شاهد عيان سجّل لحظة القصف على خان شيخون.. أعمدة دخان أبيض تؤكد هجوم الغاز

6 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
6 minutes

أفاد ناشط كان يراقب حركة الطيران الحربي التابع لنظام الأسد من على تل قريب من بلدة خان شيخون في محافظة إدلب إن طائرة النظام المقاتلة التي استهدفت البلدة عند الفجر أسقطت ثلاث قنابل تقليدية ورابعة أحدثت صوتاً محدوداً لدى ارتطامها بالأرض لكن انبعثت منها سحابة من الدخان الأبيض.

وأضاف حسام سلوم، وهو متطوع يعمل مع خدمة للتحذير من الغارات الجوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إن الطائرة السوخوي-22 التي هاجمت البلدة يوم الثلاثاء حلقت على ارتفاع منخفض مخلفة وراءها ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود وعاموداً من الدخان الأبيض أقرب إلى سطح الأرض.

وتابع يقول لـ”رويترز” من خان شيخون إن الدخان كان أبيض وكثيفاً وبدأ ينتشر في أنحاء البلدة إلى أن كوّن طبقة فوقها.

وأرسل تسجيلاً تم تصويره من نقطة مراقبة أظهر أعمدة الدخان.

وقال سلوم إنه راقب الغارة من على بعد 1.5 كيلومتر واستخدم جهاز اتصال لتنبيه عمال الإنقاذ.

وذكر أن الطيار أسقط القنابل الأربعة دفعة واحدة.

وأضاف سلوم أن الخدمة التي يعمل معها تشمل شبكة من المتطوعين الذين يرصدون تحركات الطائرات وحركة الاتصالات اللاسلكية للتحذير من ضربات جوية محتملة.

وتابع أنهم اكتشفوا أنه غاز سام من عامل في الدفاع المدني ذهب إلى المكان سريعاً وأبلغهم أنه كانت هناك رائحة غير مألوفة. وتابع أن عامل الإنقاذ أبلغهم بعد أقل من دقيقة من ذلك بأنه يشعر بالدوار ويفقد الوعي قبل أن ينقطع الاتصال معه.

وتتهم الدول الغربية نظام الأسد بشن الهجوم لكن الحلفاء الروس للنظام يقولون إن القتلى سقطوا نتيجة لضربة جوية سورية على مستودع أسلحة تابع للمعارضة تنتج فيه الأسلحة الكيماوية. وهو ما تنفيه المعارضة جملة وتفصيلاً.

وقتل ما لا يقل عن 100 شخص، كثير منهم أطفال، جراء ما وصفه مصدران حكوميان أمريكيان بأنه غاز السارين في أكثر هجوم كيماوي في سوريا يوقع قتلى منذ أن أودى غاز الأعصاب نفسه بحياة المئات في منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب دمشق في 2013.

وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن ثمانية أشخاص عالجتهم ظهرت عليهم أعراض تتسق مع الأعراض التي تنجم عن التعرض لغازات الأعصاب مثل السارين. وأضافت المنظمة الطبية الخيرية أنها زارت أيضاً مستشفيات لاحظت فيها وجود رائحة كلور قوية، وهو غاز سام آخر.

وأفادت منظمة “الصحة العالمية” أن الضحايا ظهرت عليهم فيما يبدو أعراض تتسق مع التي تظهر نتيجة للتعرض لمادة الفوسفور العضوي الكيماوية. والسارين من مركبات الفوسفور العضوي في حين أن الكلور ليس كذلك.

وأوضح طبيب عالج العديد من الضحايا يدعى معين عبد المنعم أنه لم تظهر على بعض القتلى، وبينهم أطفال، جروح واضحة مما يشير إلى أن الغاز قتلهم أثناء النوم.

وذكرت خدمة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أن عمال الإنقاذ عثروا على جثث امرأة وطفلين يوم الأربعاء في كهف كانوا يحتمون به.

وأيقظت الانفجارات عامل الدفاع المدني خالد النصر من النوم بعد السادسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي (0330 بتوقيت غرينتش). ووصل إلى الموقع ليجد العديد من زملائه يعانون من آثار الغاز.

وقال النصر: “شفنا الناس كلها بالأرض. وعالم (أشخاص) عم ترتعش. وعالم عم يطلع زبد من فمها. وصرنا نشيل العالم.”

وبعد قليل من وصوله شعر أيضاً بحرقة في عينيه لكنه ظل يعمل إلى أن أصبح غير قادر على الاستمرار. وقال “ما قدرت أتنفس”.

وجرد عمال الإنقاذ الضحايا من الملابس وسكبوا عليهم المياه. وقال النصر: “فوراً عالمي (على الماء) ومناخدن لبرا (أخذناهم للخارج)”.

وأُرسل الضحايا إلى مستشفيات ومنشآت في أنحاء إدلب بما في ذلك موقع طبي بجوار مركز للدفاع المدني قرب البلدة. وقال الدفاع المدني والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربة جوية أصابت ذلك الموقع الطبي في وقت لاحق من الصباح.

كما أرسل بعض الضحايا عبر الحدود إلى تركيا للعلاج.

وقالت إحدى الضحايا متحدثة لتلفزيون رويترز في مستشفى في تركيا “كان هناك صاروخ.. انفجار صاروخ انبعث منه دخان كثيف.”

وأضافت: “كان هناك دخان كثيف ورائحة وكان التنفس صعب للغاية”. وقال ضحية ثان إنه سقط على الأرض نتيجة لتأثير الغاز.

وبلغ قطر فتحة حدد عمال الإنقاذ أنها موقع الضربة الكيماوية نحو متر. وأظهرت صورة أيضاً المنطقة المحيطة وقد بدت محترقة. وكانت خان شيخون مهجورة إلى حد بعيد يوم الأربعاء. وعدد الضحايا مستمر في الارتفاع.

وقال عبد المنعم، الطبيب من إدلب، إن المنشأة الطبية التي يعمل بها استقبلت 68 من الضحايا بينهم 21 قتيلاً.

وأضاف: “الأعراض تظهر على المصابين أكثرهم زبد من الفم وهياج وأكثرهم تم إسعافهم بالأدوية الموجودة.. بالكورتوزينات”.

وأضاف: “اليوم جانا شي (نحو) 18 حالة من المركز البعيد شوية عن القصف بالإضافة لعناصر مسعفين الدفاع المدني. هدول جونا إصابات اليوم متأثرين من 24  ساعة”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]