‘بسبب مقابلة بشار الأسد: فرانس برس تهدد بمقاضاة تلفزيون الأورينت!’
26 أبريل، 2017
المصدر – خاص
مازالت تداعيات مقابلة وكالة الصحافة الفرنسية الأخيرة مع رأس النظام السوري بشار الأسد، والتي أتت بعد مجزرة الكيماوي الرهيبة في خان شيخون بريف ادلب، والتي أعلن وزير الخارجية الفرنسي اليوم دلائل دامغة على ارتكاب نظام الأسد لها، ما تزال هذه المقابلة تشكل أزمة حقيقية للوكالة، وللصحفي الفرنسي سام كتيسمان الشهير في بيروت بـ (سامي كيتس) المتهم بالانحياز السافر لنظام الأسد، وارتباطه بصداقة مع بثينة شعبان.
وقد علم موقع (المصدر) أن الفيديو الانتقادي الذي أنجزه قسم (تيلي أورينت) المختص بالإعلام الجديد في تلفزيون الأورينت، حول هذه المقابلة وأداء صحافة فرانس برس في الشأن السوري، قد أثار غضب الوكالة التي هددت تلفزيون الأورينت باللجوء للقضاء إن لم تسحب هذا الفيديو الذي اعتبرته ” إضرارا بمصالح الوكالة ” و” تشهيرا بأحد صحافييها ” وخصوصاً أن الفيديو وصل لأكثر من نصف مليون مشاهد خلال أقل من أسبوع على نشره.
وقد حصل (المصدر) على صورة من الكتاب الموقع باسم السيد كريتسيان شيز، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الصحافة الفرنسية الذي جاء فيه
” لفت انتباهنا أن صفحة “فيسبوك” التابعة لتلفزيون أورينت، من مجموعة غسان عبود، نشرت شريط فيديو هو عبارة عن تركيب صور مأخوذة من مواضيع سوريا، أعدها قسم الفيديو في وكالة فرانس برس.
وشريط الفيديو هذا موجود منذ 18 نيسان / إبريل 2017، ويشكل انتهاكا فاضحا لحقوق النشر، ويضر بمصالح وكالة فرانس برس، كونكم لا تملكون حقوق نشر هذه المقاطع المصورة، كما أن الشريط يشكل بحد ذاته حملة تشهير غير مقبولة بوكالة فرانس برس وبأحد صحافيينا الذي يظهر بشكل متكرر، ويستهدف بكلام ينطوي على إيحاءات عنصرية”
وينتهي الكتاب إلى التهديد باللجوء إلى القضاء إذا لم يتم حذف الفيديو بالقول:
“نطلب منكم بإلحاح سحب هذا الشريط من صفحة TELE ORIENT على فيسبوك ومن أي حساب آخر لكم على مواقع التواصل الاجتماعي، كحد أقصى الأربعاء 26 نيسان / إبريل 12:00 بالتوقيت المحلي )8:00 ت غ(ونحتفظ بحقنا فينقل القضية إلى محامينا وإلى القضاء الإماراتي. إن نشر هذا الشريط يدل على غياب مؤسف لأي أخلاقيات إعلامية، ولا يشرف محطتكم التلفزيونية ولا مجموعتكم “.
وقد تواصل موقع (المصدر) مع تلفزيون الأورينت، الذي أكدت إدارته أنها لن يستجيب لتهديد الوكالة ولن يحذف الفيديو.. وأن الرد الذي أرسل للوكالة هو التالي:
السيد كريستيان شيز / وكالة الصحافة الفرنسية
وصلنا منكم يوم 25نيسان –أبريل 2017 رسالة تتعلق بفيديو منشور على صفحة فيسبوك تابعة لمجموعة أورينت، فيديو يتضمن نقداً لتغطية وكالة الصحافة الفرنسية للشأن السوري، وخاصة المقابلة التي أجرتها الوكالة مؤخراً مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
الرسالة تزعم أن الفيديو يشكل انتهاكاً فاضحاً لحقوق النشر، ويضر بمصالح فرانس برس، ويشكل تشهيراً بالوكالة، وبصحفي يعمل فيها، وتطالب بسحب الفيديو تحت طائلة اللجوء إلى القضاء. وتختم الرسالة بشتائم من نوع “غياب مؤسف لأي أخلاقيات إعلامية” و “لا يشرفكم ” .
السيد شيز
أولاً– أورينت لم تنتهك حقوق النشر في الفيديو محل الموضوع :
١– لأن المقاطع التي أخذناها من وكالتكم قصيرة للغاية، تتراوح ما بين 4 و8 ثوان، وهو ما يتسامح العرف الصحفي باستخدامه على سبيل الاقتباس دون إذن.
٢– لأن المقاطع نشرت مع لوغو وكالة الصحافة الفرنسية، وبعد التنويه مراراً وتكراراً أنها صور للوكالة.
٣– المقاطع لم تستخدم في معرض الاستثمار التجاري ولا التوظيف الإخباري، وإنما في معرض التعليق على أداء الوكالة، في برنامج ناقد وساخر، وهو أمر شائع جداً في الإعلام الجديد، ومقبول في تقاليد المهنة، لا بل إنه يعتبر أحد أهم أشكال ممارسة حرية التعبير والرأي.
٤– مصدر المقاطع هو صفحة الوكالة المفتوحة للجميع، وهي تنشر الفيديوهات بنوعية غير صالحة للبث التلفزيون الإحترافي. إذن نحن لم نأخذ المقاطع من مصدر مخصص لزبائن وكالة الصحافة الفرنسية، ولم نأخذها بنوعية احترافية مخصصة للبيع.
