نظام الأسد يضرب فصائل المعارضة التي تقاتل "تنظيم الدولة" بالقلمون.. وهذا أبرز ما يخشاه من تقدمها


يقلق تقدم المعارضة في القلمون الشرقي، نظام بشار الأسد، الذي استغل انشغالها في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بمنطقة القلمون في ريف دمشق، وهاجمها من جهة السويداء، في محاولة منه لوقف تقدمها وتشتيت صفوفها.

وقال "جيش أسود الشرقية" أحد أبرز فصائل المعارضة التي تخوض المعارك في القلمون الشرقي ضد "تنظيم الدولة"، إن "قوات النظام تحاول اقتحام مناطق أسود الشرقية في ريف السويداء الشرقي، مستغلة معركة أسود الشرقية مع تنظيم داعش الإرهابي في منطقة أبو الشامات".

وأشار "أسود الشرقية" في حسابه على موقع "تويتر" إلى أنه أصبح يخوض جبهتين في وقت واحد، الأولى ضد "تنظيم الدولة" بالقلمون، والثانية ضد النظام في ريف السويداء.

ويأتي ذلك فيما تواصل المعارضة تقدمها في معركة "سرجنا الجياد لتطهير الحماد"، هادفة إلى طرد مقاتلي "تنظيم الدولة" من القلمون الشرقي وبادية الشام، وخسر التنظيم في هذه المعركة مساحات كبيرة كان يسيطر عليها، ويقتصر وجوده حالياً في نقطتين بالقلمون الشرقي وأخرى في منطقة محسة القريتين بالقرب من البادية السورية، وفقاً لما ذكره الصحفي من منطقة القلمون خالد محمد في تصريح لـ"السورية نت".

وأشار أن المناطق التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم هي نقاط رصد استراتيجية وتعد أحد المنافذ باتجاه بادية الشام.

وأرجع محمد سبب هجوم النظام على مواقع المعارضة في ريف السويداء، إلى تخوف النظام من نجاح المعارضة في كسر الحصار المفروض على القلمون الشرقي، وتحقيق وصل جغرافي مع قوات المعارضة في منطقة بئر محروثة الواقعة على الحدود مع الأردن، حيث تتواجد فصائل المعارضة هناك بقوة، وتمتلك إمدادات جيدة.

وفي تصريح سابق لـ"السورية نت"، قال"أبو البراء" أحد القادة في قوات الشهيد "أحمد العبدو"، وهي أحد فصائل المعارضة المشاركة في المعركة، أثناء حديثه لـ"السورية نت" إن معركة "سرجنا الجياد لتحرير الحماد" هي المرحلة الأولى من سلسلة معارك في المناطق وسيكون هناك مراحل أخرى.

وأضاف "أبو البراء" بأن المرحلة الثانية تهدف لاستعادة السيطرة على بادية تدمر، بينما تهدف المرحلة الثالثة لاستعادة السيطرة على البوكمال ودير الزور بالكامل.

ويبدو أن التخوف الأكبر لدى النظام من تقدم المعارضة في القلمون الشرقية هو احتمال تمكّنها من فك الحصار عن الغوطة الشرقية فيما لو واصلت تقدمها بالقلمون الشرقي، وسيطرت على المناطق الفاصلة بين المنطقتين. ويقول الصحفي محمد لـ"السورية نت" إن النظام وخلال وجود "تنظيم الدولة" في القلمون، كان يقصف بشكل ممنهج مواقع المعارضة في الجبل الشرقي ومنطقة البترا.

ويهدف النظام من إضعاف المعارضة في القلمون الشرقي إلى استنزافها ومنع أي محاولة لها للتقدم نحو المناطق المحاصرة في ريف دمشق، فضلاً عن أن النظام وروسيا يحاولان احتكار قتال "تنظيم الدولة" في منطقة البادية وريفي حمص ودمشق، لتدعيم دعايتهما في "مكافحة الإرهاب" بالمنطقة الحيوية من سوريا.

وأعلن "أسود الشرقية" خلال الساعات الماضية عن خوض المعارك مواجهات ضد "تنظيم الدولة" في محيط منطقة محسة، التي لو خسرها التنظيم سيفقد موقعاً عسكرياً هاماً ستضاف إلى خسارته لمنطقة العليانية الاستراتيجية التي تشكل صلة وصل بين ريف حمص، والبادية، وريف دمشق، ومعبر التنف.

وفي تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، قال الناطق باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس، إن "الجيش الحر حقق تقدماً كبيراً ومهماً في الأيام الأخيرة في معركته ضد داعش في القلمون الشرقي"، مشيراً إلى أنّه استطاع انتزاع ما يقارب 9 آلاف كيلومتر مربع، بين انسحابات ومعارك، خلال الأسابيع الأخيرة في منطقتي القلمون الشرقي والبادية.

وفيما أكّد أن التقدم على خطّ منطقة المحسا الاستراتيجية مستمرا توقّع إعلان السيطرة عليها في الأيام المقبلة إذا استمرت المعارك تسير بالشكل المخطط لها، وفق قوله.

ولفت إلى أن النظام وبعدما كان طوال ثلاث سنوات عازفاً عن قصف مناطق التنظيم في القلمون الشرقي عمد في الأيام الماضية على قصف المناطق التي سيطر عليها "الجيش الحر"، مضيفا: "هذا القصف يأتي لصالح التنظيم في المناطق التي لا مصلحة للنظام أن يتقدم الحر فيها".

ومن أبرز  المناطق التي سيطرت عليها المعارضة في القلمون الشرقي: "تل دكوة، وبئر القصب شمال غرب السويداء، التابعة إداريًا لريف دمشق، وقرى شنوان، وبسطرة، والقصر، والساقية، إضافة إلى العديد من التلال الاستراتيجية التي تعتبر مداخل منطقة القلمون الشرقي".

وشكلت سيطرة فصائل المعارضة السورية على منطقة بئر القصب، في ريف السويداء (جنوب سوريا)، نقطة تحول في مسيرة المعارك، حيث تقع هذه المنطقة ، وفق سعد الحاج مدير المكتب الإعلامي لجيش "أسود الشرقية" قرب مطار دمشق الدولي (تبتعد عنه مسافة 20- 27 كيلومترا مربعا)، وبعض المطارات المحيطة مثل مطار الضمير.

يشار إلى أن فصائل من المعارضة السورية أعلنت في 18 مارس/ آذار 2017، بدء معركتها ضد "تنظيم الدولة" في القلمون الشرقي، ضمن غرفة عمليات "الحماد السوري"، و"بادية القلمون"، ويشارك في المعارك الدائرة: "جيش أسود الشرقية، وقوات الشهيد أحمد العبدو، ولواء شهداء القريتين، وجيش مغاوير الثورة، وجيش أحرار العشائر".




المصدر