قوات النظام تدخل مضايا وتُنظّم “مسيرة مؤيدة”


خالد محمد

نظمت قوات النظام، أمس السبت، “مسيرة مؤيدة” في بلدة مضايا، بعد يوم واحد من تهجير أهليها إلى إدلب، في إطار ما يسمى “اتفاق المدن الأربع” الذي بُدئ بتنفيذه أمس، وشارك في “المسيرة” موالون للنظام من أبناء المنطقة.

من ناحيتها، زعمت وسائل إعلام موالية للنظام أن بلدة مضايا، باتت “منطقة آمنة، لدخول الورشات الخدمية والحكومية، بعد تطهيرها من (الإرهابيين) تطهيرًا كاملًا”.

وقال حسن عبد الحميد، أحد أبناء مضايا، لـ(جيرون): إن “قوات النظام السوري، والمليشيات المساندة لها سارعت إلى دخول البلدة، بعد ساعات قليلة من خروج أهليها، ونظمت مسيرة، جابت شوارع البلدة الرئيسة، وشارك فيها عدد من المدنيين الموالين له داخل مضايا، وشهدت البلدة انتشارًا ملحوظًا لقوات النظام السوري، في جميع أحيائها السكنية”.

وبعد انقضاء 21 شهرًا من الحصار المطبق على البلدة، بدأ مطلع تموز/ يوليو 2015، وانتهى -أخيرًا- بتهجيرٍ قسري للرافضين عقد تسوية مع الأجهزة الأمنية للنظام السوري، دخل البلدة أعضاء مما يسمى “لجنة المصالحة الوطنية”؛ لتسوية أوضاع الراغبين في البقاء في مضايا.

وأشار عبد الحميد إلى صعوباتٍ بالغة واجهت المهّجرين، ولا سيما بعد الرحلة الشاقة التي استغرقت 30 ساعة؛ للوصول إلى ريف حلب، وتعثر عملية التبادل في ظل عدم توفر مراكز إيواء، أو أطعمة أومواد طبية للعلاج، تكفي لمثل هذه الأعداد من المهجرين، فضلًا عن توتر الوضع الأمني، نتيجةٍ للخلاف الحاد الذي حصل بين “جيش الفتح”، من جهة، والنظام السوري وحليفه الإيراني، من جهة ثانية، والتفجير الذي ضرب تجمع حافلات مسلحي وأهالي كفريا والفوعة.

ونقلت 60 حافلة 2400 مهجّر، بينهم 600 مقاتل، و20 حالة مرضية، بينها ثمانية أشخاص، تقلهم سيارات إسعاف، مع وجود نساء حوامل، ومصابين بحاجةٍ إلى عمليات جراحة مستعجلة في البطن، وبترٍ في الأطراف، وجميعهم من أبناء بلدتي مضايا وبقين الواقعتين في ريف دمشق الغربي.

ووفقًا لبنود الاتفاق المبرم بين الطرفين، من المقرر أن تشهد الساعات المقبلة، إجلاء نحو 150 مقاتلًا، دفعةً ثانية، تشمل مدينة الزبداني والجبل الشرقي وبلودان ووادي بردى، على أن يخرج 4000 شخص من كفريا والفوعة المواليتين.

يشمل الاتفاق كلًا من الزبداني ومضايا في ريف دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي الشرقي، ومخيم اليرموك في جنوب العاصمة دمشق، وينص في أحد بنوده على إخلاء الفوعة وكفريا إخلاء كليًا خلال شهرين، وفي مرحلتين.

تضمن -أيضًا- وقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة، ومنطقة جنوب العاصمة (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، وهدنةً لمدة 9 أشهر في المناطق المذكورة آنفًا، وإدخال المساعدات الإنسانية إليها دون توقف، والإفراج عن 1500 معتقلًا، من سجون النظام.

يعدّ “اتفاق المدن الأربعة” أكبر عملية تهجير ديموغرافي في سورية، ويرى مراقبون أنه يشكل ضربةً موجعة أخرى تضاف إلى قائمة الخسائر التي لحقت بالمعارضة السورية، في الأشهر الست الأخيرة الماضية؛ إذ أسهم -إلى حدٍ كبير- في تهجير الآلاف من أبناء مضايا والزبداني، كذلك؛ فإن موافقة المعارضة في الشمال السوري، على إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا، أفقدها ورقة ضغط رابحة، كان من الأولى استثمارها سياسيًا وعسكريًا، وبما يحقق لها مكاسب على حساب النظام والمليشيات الموالية له.




المصدر