مجلس مدني للرقة…”قسد” تستثمر في أعوانها


إبراهيم العبد لله

عادت مسألة تشكيل مجلس إلى إدارة شؤون مدينة الرقة إلى الصدارة بعد أن عقدت ميليشيا “قسد” مؤتمرًا في مدينة عين عيسى، في الريف الشمالي من محافظة الرقة، نتج منه تشكيل مجلس مدني قوامه البشري مقربون من النظام والميليشيا. جاء تشكيل “مجلس الرقة المدني” هذا عبر اجتماع تأسيسي جرى الثلاثاء الماضي في بلدة عين عيسى، المحاطة بعدد من مخيمات اللاجئين الهاربين من جحيم المعارك بحضور نحو مئة شخص معظمهم من خارج المحافظة وغياب شبه كلي للسكان المحليين واستبعاد مقصود لممثلي المجتمع المحلي مَمنْ يحملون آراء سياسية مخالفة لسياسيات “قسد”.

رأس هذا الاجتماع التأسيسي عمر علوش، مسؤول سياسي في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وألزم الحاضرين بترديد قسم يُذكر من حيث غرابته وبُعده عن واقع الناس السياسي والاجتماعي والثقافي، بقسم البيعة الذي كرره وجهاء عشائريون أمام أحد وكلاء أبو بكر البغدادي، خليفة “داعش” المزعوم. ويُقسم المجتمعون بالله وبدماء الشهداء أن “أحافظ على الحقوق الديمقراطية للشعوب وقيم الشهداء… وأن أعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وفق مفهوم الأمة الديمقراطية”، حيث يحتوي مفهوما “الشعوب”، بالجمع دائمًا و”الأمة الديمقراطية” لبّ البلاغة الأيديولوجية لحزب PKK التركي، ومشروعه في سورية، والنقيض الموضوعي لبقاء سورية دولة سيدة لكل مواطنيها.

المجتمع المدني الرقي وتجمعات الناشطين، والقوى السياسية المعارضة كافة، استنكرت هذه الخطوة، فقد أصدر المجلس المحلي لمحافظة الرقة بيانًا يرفض فيه “هذا التشكيل الطارئ… ويعدّه من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وينظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش”.

وفي الآن ذاته، كانت ميليشيا “قسد” تحقق تقدمًا جديدًا على صعيد المعارك ضد تنظيم “داعش” في خط جبهة الريف الشمالي، محوري الجلاب شرقًا وكبشيرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الراية يرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الراية يرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الرايةيرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الرايةيرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الرايةيرفض هذا التشكيل الطارئ على محافظة الرقة، ويعتبره من مخلفات الاحتلال لقوى الأمر الواقع، المتمثلة بقوات سورية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الفعل على أنه احتلال لا يختلف عن احتلال داعش، إنما يختلف معه بلون الراية غربًا، حيث نجحت الميليشيا في طرد تنظيم داعش من “المزرعة الحكومية” و”كُبَش شرقي” و”كُبش غربي”، ما يقرب خطوط المواجهة إلى مسافة تراوح بين 15 و20 كم من مدينة الرقة ذاتها.

جرت عمليات الريف الشمالي هذه تحت تغطية مكثفة من الطيران الحربي، كما جرت العادة. إذ يقصف الطيران الأميركي المفارز المتقدمة للتنظيم بكثافة نيرانية عالية، فتدمرها أو تدفع عناصرها إلى الهرب، ثم يتقدم المجندون العرب في صفوف “قسد”؛ ليشكلوا الموجة الأولى من الهجوم البري، ثم يأتي دور المقاتلين الأكراد ووسائل الإعلام لتظهير المعارك وإخراجها بالصورة اللائقة سياسيًا ودعائيًا.

مجريات العمليات العسكرية التي تحول ثقلها إلى الريف الشمالي ضمن المرحلة الرابعة من عملية عزل وتحرير الرقة، وجاءت بعد تحقيق اختراقات عسكرية مهمة في نهاية المرحلة الثالثة تمثلت في سيطرة قوة أمريكية على قرى على الضفة الجنوبية لبحيرة الطبقة الواقعة وراء سد الفرات، ثم على مطار الطبقة العسكرية ثم في خطوة لاحقة على قرية الصفصافة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات وإلى الشرق من مدينة الطبقة التي غدت بذلك محاصرة من الجهات كافة.

وكانت قيادة “قسد” قد أعلنت في آذار الماضي أن عملية اقتحام مدينة الرقة ستبدأ في مطلع نيسان من هذا العام، لكن كونها خطة خداع استراتيجي ربما، حولت محور عملياتها إلى الطبقة وريفها، بعد عملية نوعية للقوات الأميركية في غرب الطبقة وجنوبها وشرقها، إلا أن ميليشيا “قسد” عادت وأعلنت -في وقت لاحق- أنها ستخوض مرحلة رابعة لـ “تحرير” الريف الشمالي.

هذا التضارب في إعلان المواعيد وتغيير الجبهات، وإن جاء في قسم منه تكتيكًا عسكريًا مُضللًا للعدو، إلا أنه يشير في الآن ذاته إلى ضعف القدرات البشرية للميليشيا الكردية، وعجزها عن فتح أكثر من جبهة في وقت واحد. ويشير أيضًا إلى انعدام التوافق المطلوب حول معركة الرقة دوليًا وإقليميًا؛ إذ لا تزال التسريبات ترشح صورة ما من صور الحضور العربي في معركة الرقة، بدعم ورغبة من تركيا، تهدف من خلاله إلى الحد من الحضور الطاغي للأكراد في هذه المعركة، والاستثمار في رمزية معركة الرقة المؤهلة للدخول إلى نادي محاربي الإرهاب، بعد أن شُيطنت شيطنةً قد لا تُفك ألغازها إلا بعد سنوات طويلة.




المصدر