‘مؤسسات مدنية ومواطنون بإدلب: اتفاق المدن الأربعة تكريس للتغيير الديموغرافي.. ونخشى من انتقام النظام’
13 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
أثار اتفاق “المدن الأربعة”، موجة من الانتقادات من مؤسسات مدنية ومواطنون بريف إدلب، عما له من تأثير سلبي وتكريس لسياسة التغيير الديموغرافي التي يتبعها النظام وحلفائه إيران وميليشيا “حزب الله اللبناني” في سوريا.
ويقضي الاتفاق الذي استأنف اليوم تنفيذه بتهجير قسري لسكان مدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين بريف إدلب، ونقل سكان من مدينتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب، إلى مناطق النظام بدمشق.
وعن خطورة الاتفاق على مسار الثورة والتوزع السكاني في سوريا، أكد رئيس مجلس إدارة مدينة إدلب المهندس اسماعيل عنداني، في تصريح لـ”السورية نت” اليوم، أن “الاتفاق يحمل آثاراً سلبية كبيرة على طبيعة المجتمع السوري، خاصة أنه يدعم سياسة النظام والدول الداعمة له في تهجير الأهالي في المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة، تماشيا مع سياسة التغيير الديموغرافي”.
واستهجن عنداني “تغييب موقف المدنيين من هذا الاتفاق وعدم درايتهم به، خاصة أنهم يعتبرون من أكثر المتضررين، سابقاً ومستقبلاً، وأن لايكون لهم دوراً في تحديد مصيرهم”.
وكان الاتفاق قد توقف تطبيقه مؤقتاً بسبب موجة من الاحتجاج في محافظة إدلب على طبيعة الاتفاق المثير للقلق، والذي لا تزال حركة “أحرار الشام” وهيئة “تحرير الشام” تتكتمان على تفاصيله، وهما الفصيلان اللذان توليا توقيع الاتفاق بشكل أساسي رغم أنهما ادعيا أن الاتفاق يأتي تحت مظلة “جيش الفتح”، ويرفض الفصيلان الإجابة على الأسئلة الموجهة لهما حول الاتفاق.
ووقع الاتفاق مع الجانب الإيراني برعاية قطرية نهاية الشهر الماضي.
من جهته يوافق أيمن مزنوق، أحد المواطنين من مدينة بنش، عنداني في أن “الاتفاق يدعم سياسة النظام في تكريس التغيير الديموغرافي، خاصة في مناطق دمشق وحمص، ويرى أنه من الغباوة الوثوق بنظام الأسد، فيما يخص التزامه ببنود الاتفاق المتضمنة وقف استهداف المناطق في محيط كفريا والفوعة، وأن هذا الأمر سيجر عواقب وخيمة على المدنيين في محافظة إدلب”.
وقال مزنوق في تعليقه حول الاتفاق لـ”السورية نت” إن “السبب الأكبر الذي كان يمنع النظام من حرق المدن المحيطة بكفريا والفوعة هو تواجد مقاتليه وعناصر من ميليشيا حزب الله داخلها، متسائلاً أنه بعد خروجهم، ماذا سيمنع النظام من حرق المنطقة؟”.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة بنش المتاخمة لبلدة الفوعة اليوم، خروج العشرات من المدنيين في تظاهرة لرفض الاتفاق، مطالبين الفصائل القائمة بالاتفاق برفع سقف المطالب، وخاصة ملف المعتقلين في سجون الأسد من رجال ونساء.
وقال فراس السيد أحد المشاركين في التظاهرة لـ”السورية نت” إننا “خرجنا اليوم لنؤكد رفضنا لبنود الاتفاق وسياسة النظام في تفريغ المدن الثائرة من أهلها”، مشيراً أنه من حقنا كمدنين تحملوا الويلات من البلدتين(كفريا والفوعة) قبل تحرير مدينة إدلب، أن نكون على بينة و دراية ببنوده”.
وشهد يوم أمس الأربعاء، خروج تظاهرات حاشدة من بلدات “يلدا وببيلا وبيت سحم” جنوب دمشق بدعوة من اللجنة السياسية الممثلة للبلدات الثلاث وقاطنيها، وذلك رفضاً لإقحام بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في اتفاق الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة.
وبحسب المعلومات فإن الاتفاق ينص أيضاً على هدنة في مناطق جنوب دمشق، وخروج لسكان مخيم اليرموك إلى الشمال السوري في مرحلة لاحقة.
وقالت مصادر إعلامية أن نحو ألفي متظاهر من يلدا وببيلا وبيت سحم تجمعوا، ونددوا بعمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، مؤكدين على أن مصير المنطقة تحدّدها اللّجنة السياسية التي تمثل جنوب دمشق، وليس أي طرفٍ آخر لا علاقة له بأهالي المنطقة، كما كتب على إحدى اللافتات “إيران حزب الله جبهة النصرة لا وصاية لكم على مناطقنا”.
[sociallocker] [/sociallocker]