسمومًا من قبل العميلين الروسيين «أندريه لوغوفي» و«ديمتري كوفتون» اللذين كانا يتصرفان بناء على أوامر «ربما وافق عليها الرئيس بوتين».

رفضت روسيا تسليم كلا العميلين، وفي عام 2015 منح الرئيس الروسي «لوغوفي» ميدالية لـ«خدماته للوطن الأم».

بعد مغادرة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أصبح «ليتفينينكو» من معارضي الجهاز الذي كان يديره «بوتين» ثم اتهم بعد ذلك جهاز الأمن بتدبير سلسلة من التفجيرات السكنية في روسيا عام 1999 أسفرت عن مصرع المئات.

وتبع ذلك غزو روسيا للشيشان في وقت لاحق من ذلك العام – وتزامن ذلك مع صعود «بوتين» إلى السلطة. ويشتبه في أن «بيريزوفسكي» كان متواطئًا فى جزء من المؤامرة على الأقل لجلب «بوتين» إلى الكرملين ولكنه سعى فيما بعد إلى توريط «بوتين» في مقتل «ليتفينينكو». كما اتهم «ليتفينينكو» «بوتين» بقتل «بوليتكوفسكايا».

سيرجي يوشينكوف (2003)

Embed from Getty Images

كان «سيرجي يوشينكوف»، العقيد السابق في الجيش، الوجهة المفضلة للمراسلين البرلمانيين في أوائل التسعينات. كان «يوشينكوف» قد سجل لتوه حركة روسيا الليبرالية كحزب سياسي عندما قتل بالرصاص خارج منزله في موسكو. وكان يجمع أدلة يعتقد أنها تثبت أن حكومة «بوتين» كانت وراء أحد التفجيرات السكنية فى عام 1999.

يوري ششيكوشيخين (2003)

Embed from Getty Images

كان «يوري ششيكوشيخين» يحقق في تفجيرات مبنى صحيفة «نوفايا جازيتا» في عام 1999 عندما شعر بمرض غامض في يوليو (تموز) 2003. توفي فجأة قبل أيام قليلة من مغادرته إلى الولايات المتحدة. وصنفت السلطات الروسية وثائقه الطبية وثائق سرية.

رابط المادة الأصلي: هنا.



صدى الشام