الاغتيالات تربك "تنظيم الدولة" في دير الزور.. فما الذي يحصل؟


أكدت المعلومات الواردة من المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور، تسجيل حالات قتل لعدد من عناصر التنظيم ونشاط في حركة الاغتيالات.

وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من جانب آخر، تزايد حالات الإعدام المنفذة من "تنظيم الدولة" في مدينة البوكمال شرق دير الزور، ومدن وبلدات أخرى داخل المحافظة لعناصر بتهمة "الخيانة"، والتعامل مع "أعداء الدولة".

وأعلن "مكتب دير الزور الإعلامي" في هذا الإطار، أن عمليات الاغتيال شملت أمس الثلاثاء نساء أيضاً، حيث تم العثور على جثة امرأة عراقية مقتولة بالرصاص في منطقة الحزام الأخضر على أطراف مدينة البوكمال الجنوبية، مشيرين إلى أنه من المرجح أن تكون الجثة لزوجة نائب "والي الفرات".

هذا الأمر دفع بعدد من الصفحات والشبكات المعنية بشؤون المحافظة إلى تسليط الضوء على هذه الحوادث، وقالت صفحة "ملتقى أبناء محافظة دير الزور" في هذا الإطار: "تفيد الأخبار الواردة من محافظة دير الزور بتراجع سطوة تنظيم الدولة، يترافق ذلك مع تزايد عمليات الاغتيالات التي تطال عناصر التنظيم في مناطق مختلفة من المحافظة".

وأضافت أن العديد من المراقبين يتوقعون أن  "تزداد هذه الاغتيالات وربما تتطور إلى حركات تحرر، مدعمين توقعاتهم هذه بانعدام الحاضنة الشعبية للتنظيم في المحافظة، وحالة الاستياء التي يضمرها أبناء المحافظة لممارسات التنظيم خلال فترة سيطرته على المنطقة".

وتابعت الصفحة المعارضة: "هناك ثأر متجذر بين التنظيم وبين عدد كبير من أبناء المحافظة بعد قيام التنظيم بعمليات إعدام لأفراد من هذه العشائر ، بل ووجود حالات القتل الجماعي والتهجير القسري وسلب الممتلكات".

وختمت رؤيتها حول هذا الموضوع بالقول: "أيام التنظيم في المحافظة لن تطول، وربما يسبق أبناء المحافظة جميع الأطراف التي تسعى لطرد التنظيم من المحافظة".

الصحفي أحمد يساوي وهو من أبناء دير الزور، قال لـ"السورية نت"، إنه "من خلال متابعة الأخبار المتواترة من دير الزور، بات واضحاً أن تنظيم الدولة يعاني كثيراً ويعيش أياماً صعبة، فالجبهات كلها مشتعلة سواء مع النظام أو مع المليشيات الكردية على أطراف الحسكة، أو حتى في بادية البوكمال".

وبين يساوي، أن "الأهم من كل ذلك، هناك عمليات نوعية يقوم بها التحالف، وهناك إنزالات يقال إنها لإخلاء لبعض العملاء من القيادات، أو حتى اعتقالات لأشخاص مهمين بالتنظيم".

ورأى يساوي، أن كل هذا الأحداث جعلت أبناء المنطقة على يقين أن "تنظيم الدولة" يعيش "حالة فوضى وتخبط وضعف لذلك بدأت تظهر بعض الاغتيالات لكوادره هنا وهناك، دون أن يتخذ التنظيم أي إجراء، كما كان يحدث مؤخراً".

وشدد يساوي، على أن التنظيم "لا يملك حاضنة شعبية، كما أن لأبناء المنطقة ثارات كبيرة لدى التنظيم الذي نكل بشكل متوحش بإخوانهم وأبناء جلدتهم، وعلى رأس تلك الجرائم مجزرة الشعيطات ومجرزة البوكمال، وإعدام عدد من قادة وإعلاميي الثورة في المدينة".

وتابع: "هذه الأحداث لازالت حاضرة عند أبناء المنطقة، وينتظرون اللحظة المناسبة لينقضوا على التنظيم، وأعتقد أنه إذا سارت العمليات العسكرية للتحالف نحو التصعيد، فإننا سنشهد انهيارات كبيرة للبنية الأساسية للتنظيم، وقد تجري الأمور بشكل لا يتوقعه أحد".

وسيطر "تنظيم الدولة" على أغلب محافظة دير الزور منذ منتصف يونيو/ حزيران 2014، فيما عدا بعض الأحياء في غرب وشرق مدينة دير الزور، إضافة إلى لواء عسكري ومطار حربي.

ويحاصر التنظيم ما تبقى من مناطق خارج سيطرته وخاضعة لقوات النظام في دير الزور منذ نحو عامين ونصف، وشن عدة هجمات خلال هذه الفترة محاولاً السيطرة على كامل المحافظة.




المصدر