شحنات الكومبيوتر الشخصي تراجعت عالمياً

19 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017

5 minutes

بلغ إجمالي مجموع الشحنات العالمية من الحواسيب الشخصية 62.2 مليون جهاز خلال الربع الأول من السنة، متراجعة 2.4 في المئة عما حققته خلال الربع الأول من العام الماضي، وفقاً للنتائج الأولية الصادرة عن «مؤسسة الدراسات والبحوث العالمية» (غارتنر). وللمرة الأولى منذ العام 2007، سجّل سوق أجهزة الحواسيب الشخصية خلال الربع الأول من العام الحالي عدد شحنات أقل من 63 مليون جهاز في ربع سنوي.

وشهدت صناعة الحواسيب الشخصية نمواً متواضعاً، ولكن قابل ذلك انخفاض في الطلب من المستهلكين نظراً إلى استمرارهم في الامتناع عن استبدال أجهزة الحاسوب القديمة، أو تخلي بعضهم في شكل كامل عن هذه الأجهزة.
على رغم ذلك، لا يزال قطاع الأعمال يرى الحاسوب جهازاً مهماً، ويعتبر الجهاز الرئيس لأداء أعمال للشركات.

وفي هذا السياق، قالت كبيرة المحللين في «غارتنر» ميكاكو كيتاغاوا، إن «الحفاظ على مكانة قوية في سوق الأعمال مسألة حاسمة للحفاظ على النمو المستدام في سوق الحواسيب الشخصية، على رغم استمرار التراجع في سوق المستهلكين»، مضيفة أن «الشركات المورّدة للحواسيب الشخصية التي لا تتمتع بحضور قوي في سوق الأعمال ستواجه مشاكل كبيرة، إذ ستضطر إلى الخروج من سوق الحواسيب الشخصية في السنوات الخمس المقبلة».

وأشارت إلى أن «في المقابل، سيكون هناك لاعبون متخصصون في الأجهزة المصممة لأغراض معينة، مثل أجهزة الحاسوب المصممة للألعاب، والحواسيب المحمولة المتينة والمقاومة للصدمات». وأضافت: «سيكون على أكبر ثلاث شركات مطوّرة لأجهزة الحواسيب (لينوفو، وأتش بي، وديل) المحاربة للاستحواذ على أكبر جزء من قطاع الشركات، أما بقية الشركات فأمامها فرص محدودة في السوق، باستثناء شركة آبل التي تتمتع بقاعدة زبائن قوية في قطاعات معينة».

وبلغت المنافسة بين أكبر ثلاث شركات مطوّرة لأجهزة الحاسوب الشخصي أوجها في الربع الأول من السنة، إذ احتل كلّ من «لينوفو» و «أتش بي» الصدارة في هذه السوق، وبلغت حصة الأولى من شحنات الحواسيب نسبة 19.9 في المئة، تلتها «أتش بي» بحصة تبلغ 19.5 في المئة، في حين استحوذت شركة «ديل» على حصة بلغت 15 في المئة. وتجاوز نمو شحنات شركة «لينوفو» المتوسط الإقليمي في كل المناطق الرئيسية باستثناء الولايات المتحدة.

وحققت «أتش بي» النمو الأقوى بين أكبر ستة شركات، إذ ارتفعت شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية العالمية بنسبة 6.5 في المئة في الربع الأول من السنة. كما نمت شحناتها في المناطق كافة، خصوصاً السوق الأميركية إذ سجلت زيادة 15.9 في المئة في شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية.

أما «ديل»، فسجّلت نمواً سنوياً متواصلاً لأربعة أرباع متتالية، إذ زادت شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية في جميع المناطق باستثناء الولايات المتحدة، وعززت برامج قنوات التوزيع وتوسيع حصتها في سوق الشركات الكبيرة.

وتشهد صناعة أجهزة الحواسيب الشخصية زيادة في الأسعار. فمنذ أكثر من سنتين، يعزى ارتفاع الأسعار إلى تدهور العملة المحلية في مقابل الدولار، وأما الآن فيرجع الارتفاع إلى النقص في مكونات هذه الحواسيب.

وتابعت كيتاغاوا: «تضاعفت أسعار ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM) منذ منتصف عام 2016، كما شهدت سوق أقراص الحالة الصلبة (SSD) نقصاً في المعروض. وسيكون لهذا الارتفاع في الأسعار تأثيره السلبي على الطلب في سوق المستهلكين، وسيُبعد المشترين عن شراء أجهزة الحواسيب الشخصية ما لم تكن هناك ضرورة لذلك. وبدأ ارتفاع الأسعار يؤثر في السوق في الربع الأول من العام الحالي، وسيزداد هذا التأثير في شكل أكبر خلال الربع الثاني من 2017، ونتوقع أن يستمر ذلك طوال العام 2017».
وفي الولايات المتحدة، بلغ مجموع شحنات الحواسيب الشخصية 12.3 مليون وحدة في الربع الأول من السنة، بانخفاض 2.4 في المئة مقارنة بالربع الأول عام 2016. كما شهدت السوق الأميركية انخفاضاً بسيطاً على مدى ربعين، ويعزى جزء كبير من هذا الانخفاض إلى ضعف الطلب من المستهلكين.

وبلغت شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا 17.9 مليون وحدة في الربع الأول، بانخفاض 6.9 في المئة على أساس سنوي، كما شهدت المناطق الرئيسية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا انخفاضاً في الربع الأول. ومع ذلك، شهدت روسيا نمواً من رقم واحد في الحواسيب الشخصية نظراً إلى الاستقرار الذي يشهده الاقتصاد المحلي هناك.

وأظهرت سوق الحواسيب الشخصية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعض الاستقرار، إذ بلغت شحنات أجهزة الحواسيب الشخصية 22.8 مليون وحدة في الربع الأول، بانخفاض بنسبة 0.8 في المئة عن الربع الأول من عام 2016. وبدأ الإنفاق على أجهزة الحواسيب الشخصية في الصين يظهر انتعاشاً بسيطاً، بدعم من الظروف الاقتصادية المستقرة.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]