سوريون وعراقيون مدنيون في مرمى إطلاق النار

3 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
6 minutes

[ad_1]

 

يؤكد البنتاغون على أنه لم يطرأ أي تغيّر في أسس الضربات الجوية ضد دولة الإسلام في الشام والعراق، وأن الزيادة في عدد الضحايا في صفوف المدنيين هي نتيجة العمليات العسكرية المتزايدة غرب الموصل، حيث تكثر وبكثافة المعارك الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية.

مع ذلك، فإن عدد الضحايا المثير للقلق يثير المخاوف من أن نهج الرئيس ترامب الخاص بمكافحة الإرهاب يعرض عدداً كبيراً من المدنيين للخطر، مما يؤدي في النهاية إلى وقوف المزيد من الناس إلى جانب الإرهابيين.

لقد أصبحت بيوت وشوارع غرب الموصل، حيث تحاول القوات العراقية المدعومة من قبل المستشارين الأمريكيين وبغطاء من الضربات الجوية الأمريكية أن تهزم حوالي 2000 مقاتل من داعش، أصبحت منطلق قتالهم.

لقد اعترف القادة العسكريون أن العشرات من المدنيين قد قتلوا في الضربات الجوية هناك في 17 آذار/مارس، رغم أنهم قد لاحظوا أن المسلحين ربما يكونون قد لقّموا قبو المبنى بالمتفجرات. ربما يكون هذا أضخم خسارة في حيوات المدنيين منذ بدأت حملة ضرب داعش العام 2014.

هذا الشهر، قُتلَ أكثر من ستين شخصاً في ضربة جوية في مسجد في حلب، سوريا، حيث قال السكان المحليون إنه كان يوجد تجمع ديني، لكن مسؤولو الجيش الأمريكي قالوا إنهم كانوا يستهدفون القاعدة. لقد اتهم الجيش أيضاً بقتل حوالي 30 سورياً في ضربة جوية على مدرسة قرب الرقة؛ يقول المسؤولون إن المؤشرات المبكرة لديهم تقول إن الضربة الجوية استهدفت مقاتلي دولة الإسلام.

بينما تزايدت أعداد ضحايا المدنيين في عهد الرئيس باراك أوباما، فلقد تزايدت وتيرتها في عهد الرئيس ترامب متجاوزة أعداد ضحايا المدنيين التي تسببت بها روسيا في سوريا، وفقاً لما أعلنته ايروورز، وهي مجموعة غير ربحية تتتبّع المعلومات وتجمعها، على الأقل 1353 مدنيّاً في العراق قُتِلوا في الضربات الجوية التي نفّذتها قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، قالت المجموعة.

أثناء الحملة الرئاسية، تحدث السيد ترامب بسرعة وبشكل مبهم عن تفجير داعش، بقتل ليس فقط الإرهابيين وإنما عائلاتهم أيضاً، وإنعاش التعذيب، رغم أنه ممنوع في القوانين الأمريكية والدولية. وادّعى بوضوح أن لديه خطة سرية ليهزم بها داعش وقال إنه يعرف الكثير عنها، أكثر مما يعلم جنرالات الجيش.

وقد أثار هذا الموقف المتهور أسئلة حول ما إذا كان السيد ترامب قد أزال القيود المفروضة على كيفية متابعة البنتاغون لمجريات الحرب. بينما ينفي مسؤولون في الإدارة الأميركية هذا الأمر، فإن المسؤولين العسكريين يقولون إن القادة ما زالوا مطالبين باتباع بروتوكولات صارمة تهدف إلى تجنب وقوع إصابات بين المدنيين، وفقاً لما ذكرته صحيفة التايمز بن هوبارد ومايكل غوردون.

مع ذلك، فقد أعطى السيد ترامب وزير الدفاع جيم ماتيس وكبار قادة الجيش، الذين تذمّروا من دقة إدارة البيت الأبيض في عهد الرئيس أوباما، حرية أكبر في المناورة. على سبيل المثال، لقد وافق على طلبهم الخاص بإعلان أجزاء من ثلاث محافظات في اليمن “كمنطقة أعمال عدائية نشطة،” مانحاً القادة مرونة أكثر لتنفيذ ضرباتهم. وفي وقت لاحق، أدت غارة العمليات الخاصة في أواخر كانون الثاني / يناير إلى مقتل العديد من المدنيين والجنود “الكوماندوز” الأمريكيين.

واستمر السيد ترامب بالقيام بتغييرات كان قد بدأها في تشرين الثاني/ نوفمبر في عهد الرئيس أوباما مما سهل علي القادة العسكريين في سوريا الأمر للبدء بالضربات الجوية دون انتظار الإذن من كبار الضباط. يقول الخبراء العسكريون إن هذا مفيد لأن القتال ضد داعش قتال مكثف وهناك المزيد من المستشارين الأمريكيين قرب الخطوط الأمامية يدعون لتنفيذ الضربات. وكذلك فإن القوات العراقية التي تقوم بالأعمال القتالية في الموصل تطلب المزيد من الدّعم.

من المستحيل تجنب جميع الضحايا المدنيين، وخاصة في المدن كثيفة السكان مثل الموصل حيث يقطن نصف مليون مدني، إما كانت حكومتهم قد وجهتهم ليلتزموا بأماكنهم أو كان مقاتلو داعش قد منعوهم من المغادرة وذلك باستخدامهم كدروع بشرية.

من هنا تأتي الأهمية المضاعفة لاستمرار الولايات المتحدة وحلفائها في الالتزام بالبروتوكولات التي تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين، والتحقيق في وفيات المدنيين التي تزعم بعض الجهات أنها ناجمة عن الضربات الجوية الأمريكية، والإبلاغ عن النتائج علناً وتعويض الأسر المتضررة. وفيما يتعلق بهذه الأمور، فقد سجلت الولايات المتحدة سجلا أفضل بكثير من سجل روسيا التي لم تظهر أي ضبط في مساعدة نظام الأسد على الاستيلاء على حلب العام الماضي.

علاوةً على ذلك، إن الأدلة على أن الرئيس لديه استراتيجية لتعزيز الاستقرار على المدى الطويل في العراق وسوريا بعد الحرب أدلة قليلة. إن الانتصار العسكري ضد داعش الذي يترك العراقيين والسوريين جالسين على درب دموي من موت المدنيين، والذي يخفق في معالجة التوترات السياسية التي تعطي الإرهابيين فسحة أكبر للتكاثر، من المرجح أن يكون انتصاراً قصير الأجل.

 

رابط المادة الأصلي: هنا.

 

[ad_1] [ad_2] [sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]