on
ما الذي سيحدث لو كانت لندن هي حلب؟.. فنان ألماني يسلط الضوء على المأساة في سوريا بطريقة فريدة
ربما لا تشبه مباني مدينة حلب السورية التي تعرضت للقصف وامتلأت جدرانها بالثقوب نتيجة الرصاص ناطحات السحاب في العاصمة البريطانية لندن، لكن كانت هناك قواسم مشتركة ذات يوم بين المدينتين وهو أمر استغله الفنان الألماني "هانز هاك" لتسليط الضوء على واقع ما يجري في سوريا.
فقبل اندلاع الاحتجاجات عام 2011 كانت حلب، مثل لندن في بريطانيا، أكبر مدينة في سوريا وكذلك مركزها المالي. لكن على النقيض من لندن المزدحمة فإن نصف حلب الآن بات مدينة أشباح.
ولتسليط الضوء في أوروبا على المعاناة استخدم فنان عرض المعلومات "هاك" بيانات من أقمار صناعية تابعة للأمم المتحدة تظهر الدمار في حلب ووضع خرائط معادلة للندن وبرلين، مشيراً فيها إلى المناطق التي تعرضت للدمار في مدينة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، في وضع مشابه لما حصل في حلب.
وقال لرويترز: "بالنسبة لي من الصعب فهم ما يعنيه الأمر في الأخبار. مدى حجم الدمار في حلب. أردت أن آخذ هذه المعلومات وأعرضها على شيء أعرفه بشكل شخصي حتى يكون لدي مرجع ما. لذا اخترت برلين ولندن."
وفي هذا الواقع البديل عانت لندن من الدمار ذاته مثل حلب. أحياء بالكامل محيت من على الخريطة بينما تحول قصر بكنجهام والاستاد الأوليمبي وبرج لندن إلى ركام.
ويشبه هذا ما حدث في حلب عندما استعادت قوات نظام بشار الأسد وحلفائها من الروس والميليشيات الإيرانية السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة في ديسمبر/ كانون الأول 2016 حيث كانت المنطقة عبارة عن أطلال.
وتشير التقديرات إلى أن عدد سكان حلب تراجع من مليونين، إلى 1.3 مليون بعد أن بدأ الناس يعودون للمدينة. وقد يؤدي انخفاض مماثل في لندن إلى خسائر بشرية تقدر بنحو 4.3 مليون شخص بين قتيل ونازح.
ويقول "هاك" إنه لا يزال مترددا في المقارنة بين حلب في العصر الحديث والمدينة (لندن) التي دُمرت خلال الحرب العالمية الثانية. وأضاف: "ليست مستعداً مستعدا لعقد مقارنات مع التاريخ لأنني لا أعتقد أن بإمكانك المقارنة بشكل مباشر بين الطرق التي عانى بها الناس. لكنني أستطيع أن أتخيل أن من يتذكرون كيف كان الحال آنذاك (خلال الحرب العالمية الثانية) لا يحتاجون لخريطة مثل هذه."
وكان نظام الأسد وحلفاءه استعادوا السيطرة بشكل كامل على الأحياء الشرقية لحلب، بعد حصارها وتجويع سكانها، فضلاً عن قصفها لأشهر متواصلة بشكل يومي، ما تسببت بسقوط مئات الضحايا، إلى جانب دمار في البنية التحتية قدر بأكثر من 70 في المئة.