‘قائد أحرار الشام: لم يبق لنظام الأسد جيش والتدخل الروسي الإيراني سيوسع الصدام خارج سوريا’

7 أيار (مايو - ماي)، 2017

6 minutes

قال أبو عمار القائد العام لحركة “أحرار الشام” – إحدى أكبر فصائل المعارضة السورية – إنه ومنذ ثلاثة أعوام لم يعد هناك جيش لنظام بشار الأسد بمعناه العسكري، بفضل العمليات العسكرية التي قامت بها فصائل المعارضة ضد وحداته.

واعتبر أن “اعتماد النظام على إيران وروسيا حول الثورة من ثورة شعبية ضد نظام مستبد ظالم، إلى مشهد دولي معقد، كما ساهم في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب السوري”.

وأوضح أبو عمار في تصريحات لوكالة الأناضول أن التغاضي الأممي عن الدور الروسي – الإيراني في سوريا سيوسع دائرة الصدام خارج الحدود السورية نتيجة للاطماع التوسعية التي يسعى لها هذا الثنائي.

وأشار إلى أن مجزرة خان شيخون الأخيرة، والتي استخدم فيها النظام غاز السارين المحرم دولياً، أكبر مثال على اعتماد النظام على دعم روسيا له لدرجة استهتاره بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بالمجتمع الدولي بسبب ضمانه استخدام روسيا لـ”الفيتو” لصالحه.

وأكد أن زيادة التوغل الروسي الإيراني في سوريا سيجعل من الحل السياسي أمرا مستبعداً على صعيد الثورة السورية، وعلى صعيد المشهد الإقليمي والدولي. مشيراً إلى أن تشكيلات المعارضة تمكنت من تدميره (الجيش)، وإخراج معظم وحدات النظام العسكرية خارج الخدمة.

وأضاف في هذا السياق: “فاعتمد النظام على الزج بأبناء طائفته في الحرب، والاعتماد الكامل على مليشيات حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، ومليشيات شيعية عراقية وأفغانية وغيرها”. وأضاف: “مع ذلك استطاع الثوار دحر هذه القوى مجتمعة، وتحقيق انتصارات استراتيجية كبيرة، قبل تدخل القوات الروسية الغازية بشكل مباشر، والاعتماد بشكل كبير على سلاح الجو، واستخدام سياسة الأرض المحروقة، مما أدى إلى تقدم النظام في بعض المناطق، إلا أن فصائل المعارضة ما زالت تمتلك زمام المبادرة في عدة مناطق”.

محافظة إدلب

وفيما يتعلق بهجوم محتمل على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، اعتبر أنه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها قوات الأسد هكذا حملات، حيث قامت مطلع الصيف المنصرم بحملة عسكرية وضع فيها النظام والميليشيات الموالية له ثقلهم الأكبر، وقاموا بالتقدم عبر الريف الجنوبي لحلب في محاولة منهم للوصول إلى إدلب إلا أن محاولتهم تلك باءت بالفشل الذريع وتكبدوا فيها خسائر كبيرة.

واستطرد أنه من المتوقع أن يقدم الروس على الأمر نفسه، لكن الجديد هذه المرة أن النظام والروس يلوّحون باستخدام منظمة الميليشيات الكردية التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” بالإضافة الى الميلشيات الطائفية العراقية والإيرانية.

ولفت إلى أن الروس يسعون من وراء ذلك إلى استخدامها كورقة للضغط على منافسيها. وأوضح أبو عمار، أن توسعة نفوذ هذه الميلشيات يهدف إلى السيطرة على الحدود مع تركيا مما يعني الرغبة في إلحاق الأذى بالثورة السورية وتهديد أمن تركيا على حد سواء.

وأكد أن “فصائل المعارضة ستصد العدوان وتفشله في حال وقوعه”. وأشاد أبو عمار، بالدور التركي في الثورة السورية، ووقوف تركيا إلى جانب الشعب مع تخلي القريب والبعيد عنها. معتبراً أن تركيا دفعت ثمن ذلك من خلال سلسة تفجيرات استهدفتها، ومحاولة انقلاب وضغوط من عدة جهات دولية تم افشالها.

واعتبر أن لتركيا الجارة دَين في رقاب الشعب السوري وثورته، ما يجعل العلاقة معها مميزة ويدفع لاتجاه تطويرها. لافتاً أن تركيا دخلت في نقطة تحول مهمة؛ متمثلة بالانتقال إلى النظام الرئاسي مما سيساعدها في تقديم المزيد من الدعم للثورة السورية والمساعدة في رفع الظلم عنه وعن شعوب المنطقة، وفق قوله.

إسقاط النظام 

وأعرب أبو عمار، عن اعتقاده أن “الحرب في سوريا لن تقف قبل إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه وهيئاته، وترك الشعب ليختار مستقبله بنفسه، بما يتناسب مع هويته ومبادئه، في ظل سوريا موحدة، دون ضغوطات ولا إملاءات، وبدونه لا يمكن أن تستقر الأوضاع في البلاد، ولا في المنطقة بأسرها، لأن النظام السوري وداعموه هم أكبر رعاة الإرهاب ومصدريه للعالم بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر”.

وشدد على أن “المعارضة وفي ظل هذا المشهد متمسكة بالثورة ومبادئها التي انطلقت من أجلها ولن يحرف بوصلتها كثرة التدخلات”، معرباً عن رفضه للحلول المطروحة التي تجمع بين متناقضين وتساوي بين القاتل والمقتول.

وأكد أبو عمار، أن “أحرار الشام” تشجع أي اندماج ثوري يخفف من الحالة الفصائلية في الساحة، وتأمل أن تكون خطوة هيئة “تحرير الشام” على هذا النحو، بالرغم اعتراضها على الطريقة والظروف التي تم الإعلان فيها.

ونوه أن عدد من ترك صفوف الحركة وانضم إلى هيئة “تحرير الشام”، لا يتجاوز 4٪‏ من تعداد الحركة، إذ أنه تم تضخيم هذه الأعداد من قبل بعض الجهات الإعلامية بشكل منافي للواقع تماماً، وفق قوله.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]