بدوي سوري يشغل مرشح الرئاسة الفرنسية!

أشار المرشح للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون عن حزب "إلى الأمام" أثناء حملته الانتخابية إلى شخصية فرنسية من أصل سوري يدعى محمد الطراد.

وجاءت الإشارة في مستهل مقارنته بين أخوين فرنسيين أصليين ينتميان إلى "داعش" قاما بأعمال إرهابية ضد فرنسا، وبين محمد الطراد الملياردير السوري من بدو الرقة، والذي وصل إلى فرنسا طالباً صغيراً عمره ١٧ عاماً، ليصبح واحداً من أهم رجال الأعمال الفرنسيين بفضل مثابرته وجهده الشخصي.

 من هو محمد الطراد الذي تحدث عنه ماكرون؟

وصل محمد طراد إلى فرنسا، قبل 46 سنة وكان عمره 20 عاماً، دون أدنى معرفة باللغة الفرنسية لكنه تمكن منها وتابع دراسته الجامعية رغم عدم توفر النقود لديه، ليصبح بعدها على رأس شركة دولية رائدة في ميدان السقالات، ويدخل قائمة أثرياء العالم من بابها الواسع ويمتلك نادي لرياضة الركبي مونبليه ضمن شراكة في ملكيته.

ونال محمد الطراد، الذي يرأس شركة صناعية مهمة في مونبلييه بجنوب فرنسا، الجائزة العالمية للمقاول لعام 2015، والتي تمنح من قبل ديوان "أو إيغريغ"، وهي أول مرة يحصل فيها فرنسي وعربي على هذه الجائزة المرموقة، كما مثَّل الطراد فرنسا في مسابقة شارك فيها 53 بلداً، وتنافس فيها أكبر المقاولين العالميين ورؤساء الشركات.

يدير الطراد اليوم شركة للسقالات تحتل الريادة في الميدان أوروبيا، وقصته في مجال الأعمال بدأت من فرنسا التي وصلها سنوات السبعينات، لمتابعة دراسته.

ومن اللافت، أن الطراد يجهل يوم ميلاده، لأن أسرته والتي تنتمي إلى البدو الرحل لم تستطع استخراج قيد ميلاد له عند الولادة.

اشتغل الطراد من سنة 1975 إلى 1980 مهندسا لدى شركة "ألكاتيل"، ثم "طومسون" قبل أن ينتقل إلى أبو ظبي للعمل لدى شركة نفطية، ثم بدأ عمله كمقاول منذ سنة 1984 حيث أنشأ شركته الخاصة بفرنسا، التي باعها بعد ذلك بعام.

اشترى بعدها شركة للسقالات (ألواح خشبية أو معدنية تعلق بطريقة تمكن العمال من الوصول إلى الأماكن المرتفعة)، التي شكلت انطلاقة لبناء صرح شركته المعروفة اليوم باسم "مجموعة الطراد".

تعد الشركة اليوم أول مجموعة على المستوى الأوروبي المختصة في السقالات، والتي يوجد مقرها الرئيسي بمدينة مونبلييه بجنوب فرنسا، وتشغل 7300 عاملاً، وحققت رقم معاملات بـ 870 مليون يورو العام الفائت.

وبشرائه لشركة "هيرثيل" الهولندية تتضاعف قيمة شركته إلى 1,6 مليار يورو، وسيصل عدد عمالها إلى 17000 عامل.

الطراد الثري والفاعل الاجتماعي والرياضي

وبعيداً عن مجال الأعمال والتجارة، يهوى محمد الطراد رياضة الكرة المستطيلة أو رياضة الروغبي الشهيرة، وفي 2011 ترأس الطراد نادي مونبلييه، وضخ فيه 2.4 مليون يورو، وقام بإصلاح هيكلي للنادي.

دخل الطراد في عام 2015 إلى قائمة أثرياء العالم التي تنجزها مجلة "فوربس" الأمريكية. وأصبح يحتل المرتبة 1741، وعلق البعض على هذا الترتيب مازحا بكونه من أفقر أغنياء العالم.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، عبر الطراد عن اعتزازه بهذه الجائزة، وقال المقاول الفرنسي السوي الأصل، "ليس محمد الطراد هو الذي فاز، وإنما فرنسا، هذا البلد الرائع الذي أحترمه كثيرا".

يأتي الحديث عن الملياردير الفرنسي السوري الأصل محمد الطراد، قبل أيام من الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إذ يتنافس فيها مرشح الوسط ايمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.