شرق دمشق في خطر… النظام يسيطر على معظم الأنفاق
25 أبريل، 2017
جيرون
سيطرت قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة لها أمس (الإثنين)، على أحد الأنفاق الذي يربط حي القابون بالغوطة الشرقية، بعد معارك، وُصفت بالشرسة، على مدار أيام مع فصائل المعارضة المسلحة التي اضطرت إلى الانسحاب نتيجة القصف المتواصل بكافة أنواع الأسلحة.
وأكد وائل علوان، الناطق باسم “فيلق الرحمن”، لـ (جيرون) “أن النظام استطاع خلال الأيام السابقة تحقيق تقدم ملحوظ على محاور حي القابون في منطقة المزارع، وسيطر على معظم الأنفاق التي تربط الحي بالغوطة الشرقية، وعدد ما تبقى من أنفاق بيد المعارضة قليلٌ جدًا”.
وأوضح علوان “أن الوضع في شرق دمشق الآن خطرٌ جدًا، ومفتوح على جميع الاحتمالات؛ فالدعم العسكري الذي قدمه الروس والإيرانيون للنظام، في الفترة الماضية، كبير جدًا وغير مسبوق، وذلك بهدف إنهاء ملف شرق دمشق بالكامل، إضافةً إلى ريف حماة”.
وأكد ناشطون، في شرق العاصمة، أن سيطرة النظام على الأنفاق ستسمح له بخنق حي القابون، وحصاره الغوطة الشرقية حصارًا مطبقًا، إضافةً إلى فصل الأحياء الشرقية عن بعضها، موضحين أن الحال الآن يتطلب عملًا عسكريًا، بالتنسيق بين جميع الفصائل، لتدارك الوضع قبل فوات الأوان. وفي هذا السياق قال علوان: “من الصعب جدًا قلب المعطيات العسكرية، بعد أن سيطر النظام على معظم الأنفاق من داخل الأحياء الشرقية نفسها، وينبغي التفكير سريعًا بتحرك عسكري ضخم من الغوطة الشرقية، يضم جميع الفصائل من دون استثناء، لتخفيف الضغط على الأحياء الشرقية والسماح للمقاتلين باستعادة المبادرة”. وتابع قائلاً: “إن سقطت الأحياء الشرقية فلن تكون الغوطة بمأمن، وستصبح في وضع لا تُحسد عليه، وهذا هو هدف النظام الأساس من هذه الحملة”.
دخلت الحملة على الأحياء الشرقية للعاصمة شهرَها الثالث، واستخدمت فيها قوات النظام كافة أنواع الأسلحة، بما فيها المحرّم دوليًا، للسيطرة عليها وطرد مقاتلي المعارضة من داخلها، وأكد ناشطون، من القابون، استخدامَ غاز الكلور مرتين على الأقل ضد حي القابون.
من جهةٍ أخرى يرى البعض أن الخلاف والانقسام الفصائلي يلعب دورًا بارزًا في ما وصلت إليه الأمور شرق العاصمة، وربما سيقود، في حال عدم توحيد الجهد، إلى خسارة آخر معاقل الثورة في محيط دمشق، الغوطة الشرقية.
وقال الناشط أبو محمد الدمشقي لـ (جيرون) “ما وصلت إليه الأمور في الأحياء الشرقية هو نتيجة إجرام النظام وروسيا؛ فالغارات والصواريخ التي انهالت على المنطقة تكفي لتدمير مدنٍ ضخمة لا مساحة جغرافية ضيقة، فيها العشرات من المقاتلين، وهو أيضًا نتيجة الخلاف والانقسام بين الفصائل العسكرية التي إن لم تدرك أن الوضع الآن يتطلب توحيد الجهد فستصبح جميعها في إدلب أو في مكان آخر، ما تبقى من ريف دمشق في خطر حقيقي، والحل الوحيد، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، هو عمل موحد لجميع الفصائل يقلب المعادلة ويقطع الطريق على سيناريو مرعب لتغيير ديموغرافية العاصمة تغييرًا كاملًا”.
في المقابل ترى وجهات نظر أن المعادلات في العاصمة مرتبطة بتفاهمات إقليمية دولية، تقضي بأن تكون دمشق خاليةً من أي معاقل للمعارضة المسلحة، يتقاسم النفوذَ فيها الروس والإيرانيون، وهو ما أكده أحد قادة (اللواء الأول) العامل شرق العاصمة، في تصريح سابق لـ(جيرون) إذ أوضح “أن ترتيبات إقليمية دولية، بين بعض الأطراف الفاعلة في الملف السوري، تقضي بإنهاء الثورة في محيط دمشق، وجعلها (آمنة) تحت السيطرة الكاملة للنظام بإشراف الروس ودعم الإيرانيين”.
تجدر الإشارة إلى أن المعارك في شرق دمشق ما تزال متواصلة على جبهات حي القابون، وبساتين حي برزة وشارع الحافظ، تزامنًا مع استهداف المنطقة بأكثر من 10 غارات جوية، وبعشرات صواريخ أرض-أرض، والخراطيم المتفجرة وقذائف المدفعية.
[sociallocker] [/sociallocker]