النظام فتح لهما مجال التوسع.. 60 بالمئة من مساحة سوريا بيد تنظيم الدولة وب ي د
1 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” و”ب ي د/ بي كا كا” على مساحة 61 بالمئة من الأراضي السورية، بعدما فتح لهما نظام بشار الأسد، مجال التوسع في البلاد.
وأتمّت سوريا 6 أعوام من الحرب الطاحنة التي اندلعت شرارتها من مدينة درعا (جنوب) في مارس/آذار 2011، وانتشرت في عموم البلاد، إلى أن وصلت إلى يومنا الحالي.
وفي يومنا الحالي، يسيطر تنظيم “ب ي د” الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” على طول الحدود السورية التركية من الجانب السوري، حيث تمتد من محافظة الحسكة شرقاً، مروراً بشمالي محافظة الرقة، ووصولاً إلى مدينتي منبج وعفرين شرقي وغربي محافظة حلب.
ووفق القياسات على الخريطة، فإن “ب ي د/ بي كا كا” يحتل نحو 38.5 ألف كلم مربع من الأراضي السورية البالغة مساحتها قرابة 185 ألف كلم مربع، أي ما يعادل 21 بالمئة من مساحة البلاد، ونحو 65 بالمئة على الحدود السورية التركية.
وفي سياق آخر، حررت قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي 2060 كلم مربع شمالي سوريا، في إطار عملية “درع الفرات” التي انطلقت في 24 أغسطس/ آب الماضي وانتهت الأربعاء، بحسب رئيس الوزراء التركي “بن علي يلدريم”.
أما بالنسبة لـ”تنظيم الدولة”، التي أبعدته “درع الفرات” من الحدود التركية، فيسيطر على مساحات كبيرة في البلاد، تبدأ من الحدود العراقية شرقاً وتمتد إلى الحدود اللبنانية غرباً مروراً بمناطق في محافظة حمص وسط سوريا.
وتبلغ المساحات التي يحتلها “تنظيم الدولة” في سوريا نحو 75.5 ألف كلم مربع، ما يعادل 41 بالمئة من أراضي البلاد.
غير أن غالبية المناطق التي تقع بقبضة “تنظيم الدولة” في سوريا هي مناطق منخفضة الكثافة السكانية، ولكنه يسيطر على مناطق غنية بموارد الطاقة.
وتجاهل نظام بشار الأسد، سيطرة تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” على مناطق شمالي البلاد، منذ اندلاع الثورة حتى اليوم.
وفي هذا الإطار، سلّم نظام الأسد، إلى “ب ي د/ بي كا كا”، مدن عامودا بمحافظة الحسكة، وعفرين وعين العرب بمحافظة حلب، في يوليو/تموز 2012.
وشهدت الأعوام الستة الماضية، تعاون نظام الأسد مع “ب ي د/ بي كا كا”، كما أن خلال هذه الفترة لم يحدث اشتباك مسلح بين قوات الطرفين إلا في حالات نادرة، وكانت على نطاق صغير.
ويعد التعاون في محافظة الحسكة، هو الأوسع بين الجانبين، حيث أن “ب ي د” يواصل دفع ضرائب إلى النظام في هذه المدينة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه النظام فتح دوائره الرسمية بالحسكة، تتولى قوات مشتركة (ب ي د والنظام) حماية هذه الدوائر، فضلاً عن حماية مواقع نفطية في محيط بلدة رميلان (تحت سيطرة ب ي د/بي كا كا) شمال شرقي المحافظة.
كما أن النظام سمح للتنظيم، بإعداد “أكاديميات تدريبية” في حيي الشيخ مقصود والهلك، ومدينة عفرين بمحافظة حلب، حيث يشرف مدربون أجانب على تدريب مئات من عناصر “ب ي د” في تلك المناطق الثلاث.
ومن جوانب تعاون نظام بشار الأسد و”ب ي د/ بي كا كا”، نقل جرحى التنظيم إلى العاصمة دمشق بالطائرات والمروحيات وعلاجهم في المستشفيات الحكومية.
ولم يقتصر تعاون نظام بشار الأسد مع تنظيم “ب ي د/ بي كا كا”، وإنما طال التعاون مع “تنظيم الدولة” ضد قوات المعارضة.
ومثالاً على ذلك، كشف محمد قاسم ناصر، النائب العام السابق لمدينة تدمر السورية، في تصريح العام الماضي، عن حقائق تسليم النظام السوري مدينة تدمر الأثرية للتنظيم.
وفي هذا الإطار، كرر النظام مسرحية تسليم واستلام تدمر، مرة ثانية، حيث أن “تنظيم الدولة” سيطر على المدينة، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد شهر من المعارك.
ومن جملة الأمثلة الكثيرة على تعاون النظام و”تنظيم الدولة”، اتحادهم ضد عملية “درع الفرات”.
وسعى النظام على إيقاف زحف قوات “درع الفرات” نحو مواقع “تنظيم الدولة”، عبر إنشاء مناطق عازلة جنوبي مدينة الباب التابعة للريف الشمالي لمحافظة حلب.
وفي هذا الإطار، سلّم التنظيم مناطق لقوات النظام الني جاءت من جنوب “الباب”.
وهكذا استطاعت قوات الأسد الوصول إلى محيط مدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم “ب ي د/ بي كا كا”، وقطعت (قوات النظام) الطريق الممتد من ريف حلب إلى معقل “تنظيم الدولة” في مدينة الرقة.
[sociallocker] [/sociallocker]