أردوغان سيعرض على ترامب استعداد أنقرة للمشاركة بمعركة الرقة.. ويتوقع صفحة جديدة من العلاقات مع أميركا


قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إنه سيسعى لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما الشهر المقبل، بأنه يجب الاستعانة بقوات تدعمها أنقرة، لاستعادة مدينة الرقة معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، بدلاً من ميليشيات كردية تعتبرها تركيا تهديداً إرهابياً، مبدياً استعداده لفتح صفحة جديدة مع أمريكا.

وأشار أردوغان أن الدعم الذي تقدمه واشنطن لميليشيا وحدات "حماية الشعب" الكردية يضر "بروح التضامن" مع تركيا، لكنه يعتقد أن العلاقات قد تشهد فتح صفحة جديدة في عهد ترامب الذي سيلقاه في أواسط مايو/ أيار المقبل للمرة الأولى منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

وتشعر تركيا باستياء للدعم الأمريكي للميليشيات الكردية، التي تعتبرها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) شريكاً يمكن الاعتماد عليه في سوريا، لكن أنقرة تعتبرها قوة معادية على صلة بحزب "العمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية.

كما تبدي أنقرة اعتراضها على مشاركة وحدات "حماية الشعب" في هجوم مزمع تقوده الولايات المتحدة لاستعادة الرقة، وهي عملية تسعى أنقرة منذ وقت طويل للانضمام إليها.

وقال أردوغان في مؤتمر عن الطاقة في اسطنبول: "لماذا نطلب العون من منظمات إرهابية؟ نحن موجودون (...) تركيا وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والجيش السوري الحر يمكنهم جميعا القضاء عليهم (تنظيم الدولة الإسلامية). هذا ليس بالأمر العسير علينا". وأضاف "أعتقد أن بوسعنا تحقيق هذا وسأخبر ترامب بذلك."

وتخشى أنقرة من تأسيس منطقة يسيطر عليها الأكراد على حدودها الجنوبية تعتقد أنه يمكن استغلالها لدعم التمرد داخل تركيا وتعزيز طموحات إقامة دولة كردية تضم أراضي تركية، تسعى إلى وضع نهاية لأي مشاركة كردية عسكرية في منطقة غرب الفرات.

كما تبدي أنقرة والمعارضة سوريا مخاوف من "إقليم انفصالي كردي" عن سوريا.

"ممر إرهابي"

وتوترت علاقات أنقرة مع واشنطن في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ويأمل مسؤولون في أنقرة في تحسن العلاقات في عهد ترامب. وقال إردوغان "أرى مؤشرات على أن ترامب سيظهر موقفا أكثر حسماً في محاربة الإرهاب ووضع نهاية لإرهاب الدولة في سوريا".

وتصب واشنطن الجانب الأكبر من تركيزها على هزيمة "تنظيم الدولة"، بينما قالت تركيا مراراً إن الأسد هو السبب الرئيسي في تأزم الأوضاع بسوريا منذ ست سنوات وإنه يجب الإطاحة به.

وفي سياق متصل، قال أردوغان إن الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا، تعرضت لقصف كثيف بنيران المورتر من ميليشيا وحدات "حماية الشعب الكردية خلال اليومين الماضيين وأن القوات التركية ترد على ذلك"، مضيفاً: "لن نسمح بإقامة ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية."

ومن جهة أخرى، وكرر أردوغان أنه يتوقع من الولايات المتحدة اعتقال وتسليم الداعية "فتح الله غولن" الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/ تموز الماضي.

وقال أردوغان أن تمكن غولن المقيم في بنسلفانيا "من الاستمرار في مزاولة نشاطاته بحرية (...) يثير استياءنا بشدة". وسيكون هذان الملفان بين المواضيع الرئيسية التي سيتم بحثها بين أردوغان وترامب خلال اللقاء المقبل بينهما.

وقال: "ما ننتظره هو أن يدرك (الأمريكيون) مدى المخاطر التي نواجهها وأن يظهروا تضامنا".




المصدر