٥– لم يكن من الممكن طلب الإذن من وكالتكم لاستخدام المقاطع، لأنكم كما هو واضح من رسالتكم، تريدون حرماننا من حق (وواجب) كشف أخطاءكم الجسيمة بحق شعب بأسره. ولأن تجاربنا السابقة مع وكالتكم، تؤكد سدكم لكل أبواب الحوار أو التعامل بمهنية. فقد رفضت وكالتكم الرد سابقاً على عشرات الاتصالات الهاتفية التي طلبنا فيها توضيحات لأخباركم، أو طلبنا فيها منكم التعليق على خبر نشرتموه. أكثر من ذلك، وفي تاريخ٥ / ٥ / ٢٠١٤ توجه مندوب مجموعة أورينت إلى مقر الوكالة في باريس، طالباً التعليق على خبر مختلق نشرته الوكالة، فلم يتم استقباله. وعندما أخبر مندوبنا الشخص الوحيد الذي تحدث إليه من وكالتكم، بأن تلفزيون أورينت سيتحدث عن أخطاءكم بغيابكم طالما أنكم ترفضون التعليق على هذه الأخطاء، كان الرد : افعلوا ما تشاؤون.
ثانياً : لم تكن أورينت وحدها التي انتقدت المقابلة التي أجرتها وكالتكم مع رأس النظام السوري، وإنما فعل ذلك العديد من وسائل الإعلام والشخصيات البارزة، وعلى رأسها وزير الخارجية الفرنسي، وقناة سي إن إن التي رفضت بث المقابلة واعتبرتها تساهلاً ومشاركة في نشر دعاية لسفاح متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واعتبرت أداء صحفي وكالتكم غير مهني، ومروج لسفاح ارتكب قبل أيام فقط جريمة استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد مدنيين.
ثالثاً : أداء وكالة الصحافة الفرنسية في الشأن السوري، يتعرض منذ وقت طويل، ومن جهات عديدة، من بينها مجموعة أورينت، لانتقادات لاذعة، وهي انتقادات لدى ملايين السوريين أسباب حقيقية لتصديقها. نكتفي بتذكيركم بمثال واحد، وإن كان لدينا عشرات الأمثلة الأخرى الموثقة :
بتاريخ ٤ / ٥ / ٢٠١٤ نشرت وكالة الصحافة الفرنسية مجوعة أخبار كاذبة وملفقة من بينها “أن المسحيين في سورية يصلبون إذا رفضوا إعلان إسلامهم” و “أن مسلمين سوريين يقطعون رؤوس المسيحيين، ثم يلعبون بها كرة القدم” و “أن مسلمين سوريين عللقوا أجنة مسيحيين من حبالهم السرية على الأشجار في بلدة معلولا“. وفي نفس اليوم كتبت وكالة الصحافة الفرنسية العبارة المنحازة والمضللة التالية “في وقت يرتكب فيه الجميع مجازر في سورية، يفضل المسيحيون السوريون نظام أسد العلماني“.
هذه سلسلة من الأخبار الكاذبة التي بثتها وكالتكم في يوم واحد، ولدينا مثلها الكثير جداً، وهي أخبار مختلقة كلياً، ولا أساس لها على الإطلاق، لا تتجرأ حتى وسائل إعلام النظام الإبادي الأسدي على نشر مثلها.
تعلمون يا سيد شيز أن الشعب السوري يتعرض لجرائم إبادة، ولا أظنكم تتوقعون منا أن نسكت على من يروج مرتكب هذه الجرائم. إن انتقاد العمل الصحفي لوكالات الأنباء، حق مصان بالقوانين والدساتير في كل دول العالم.
رابعاً : ما ذكرتموه عن إيحاءات عنصرية مزعومة بحق صحفي وكالتكم، هي مجرد عبارة وردت في سياق ساخر وهزلي، لم يقصد بها فريقنا الإساءة لأي انتماء كان، ومع أن العبارة المستخدمة مقبولة وشائعة الإستخدام في هذا النوع من البرامج، فإن إدارة القناة تعاملت معها بطريقة تدل على عدم تسامحها مع أي كلمة يمكن أن تفسر بصورة تسيء لفئة من الناس.
خامساً : إنه لمن المضحك المبكي أن تقدم وكالتكم لأورينت دروساً في الشرف وأخلاقيات المهنة، فها نحن نرد على رسالتكم المتعالية والعدوانية والمهددة، فور وصولها إلينا، بينما رفضت وكالتكم الرد على عشرات الاتصالات الهاتفية، ورفضت مجرد التحدث إلى موفد أورينت عندما توجه إلى مقر الوكالة في باريس للحصول على شرح لأخبار نشرتها الوكالة وفيها اعتداء وإهانة لشعبنا، وفيها وقوف صريح إلى جانب سفاح قتل حتى الآن مئات ألوف المدنيين. من المضحك المبكي أن تقدم جهة، من الثابت أنها تحابي سفاحاً، دروساً في الآخلاق، لجهة من الثابت أنها صوت ضحايا هذا السفاح.
أخيراً :
نؤكد لكم أننا لن نحذف الفيديو، ومستعدون للذهاب إلى القضاء، ويشرفنا أن نكون بمواجهتكم في ساحات العدالة.
مجموعة أورينت الإعلامية
[sociallocker] [/sociallocker]