تخوّف من زوال حرفة الفسيفساء جنوب إدلب لارتفاع تكاليفها وصعوبة التسويق (فيديو)


سمارت-عمر سارة

تواجه حرفة الفسيفساء مصاعب عدة في التسويق وارتفاع تكاليف الإنتاج، ما يهدد بتوقف العمل بها في مدينة كفرنبل (35 كم جنوب مدينة إدلب)، شمالي سوريا. بحسب ما صرح أحد العاملين بها لمراسل "سمارت"، اليوم الأربعاء.

وأوضح مصمم في شركة "إيبلا"
لـ"الموزاييك"، محمد الخطيب، أنهم يواجهون صعوبات في تأمين المواد الأولية وشحنها، حيث تبلغ تكلفة شحن الكيلو الواحد للمواد ثلاثة دولار أمريكي، "ونحن نشحن على مسؤوليتنا، فقد نخسر عمل سنة أو ستة أشهر في حال لم يصل المنتج".

وتابع "الخطيب"، أنهم واجهوا صعوبات في البداية لترخيص هذا العمل، وكان إنتاجهم في الفترة بين عامي 2001 و2011 لا يتجاوز 300 متر مربع بسبب ذلك، ويذهب معظمه إلى لبنان، ورغم ذلك كان السوق الداخلي يغطي جيداً تكاليف البضاعة وأجور العمال التي كانت مناسبة، تصل حوالي 1000 إلى 1500 ليرة سورية في اليوم، على حد قوله.

​وأضاف، "للحفاظ على المهنة في الوقت الحالي، بعد توقف الطلبات، بدأنا بتصميم موديلات جديدة للسجاد واللوحات الهندسية، وبعد ذلك نعرضها على الإنترنت أوعلى زبائن محليين، ثم نشحنها لهم بحال الاتفاق".

وقال "الخطيب" إن أكبر دليل على قدم المهنة في سوريا هو متحف معرة النعمان الذي يضم تشكيلة كبيرة ونادرة من الفسيفساء السورية، تعود للعهد البيزنطي، مضيفاً " استمرت المهنة في العصور الإسلامية، وحتى يومنا".

وكان متحف " خان مراد باشا" في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، أكبر متحف للوحات الفسيفسائية في سوريا، تعرض للقصف أكثر من مرةبطائرات النظام الحربية، ما أدى لدمار أجزاء منه.

وتشتهر معظم مدن محافظة إدلب بعدة حرفات تقليدية، والتي عادت بعضها للواجهة في الآونة الأحيرة، ومنها صناعة الفخار في مدينة أرمناز، والتي تعود إلى العهد الفينيقي، وتواجه كغيرها مصاعب انقطاع الكهرباء وارتفاع التكاليف ومصاعب الشحن.