أسواق الـواتس آب تنتشر في مناطق المعارضة بريف حمص.. هكذا يجنب السكان أنفسهم الموت

2 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
4 minutes

يحاول السكان في مناطق المعارضة السورية التي يقصفها نظام بشار الأسد وحلفاؤه بشكل مستمر، التكيف مع الحياة الصعبة التي تزداد خطورتها بشكل مستمر، وباتوا يلجأون إلى وسائل بديلة أكثر أمناً لشراء حاجياتهم من بينها طريقة مبتكرة تسخر التنكولوجيا لقضاء الحاجات.

ويقول مراسل “السورية نت” في ريف حمص الشمالي، يعرب الدالي، إن السكان استبدلوا بعض الأسواق التقليدية بغرف على برنامج المراسلات “واتس آب” خوفاً من قصف النظام، ونظراً لتدمير الأخير الكثير من المحال التجارية.

وأشار إلى أن السكان أنشأوا مجموعات على “واتس آب” بقصد بيع السلع والأدوات المختلفة وشرائها، وقال إنها بدأت تلقى رواجاً كبيراً بين الأهالي، حيث تجري العملية مباشرة بين البائع والمشتري بعيداً عن جشع بعض التجار والمضاربات التي تجري في الأسواق والتي تنعكس سلباً على المواطن العادي.

وتتسم عملية البيع والشراء ببساطتها وسرعتها، فيكفي أن يعرض البائع سلعته، وأن يتفاوض مع المشتري حولها، والدخول في نقاش صغير حول سعرها ومواصفاتها.

أبو علي الحمصي من سكان ريف حمص الشمالي ومشارك في أحد هذه المجموعات التجارية، يقول في تصريح لـ”السورية نت” إنه اشترى مجموعة من الطيور بعد أن شاهد إعلاناً  عنها في إحدى مجموعات “واتس آب”، مشيراً أنه اتصل بصاحبها واتفقوا على السعر والموعد وأصبحت الطيور بحوزته.

ويشير الحمصي إلى وجود مجموعات على “واتس آب” تختلق بحسب السلع المعروضة فيها، فهنالك مجموعة لأجهزة الموبايل، وأخرى للأدوات المنزلية، وثالثة للحيوانات. ويضيف أن “هذه الأسواق على واتس آب أشبه بأسواق كانت تعرف باسم سوق الخميس وسوق الجمعة، حيث يتجمع فيها الناس ويعرضون بضائعهم لمن يرغب بالشراء”.

وساعدت هذه المجموعات على تنشيط البيع والشراء، فضلاً عن أنها شكلت مصدر رزق لبعض السكان. ومن بين هؤلاء محمد عبدالوهاب أحد سكان الرستن شمال حمص، والذي كان يملك سابقاً محلاً تجارياً لبيع الجملة.

وقال لـ”السورية نت” إنه بسبب قصف النظام للسوق الرئيسي في الرستن ومن بينه محله التجاري توقفت الحركة التجارية في المدينة تقريباً، وانعكس ذلك سلباً عليه، إذ كان يشتري المواد بسعر الجملة، ثم يقوم ببيعها بالمفرق للسكان ليربح من فرق الأسعار.

ويضيف عبد الوهاب أنه “بعد انتشار انتشار فكرة مجموعات “واتس آب” بين السكان قام بإنشاء مجموعة خاصة به، يقوم من خلالها بشراء مواد من السكان، ثم يطرحها للبيع في مجموعات أخرى، وبذلك يلعب دور الوسيط بين البائع والمشتري النهائي، ليحصل في النهاية على شيء من المال أو كما يمسيه “كامسيون” مقابل أتعابه.

لكن رغم الإيجابيات التي وفرتها مجموعات “واتس آب” خصوصاً في تجنب السكان التجمع بأماكن يسهل استهدافها وقصفها من قبل النظام، إلا أنها لا تزال لا تفي دائماً بالغرض. لكون السكان مضطرون إلى شراء الخضراوات واللحوم وغيرها من المواد الغذائية ذات الاحتياج اليومي، وهو ما يبقي خطر استهدافهم قائماً عند شرائهم لهذه المواد.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]