السمَنية
26 نيسان (أبريل - أفريل)، 2017
حافظ قرقوط
السمَنيّة كلمة تعني، في اللغة السنسكريتية، الباحث، وهي تطلق على إحدى الحركات الصوفية التي ظهرت في الهند، ويعود تاريخها إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.
والسمنية كلمة معربة، وكانت تلفظ بالشرَمَنَة أو الشمَنية، حسب اللغة البالية التي اشتُقت منها، لوصف هذه الجماعة، وقد رأى بعض الباحثين أنها مرادفة للديانة البوذية، وبعض الجماعات الهندوسية المتنسكة.
ونسب بعضهم تسميتها بالسمنية إلى بلدة سومنات الواقعة، في خراسان بالهند، حيث كانت نشأتهم.
ويقول ابن النديم، في كتابه “الفهرست”: إن أكثر سكان ما وراء نهر الفرات كانوا يتبعون هذا المذهب، قبل الإسلام.
ويعرفهم البيروني في كتاب “الهند” بأنهم أصحاب البد، أي البوذيون، حيث كانت الديانة السائدة من حدود بلاد الشام في الموصل مرورًا بالعراق إلى دولة فارس حتى خراسان، وذلك قبل ظهور دعوة “زرادشت” إلى المجوسية التي انتشرت في تلك المنطقة وتراجعت السمنية إلى الشرق، حتى انتشار الإسلام في تلك البلاد في آسيا الصغرى، إلا أن البعض يرى أن السمنيّة مذهبٌ، سبق البوذية وكان مقدمة لها.
لا تلتزم هذه الفرقة بطقوس تعبّد محددة، ولا يوجد لديها نصوص تستند إليها، وهم يؤمنون بما تدركه الحواس الخمس فحسب، ولا يؤمنون بالغيبيات مهما كانت، والحواس بالنسبة إليهم تعطي الحقائق التي يمكن إدراكها ومعرفتها، ومنهم جماعة تؤمن بتناسخ الأرواح، وأخرى تنكر ذلك.
ولأتباع مذهب السمنية “نبي” اسمه بوداسف، ولكنه ليس محصورًا بشخص محدد، وإنما هو اسم مشتق من “بوديساتوا”، أي “الكائن المستنير” كما يصفه البوذيون، وهو الذي يتمتع بدرجة عالية من “الرقي الروحي”، ولكنه لم ينفصل عن الناس، بل بقي قريبًا وملاصقًا لهم، يعمل على تحريرهم من معاناتهم.
[sociallocker] [/sociallocker]