الأهالي يتخلون عن منازلهم لضباط النظام مقابل الخروج من الحصار بدير الزور


مراد الأحمد: المصدر

بات الحل الوحيد أمام أهالي الأحياء المحاصرة في دير الزور للخروج من الحصار وإنقاذ أرواحهم، هو التخلي عن منازلهم لصالح ضباط النظام، في ظل انعدام الموارد المالية للأهالي.

وبعد أكثر من عامين على الحصار الجائر الذي تتشارك به كل من قوات النظام وتنظيم “داعش”، الضحية الوحيدة هم المدنيون الذين لا حول لهم ولا قوة، حيث تم سلبهم وتجريدهم من كل ما يملكون، وتجردت الإنسانية ووقف الجميع عاجزاً عن إنقاذ المئات من العائلات أمام طغيان (الدولتين).

ولم يبقى للأهالي المدنيين أي مورد مالي، فمن كان يملك مدخرات مالية أو مجوهرات اضطر إما لتقديمها كبديل لإطعام أطفاله المحاصرين أو لإخراجهم عبر الطائرات التي غدت تجارية لعناصر وضباط النظام.

“أبو ربيع” أحد الخارجين بشق الأنفس من الأحياء المحاصرة بدير الزور روى لـ “المصدر” كيف اضطر إلى تقديم منزله الكائن في حي القصور بالقرب مدرسة حسان العطرة كمبلغ 6 مليون ليرة سورية لأحد ضباط النظام، لإخراجه وعائلته الذين بدأ يفتك الموت بأجسادهم النحيلة، ليتمكن من الحصول على موافقة لإخراجه عبر الطيران المروحي، من دير الزور إلى مطار القامشلي.

وغدى الاستغناء عن المنازل هو الحل الوحيد المتبقي لخروج الأهالي المحاصرين من مدينة الموت والاضطهاد.

وأشار “أبو ربيع” إلى أنه ليس أول من أقدم على التخلي عن منزله في سبيل الخروج من الحصار، وربما ليس بالأخير، فقد سبق وأن قدّم عدد من المدنيين سندات تمليك منازلهم لبعض ضباط النظام كبديل لإخراجهم عبر طائرات مروحية من الأحياء المحاصرة.

وما يخشاه “أبو ربيع” ليس فقدان منزله الذي، وبحسب تعبيره، استنفذ كل ما يملك خلال أكثر من 25 عاماً لشرائه وكسائه، وإنما ما يخشاه هو فكرة التهجير القسري، واحلال أشخاص من طائفة أخرى وإثنيات مختلفة محل المدنيين الأصليين، وتساءل “إن عدنا يوماً ما هل سنعود إلى منازلنا التي سلبت منا بالإكراه؟”.





المصدر