وفاة لاجئة سوريّة على أبواب مشفى في لبنان رفضَ استقبالها


 

جسّدت حادثة حادثة وفاة امرأة سوريّة على باب مستشفى لبناني، بعد أن ظلت تحتضر لساعات، مأساةً جديدة من مأسي السوريين في لبنان. ومرة جديدة لعبت مقاطع الفيديو المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في نقل الصورة الواقعية حياة السوريين هناك، ما أجج مشاعر الغضب والاستنكار لدى المتابعين الذين اتهموا المشفى الإسلامي الخيري في مدينة طرابلس بارتكاب جريمة قتل بحق امرأة بريئة بعد رفضه لعلاجها، رغم معرفة القائمين عليه بحالتها الصحية المتدهورة.

وشهدت حسابات لسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي عدّة تغريدات ومنشورات، منها ما شتم المشفى ومنها ما دعا إلى محاسبة القائمين، فيما سلّط آخرون الضوء على الاعتداءات والانتهاكات المتكرّرة بحق اللاجئين السوريين في لبنان.

وكانت الأيام الماضية شهدت انتشار فيديو آخر يسلط الضوء، من زاوية مختلفة، على واقع السوريين في لبنان،  ويظهر فيه شخص لبناني وهو يضرب طفل سوري بعنف ويشتمه بألفاظ بذيئة، ما أثار موجة سخط واسعة.

 

 

رفضوا إدخالها فماتت

وأجمعت التعلقيات عموماً على اعتبار هذه المرأة ضحيّةً جديدة لتعامل اللبنانيين مع اللاجىء السوري، لكن ليس نتيجة العنصرية أوالاعتقال كما جرت العادة، وإنما بفعل انعدام الحس الإنساني، ما جعل المرأة تبقى لساعات على باب هذا المشفى الذي رفض استقبالها وتركها تلفظ أنفاسها الأخيرة ببطئ، بذريعة عدم التأكد من قدرتها على دفع تكاليف العلاج.

وكان مقطع فيديو قصير نُشر بشكل واسع وتداوله السوريون كفيلاً بإظهار ما جرى، حيث بدت المريضة وهي مُلقاة على أريكة مخصّصة للمرضى على باب المشفى، بينما يُحاول ذووها إقناع الأطباء وإدارة المشفى بكل الطرق لإدخالها، غير أن الإدارة اتخذت قراراً حاسماً تاركةً المرأة تواجه الموت.

 

 

تفاصيل

بمجرد تناقل الخبر راحت تتضح تفاصيل أكثر عن الحادثة، فالمريضة السورية تُدعى “ختام زريق” وكانت مصابة بسرطان الثدي، ووصلت حالتها الصحية إلى مستوى حرجٍ جداً، استدعى ضرورة سحب المياه من بطنها بسرعة عاجلة فنُقلت على إثر ذلك إلى المشفى.

ونقلت شبكة “أخبار طرابلس” عن ابن الضحية “علي عنطوز” قوله إنه أحضر والدته التي كانت بحاجة لسحب مياه من بطنها إلى طوارئ المستشفى الإسلامي الخيري عند حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم السبت الماضي”.

وأضاف أن المستشفى رفضت استقبالهم ما دفعهم للانتظار في مدخل الطوارئ، ورغم مطالبتهم بالدخول كان الرد بأن المستشفى بانتظار موافقة الجهات المعنية لدخول المريضة.

وبعد حوالي 4 ساعات من الانتظار، سقطت المريضة أرضاً، حيث أوضح الإبن أن الطبيب اعتبر أنها تتعمّد “هذا الأسلوب التمثيلي كي يتم إدخالها”.

وبعدها، قام عدد من الشبان بحملها ووضعها على سرير في غرفة الطوارئ، وما لبثت أن فارقت الحياة من دون أن تتلقى أي إسعاف بالرغم من سقوطها أرضاً.

