الإرهاب يضرب الكنائس والطوارئ تستهدف مصر
11 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
حافظ قرقوط
وافقت الحكومة المصرية أمس على قرار الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بإعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، ابتداءً من يوم إقراره.
وذكر مجلس الوزراء في بيان رسمي أنه “في إطار استكمال الإجراءات الدستورية والقانونية، وافق المجلس في اجتماعه الإثنين، برئاسة شريف إسماعيل، على قرار رئيس الجمهورية إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، اعتباراً من أمس الإثنين”. بحسب “رويترز”.
لم يُكمل المسيحيون في مدينتي الإسكندرية وطنطا المصريتين احتفالاتهم بـ “أحد السعف”، أمس الأول، حتى فاجأهم تفجيران أدّيا إلى مقتل ما لا يقل عن 45 شخصًا، وإصابة العشرات بجراح، بينما ساد جو من الحزن والغضب بين الناس. وقالت “رويترز: “إن التفجيرين دفعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السياسي، إلى اتخاذ قرار بنشر قوات من الجيش المصري، دعمًا لقوات الأمن.
وعدّ السيسي أن هناك “مجموعة إجراءات سيتم اتخاذها، على رأسها إعلان حالة الطوارئ، بعد استيفاء الإجراءات القانونية والدستورية لمدة 3 أشهر.”
وأعلن السيسي -أيضًا- نيته تأسيس “مجلس أعلى لمكافحة التطرف والإرهاب”، من “أعلى المستويات”، وسيُعطى المجلس “صلاحيات تُمكنه من تنفيذ المطلوب من توصيات؛ لضبط الموقف كله، إعلاميًا، وقضائيًا، وقانونيًا”، وأيضًا ضبط “الخطاب الديني”.
وطالب المجتمع الدولي بالعمل على “محاسبة الدول التي تدعم الإرهاب”، وهي بحسب السيسي الدول “التي دعمت وأتت بالمقاتلين من كل مكان”. وكان تنظيم الدولة الإسلامية، قد أعلن في بيان مسؤوليته عن التفجيرين الانتحاريين، وتوعد بعمليات أخرى.
وقد أدان عدد من زعماء العالم هذا العمل الإرهابي، منهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي عبر عن حزنه مما جرى، وأوضح أنه “يثق بالرئيس السيسي وتعامله مع ما حدث”.
تعيد الحوادث الأخيرة في مصر إلى الأذهان التفجيرات الإرهابية التي شهدتها كنيسة القديسين بالقاهرة، ليلة رأس السنة 2011، لينجم عنها توتر كبير بين المسيحيين والمسلمين، كادت أن تتطور إلى فتنة.
وبعد سقوط حكم حسني مبارك، وُجدت وثائق مهمة تُشير إلى مسؤولية وزير الداخلية، حبيب العدلي، عن ذلك الهجوم، ثم اتهامه تنظيمات إسلامية متطرفة به.
وكان السيسي قد طالب المصريين عام 2013، بالنزول إلى الشارع؛ لتفويضه مع “الجيش والشرطة بمواجهة العنف والإرهاب”.
يشار إلى أنه في تموز/ يوليو 2013، استهدفت 4 تفجيرات كنائس مصرية، وألقيت مسؤوليتها على تنظيم الدولة، ثم جاءت تفجيرات متعددة في شمالي سيناء، مع مواجهات مختلفة بين الأمن وعناصر من التنظيم.
يُذكر أن حالة الطوارئ أُعلنت في سيناء في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، بعد هجوم تعرض له موقع تابع للجيش المصري.
يقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليونًا، من أصل 93 مليون مصري، ويتوزعون في عدة محافظات، ولا سيما وسط البلاد، وأصل كلمة “قبط” يعود إلى اللغة اليونانية القديمة، وهي نفسها كلمة مصر “إيجبت”.
يتسابق الآن زعماء المنطقة بإعلانهم الانضمام إلى الحرب على الإرهاب، ويتجاهلون ما تعانيه شعوبهم من ظلم واضطهاد وتهميش، مع غياب فرص التنمية المستدامة؛ لتجد تلك الحكومات في إعلانها الحرب على الإرهاب، فرصة للتخلص من تكلفة معارضيها، وتبقي قوانين الطوارئ سيفًا مسلطًا على أعناق الناس، يمنعها من النهوض والمطالبة باستقرار ونمو بلدانها، ليبقي العسكر على تفويضهم -حصرًا- بتقرير شكل الحياة التي تلائم بقاءهم في السلطة.
[sociallocker] [/sociallocker]