تفريغ ممنهج لسكان الزبداني ومضايا وسط تكتم جيش الفتح على اتفاق المدن الأربعة.. ومظاهرات تندد بالتغيير الديمغرافي

12 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
6 minutes

توقف، اليوم الأربعاء، مؤقتاً تنفيذ الاتفاق الغامض المتعلق بإخراج سكان ومقاتلين من الزبداني ومضايا المحاصرتين بريف دمشق من قبل نظام بشار الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وكفريا والفوعة المواليتين للنظام في ريف إدلب.

وقال الناشط الإعلامي في مدينة مضايا عبد الوهاب أحمد في تصريح لـ”السورية نت” إن 21 حافلة وصلت صباح اليوم لإخراج السكان والمقاتلين من مضايا والزبداني، لكن لم يُسمح لأي حافلة بالتحرك، مؤكداً أنه لم يخرج أحد من المنطقتين، وتوقع أن يُستأنف الاتفاق صباح غد.

وتفرض فصائل المعارضة التي وقعت على الاتفاق تكتماً كبيراً على ما تضمنه الاتفاق، وترفض حتى الآن الكشف عن تفاصيله، وهو ما طرح كثيراً من الأسئلة عن سبب إخفائها للبنود، فيما خرجت مظاهرات في مناطق خارجة عن سيطرة النظام لتعبر عن رفضها للاتفاق التي رأت فيه تغييراً ديمغرافياً وبداية سلسلة تهجير متواصل لسكان الزبداني ومضايا.

وتولى توقيع الاتفاق بشكل أساسي حركة “أحرار الشام” و”تحرير الشام”، رغم أن الفصيلين ادعيا أن الاتفاق يأتي تحت مظلة “جيش الفتح”، ويرفض الفصيلان الإجابة على الأسئلة الموجهة لهما حول الاتفاق. أما عن الطرف الآخر فهو إيران. وتم توقيع الاتفاق بين “جيش الفتح” وإيران برعاية قطرية نهاية الشهر الماضي.

جميل التيناوي رئيس المجلس المحلي في مدينة الزبداني، كشف لـ”السورية نت” بعض تفاصيل الاتفاق، وقال إن “عدد الذين سيخرجون من مضايا والزبداني إلى مدينة إدلب شمال سوريا يبلغ 4 آلاف شخص”، لافتاً أن الاتفاق يتعلق فقط بالمقاتلين وذويهم.

وفي المقابل، يتضمن الاتفاق إخراج 16 ألف شخص من كفريا والفوعة بريف إدلب، على أن يجري إخراج 8 آلاف شخص في الدفعة الأولى، مقابل 4 آلاف من الزبداني ومضايا، في حين أن الدفعة الثانية ستخرج بعد شهرين من بدء تنفيذ الاتفاق.

تغيير ديمغرافي

ويتضمن الاتفاق – بحسب التيناوي – إخراج 1500 معتقل ومعتقلة من سجون نظام بشار الأسد. في حين أن الناشط عبد الوهاب أحمد أشار إلى أن الاتفاق يتضمن أيضاً تبادل مقاتلين أسرى بين “جيش الفتح” والميليشيات الموجودة في كفريا والفوعة، حيث يحتجز كل طرف مقاتلين للآخر، كما لفت إلى أن الاتفاق يتضمن هدنة مدة 9 أشهر في الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة وإدخال مساعدات لها.

وشدد عبد الوهاب على أن العبارات التي يتم الترويج لها عن “خروج السكان من الزبداني ومضايا لمن يرغب”، غير صحيحة، وقال إنه سيجري إخراجهم مجبرين على ذلك.

وكفريا والفوعة مدينتان يعيش فيهما مقاتلون من الميليشيات الشيعية وعائلاتهم، ويدينون بالولاء المطلق لإيران، وتفرض قوات المعارضة طوقاً عليهم منذ العام 2015، لكن النظام كان يوصل لهم المساعدات والسلاح عبر الجو بشكل دائم، بعكس الزبداني ومضايا ومنطقة جنوب دمشق التي يفرض عليها النظام حصاراً مطبقاً أدى إلى وفاة عدد من المدنيين جوعاً أو بسبب غياب الرعاية الطبية.

ويسود الاتفاق جوانب مقلقة زاد الشكوك حولها رفض “أحرار الشام” و”تحرير الشام” الحديث عنها، فالاتفاق لا يتطرق إلى مصير من سيتبقى في الزبداني ومضايا، بحسب ما أكده التيناوي لـ”السورية نت”، وفيما أكد التيناوي أن الاتفاق لا ينص على قدوم سكان من كفريا والفوعة للزبداني ومضايا، قال مصدر في مدينة مضايا لـ”السورية نت” إن الأمر ليس مستبعداً.

وأشار التيناوي إلى أن ما يجري لا يمكن اعتباره “تغييراً ديمغرافياً” حسب قوله، لكن الناشط عبد الوهاب أحمد من مدينة مضايا قال إن ما يجري هو تغيير ديمغرافي واضح، مشيراً أن ما يجري في الزبداني عملية تهجير، وقال إن ما سيحصل فيها مشابه لما حصل في حي الوعر الذي أفرغ من سكانه.

وأوضح أن ما سيجري بعد هذا الاتفاق أن النظام سيواصل طرد المدنيين من الزبداني ومضايا على دفعات، على أن تشمل كل دفعة الآلاف منهم، إلى حين تفريغ المدينتين من السكان قسراً، مؤكداً أن المستفيد مما يحصل نظام بشار الأسد وميليشيا “حزب الله” اللبناني.

وأضاف في هذا السياق، أن ميليشيا “حزب الله” أصبحت تطلق اسم مدينة “النور” على مدينة الزبداني، وسهل الربيع بدلاً من سهل الزبداني، في نية واضحة للحزب السيطرة على الزبداني ومضايا بعد تهجير أهلها.

ويواجه الاتفاق الحالي انتقادات واسعة من المعارضة السورية، وخرجت  بعد ظهر، اليوم الأربعاء، تظاهرة حاشدة من بلدات “يلدا وببيلا وبيت سحم” جنوب دمشق بدعوة من اللجنة السياسية الممثلة للبلدات الثلاث وقاطنيها، وذلك رفضاً لإقحام بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في اتفاق الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة.

وبحسب المعلومات فإن الاتفاق ينص أيضاً على هدنة في مناطق جنوب دمشق، وخروج لسكان مخيم اليرموك إلى الشمال السوري في مرحلة لاحقة.

وقالت صفحة “ربيع ثورة” على “فيس بوك” والمتخصصة في نقل أخبار منطقة جنوب دمشق، أن نحو ألفي متظاهر من يلدا وببيلا وبيت سحم تجمعوا، ونددوا بعمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، مؤكدين على أن مصير المنطقة تحدّدها اللّجنة السياسية التي تمثل جنوب دمشق، وليس أي طرفٍ آخر لا علاقة له بأهالي المنطقة، كما كتب على إحدى اللافتات “إيران حزب الله جبهة النصرة لا وصاية لكم على مناطقنا”.

ورفعت خلال التظاهرة عشرات اللافتات المنددة بالاتفاق، وحمل بعضها “الجنوب الدمشقي يلدا ببيلا بيت سحم غير مخصص للبيع” “نرفض تنفيذ المشروع الإيراني عبر اتفاقية كفريا والفوعة” “نحن نملك طابو أخضر لا حاجة لنا بالباص الأخضر” “اللجنة السياسية تمثلنا واتفاقنا مع المعنيين ساري”، كما رفعت لافتات أخرى باللغة الروسية والإنجليزية.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]