الشبكة نقلت عن المسؤولة في مستشفى الإسلامي الخيري قولها: إن المريضة سورية الجنسية، وصلت إلى طوارئ المستشفى وكانت الإدارة بانتظار موافقة شركة “Next Care” للتأمين فهي مفوضة من هيئات إغاثة النازحين السوريين في لبنان لإتمام عملية دخولها، بعدما تبيّن أنها خضعت لصور “إيكو وسكانر” في مستشفى آخر في نفس اليوم إلا أنها توفيت قبل أن تتم عملية الدخول.

ومن جانبها لم تتّخذ وزارة الصحة اللبنانية أي إجراءٍ قانوني بحق المشفى، على الرغم من تسببه بوفاة المرأة بشكل غير مباشر.

 

استهتار بالأرواح

 أبو مصطفى، لاجئ سوري يعيش في طرابلس، قال لـ صدى الشام: “إن تأخّر شركة التأمين بإعطاء الموافقة للمشفى لا يُمكن اعتباره تسويغاً لقتل نفسٍ بريئة” موضحاً أن المشفى كان بإمكانه العمل بإنسانيته واستقبالها وعلاجها ومن ثم حجزها بالمشفى حتى تدفع المستحقات أو تدفع عنها شركة التأمين ولكنه تركها تموت”. وأردف :”يجب ألّا يمر ذلك دون محاسبة لكل من تروّط بقتلها”.

ويعاني السوريون في لبنان من واقع صحيّ سيء، نتيجة التكاليف العالية جداً للعلاج في المشافي اللبنانية، فيما لا تفي الرعاية الصحية التي تقدّمها المنظمات الدولية والإقليمية بالغرض لجهة التعامل مع كافة الحالات ولا سيما الخطرة منها.

ويشير خلدون، وهو لاجئ سوري في لبنان، إلى أن الأمر الذي لا يمكن استيعابه حتى الآن، هو أن الحكومة اللبنانية لم تحرّك ساكناً، مؤكّداً أنها لا تختلف عن بعض اللبنانيين العنصريين الذين يفتكون بالسوريين، ولو أنّها غير راضية عن هذه الممارسات والاستهتار بالأرواح، لكانت تدخّلت لكن سكوتها أبرز الأدلة على تورّطها”.

والمفارقة الأكبر، تقول لمى، السورية التي تعيش في لبنان منذ أكثر من ستة سنوات، أن “هذه المرأة المريضة لو كانت واقفة بانتظار علاجها أمام مشفى تابع للاحتلال الإسرائيلي لكانوا أدخلوها” حسب وصفها.

وتضيف لمى أن مبرّر قتل “ختام زريق” كان تأخّر شركة التأمين في رفع كتاب إلى المستشفى، وعلى افتراض أن الشركة تأخّرت نتيجة إهمال أحد الموظفين أو نسيانه للأمر، فهل يُعتبر هذا مبرّراً كافياً ومقنعاً لقتل روحٍ بريئة”؟

 

 

 

تفاعل فيسبوكي

 وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً مع الواقعة، فكتب أحدهم: في لبنان أو بالأحرى عند العرب تموت امرأة على باب مشفى ولم يسمح لها بالدخول إلا وهي ميتة، وفي تركيا ينقل طفل رضيع( بطائره خاصه) من مشفى في جنوب تركيا الى مشفى أنقره في الشمال. بربكم ما هو الفرق؟.

فيما كتب آخر:”الله ينتقم من كل انسان مافي بقلبو رحمه وانسانيه لانه بالنهايه هو اسوا من الوحوش”.

لكن معلقين آخرين ذهبوا أبعد من ذلك في إلقاء اللوم على الجمعيات والمسؤولين عن المساعدات الأممية، الذين “يسرقون أموال المساعدات”.

لكن أحد اللبنانيين حاول تقديم تفسير من واقع معايشته للحياة في بلده فقال:” إخواني الأعزاء السوريين والله نحن في لبنان لدينا هذه المشكلة من وقت طويل عند المستشفيات الخاصة ليس لدي أطباء لبنان أو اصحاب المسستشفيات في لبنان أيا إحساس إنساني أوأخلاق أودين، إنهم تجار دم. نحن لبنانيون إذا لم ندفع التأمين لا يدخل المريض إلى المستشفى.. ليس هناك حكومة لدينا حرامية المال”.

 



صدى الشام