أميركا «تفرض تهدئة» بين تركيا وأكراد سورية


فرض نشر الولايات المتحدة جنوداً وآليات على شريط حدودي في أقصى شمال شرقي سورية تهدئة للتوتر المتصاعد بين الجيش التركي و «وحدات حماية الشعب» الكردية، لكنها بدت تهدئة موقتة في ضوء التهديدات المتكررة من أنقرة بشن عملية تستهدف الأكراد السوريين. وحذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً أمس، الإدارة الأميركية من تحالفها مع الأكراد في الحرب ضد «داعش»، قائلاً إن ذلك «يجب أن ينتهي»، مشيراً إلى أنه سيسأل الرئيس دونالد ترامب عندما يلتقيه هذا الشهر عن رفع شارات «وحدات حماية الشعب» على آليات أميركية نُشرت على الحدود السورية- التركية.

وفي ظل استمرار التوتر الكردي- التركي في شمال سورية، تواصل الاقتتال بين فصائل الغوطة الشرقية لدمشق لليوم الثالث أمس. وتعهّد «جيش الإسلام» القضاء على «هيئة تحرير الشام»، وهي الاسم الجديد لتحالف «جبهة النصرة» وجماعات أخرى، ووصفها بأنها «زمرة آثمة»، فيما نجحت قواته في طرد «الهيئة» وفصيل آخر هو «فيلق الرحمن» من العديد من معاقلهما في الغوطة. وأوقع الاقتتال الدائر بين هذه الفصائل قرابة مئة قتيل، فيما سُجّل سقوط ما لا يقل عن 12 جريحاً أمس، في إطلاق الرصاص على آلاف المتظاهرين الذين خرجوا لليوم الثاني في الغوطة للمطالبة بوقف القتال. وتم أول من أمس أيضاً إطلاق الرصاص على المحتجين، ما أوقع جرحى بينهم.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «جيش الإسلام» سيطر على مواقع «فيلق الرحمن» في منطقة مزارع الأفتريس شرق دمشق، فيما تواصلت الاشتباكات بينهما على أطراف مدينة سقبا وبلدة جسرين واستخدمت فيها «الأسلحة الثقيلة». وأعلن «جيش الإسلام» في بيان، أنه قضى أيضاً على قرابة 70 في المئة من مجمل قوة «النصرة» في غوطة دمشق.

على صعيد آخر، قال الرئيس أردوغان الأحد إنه سيسأل الرئيس دونالد ترامب عن لقطات الفيديو والصور الفوتوغرافية التي أظهرت رايات «وحدات حماية الشعب» الكردية مرفوعة على قافلة أميركية في شمال سورية. وأظهرت لقطات فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات أميركية تعزز وجودها على الحدود التركية- السورية، بعد تصاعد التوترات بين القوات التركية و «الوحدات» الكردية قرب الحدود السورية.

وأضاف أردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول أمس، أن الولايات المتحدة «ينبغي أن توقف» تعاونها مع «وحدات حماية الشعب»، ملوحاً للمرة الثانية في يومين بشن عملية «خاطفة» ضد هذا التنظيم المتهم بالإرهاب.

وقال تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يهيمن عليه الأكراد والمدعوم من الولايات المتحدة، أمس، إنه حقق تقدماً كبيراً في الطبقة، وهي بلدة استراتيجية تتحكم في أكبر سد في سورية، ضمن حملة «غضب الفرات» الهادفة إلى طرد تنظيم «داعش» من معقله في الرقة. وأكدت «قوات سورية الديموقراطية» في موقعها على الانترنت أنها «حررت 6 حارات جديدة في مدينة الطبقة من إرهابيي داعش»، مشيرة إلى طرد التنظيم من «حارة المهاجع، البوسرابة، أبو عيش، الكنيسة الأشورية، الكسارة، المسحر». وتوضح خريطة وزعتها «سورية الديموقراطية» أن «داعش» لم يعد يسيطر سوى على قسم صغير من شمال الطبقة.



صدى الشام